الجامعة الأميركية في لبنان
ـ دائماً كانت الجامعة الأميركية في لبنان صرحاً علمياً راقياً ومصدراً للحديث من العلوم والرفيع منها، ودائماً شكلت مختبراً بين طلابها للأفكار التعبيرية والفلسفية ومصدراً لاستيلاد قيادات شعبية ووطنية وقومية وثورية، لكنه كان مستحيلاً أن تلتقي إدارة الجامعة وطلابها فالإدارة امتداد لسياسات عامة وجامعية وعنوان استحقاقات مالية تستجلب الصدام مع الطلاب…
ـ حمل الحراك اللبناني مفاجأة تمثلت بظهور الجامعة كمؤسسة بإدارتها ورئيسها وأساتذتها وطلابها متكافلة متضامنة بدعم «إرادة الشعب اللبناني»، وكان المشهد مريباً! فإدارة الجامعة غير طلابها وإدارة الجامعة لها سياساتها وإدارة الجامعة الضنينة بطلابها وعائلاتهم ومواجهة الفقر الذي يعيشه اللبنانيون والمتمسكة بحقهم بالعلم والعيش الكريم هي نفسها التي ترفض أن تقبض أقساطها بالليرة اللبنانية وترفض ايّ تهاون في قيمة الأقساط للحفاظ على نخبة أرستقراطية بين خرّيجيها أو طلاب يتعذبون وأهلهم لتأمين اقساطها طلباً للعلم…
ـ لم يكن ممكناً لهذا التناقض أن يعيش، وهذا ما حدث قبل يومين في انتفاضة عدد من طلاب الجامعة الأميركية على الإدارة رفضاً لدفع مستحقات الجامعة بالدولار الأميركي وإصرارهم بهتاف جامع المندّد لطلب الدفع بالدولار والإصرار على السداد بالليرة.
ـ طلاب الجامعة الأميركية ردّوا الاعتبار لتاريخ عريق من نضال أسلافهم ميّز دائماً بين كونهم طليعة طلابية مناضلة وبين إدارة تلعب لعبة حكومة بلادها، ولعلّ هذه بداية فرز في كثير من مكونات الحراك التي رسمت صورة هجينة خلال أيام مضت ضاعت معها الهوية واختلط فيها الحابل بالنابل حتى ظهر الرئيس فؤاد السنيورة كواحد من حكماء «الثورة»…!
التعليق السياسي