معرض بعنوان «رؤى دمشقيّة».. تنوّع ما بين الطبيعة الصامتة والورود الدمشقيّة
شذى حمود
بحرفيّة عالية ومهارة فنية أبدعت سيدات سوريات في حرفة كانت حكراً على الرجال وهي الضغط على النحاس عبر معرض فنّي حمل عنوان «رؤى دمشقية».
ومن يتجوّل في المعرض الذي استضافه ثقافي أبو رمانة يرى أعمالاً فنية رائعة الجمال صنعتها 24 سيدة فقدّمن أكثر من 130 لوحة من النحاس والكتابة أو النقش أو الضغط عليها جسّدت أشكالاً ورسوماً فنّية تنوّعت بين الطبيعة الصامتة والورود الدمشقية وبورتريه شخصيات سورية.
الحرفي أحمد راتب الضعضي المشرف على المعرض لفت في تصريح صحافي له إلى أن هذا المعرض هو الأول من نوعه في سورية وجاء نتيجة ورشة عمل شاركت فيها سيدات من مختلف الاختصاصات، منوهاً بإقبال النساء على تعلم هذه الحرفة وداعياً إلى الحفاظ على هذه الحرف من الضياع والاندثار عن طريق إقامة الورشات التدريبية والمعارض.
مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض أشار إلى أن المعرض يهدف إلى إحياء إحدى أهم المهن الدمشقية الأصيلة، مبيناً أهمية دور وزارة الثقافة وجميع المنظمات الأهلية في الحفاظ على هذه المهن والتراث المادي واللامادي من الاندثار والضياع.
وبيّنت مديرة جمعية الوفاء التنموية السورية رمال صالح أن مهنة الضغط على النحاس واحدة من الحرف التي يحتضنها بيت الشرق ضمن مسعى للحفاظ على تراثنا الذي يعتبر هو حضارتنا ووجودنا في ظلّ استهدافه خلال الحرب على سورية، حيث تعرّضت أغلب ورشات الحرفيين للتدمير والنهب، إضافة إلى سفر بعضهم إلى الخارج معتبرة أن مشاركة المرأة السورية في إحياء هذا التراث مصدر فخر لها ولبلدها.
مديرة ثقافي أبو رمانة الفنانة التشكيلية رباب أحمد أشارت إلى أهمية الحفاظ على الحرف الدمشقية العريقة من خلال استقطاب المعارض والندوات والورشات التي تضيء عليها موضحة أن المركز يهدف عبر تنويع المعارض التشكيلية إلى إغناء المشاهدة البصرية للمتلقي.
المتدرّبة سحر سيروان بينت أن مشاركتها جاءت من خلال خمس لوحات بمواضيع مختلفة فيما عبرت المدرسة تسنيم إبراهيم عن سعادتها بالمشاركة بهذا المعرض الذي يهدف إلى الحفاظ على إحدى المهن الدمشقية من الضياع، حيث شاركت بخمس لوحات جسّدت مواضيع عدة.
وتخلّلت المعرض ندوة بعنوان «تاريخ الحرف النحاسية» شارك فيها الدكتور خالد فياض مدير البيت التجاري بالاتحاد العام للحرفيين، مستعرضاً تاريخ النحاس وكيفية تطوره ودخوله في عالم الفنّ التشكيلي مثل الحفر والنقش وتنزيل الفضّة على النحاس، لافتاً إلى أن تراث أمتنا مهدّد ما يستدعي الحفاظ عليه إضافة إلى تشجيع جيل الشباب للإقبال عليه.