بعد فيرغسون… 5 آلاف متظاهر في نيويورك احتجاجاً على تبرئة قاتل غارنر
اعتقلت شرطة ولاية نيويورك الأميركية أمس أكثر من 30 شخصاً خلال تظاهرات خرجت احتجاجاً على قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه اتهام إلى شرطي أبيض قتل مواطناً أميركياً من أصول أفريقية أثناء محاولة اعتقاله.
وتجمع آلاف المتظاهرين في أحياء عدة من المدينة احتجاجاً على قرار هيئة المحلفين، في حين ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن عدداً كبيراً من المحتجين اتجهوا إلى شارع «برودواي» وساحة «تايمز سكوير»، إذ كان عدد الحشد يقارب 5 آلاف شخص. وأضافت أن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك.
ونظمت تظاهرات أيضاً في أحياء أخرى مثل «هارلم» و»ستاتن آيلاند»، إذ قتل الضحية إريك غارنر من قبل الشرطة خنقاً في 17 تموز الماضي، وغارنر البالغ من العمر 43 سنة هو أب لستة أطفال اشتبهت الشرطة في بيعه السجائر بطريقة غير قانونية، وحاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضاً.
ويظهر شريط فيديو لأحد النشطاء أحد رجال الشرطة ويدعى دانيال بانتاليو يمسك غارنر من رقبته لطرحه أرضاًَ، وهي ممارسة ممنوعة لدى الشرطة في نيويورك. وردد غارنر، الذي يعاني من السمنة والربو مرات عدة «لا أستطيع التنفس»، قبل أن يفقد الوعي. وأعلنت وفاته بعيد ذلك ونسبها الطبيب الشرعي إلى قتل غير متعمد.
وأعلن وزير العدل الأميركي إريك هولدر على الفور فتح تحقيق فيدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية للضحية غارنر، لتكون هذه الحادثة الثانية خلال أسبوع واحد تمتنع فيها هيئة محلفين كبرى عن مقاضاة شرطي أبيض في حادث يتعلق بمقتل رجل أسود أعزل.
وكان قرار هيئة المحلفين في فيرغسون بعدم مقاضاة شرطي أبيض قتل شاباً من أصول أفريقية يدعى مايكل براون بالرصاص أثار موجة من العنف، إذ تجمعت الحشود في العديد من المدن الأميركية للاحتجاج على القرار الذي أصدرته لجنة محلفين قبل أسبوع بعدم توجيه أي تهمة لرجل الشرطة دارين ويلسون لقتله براون في ضاحية فيرغسون بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري.
وكانت الحادثة وقعت في التاسع من شهر آب الماضي، حين أطلق الشرطي ويلسون رصاصات عدة على براون، الذي كان أعزلاً فأرداه قتيلاً، في حادث أشعل أعمال شغب في هذه الضاحية الصغيرة لمدينة سانت لويس والتي تقطنها غالبية من السود، لكن غالبية عناصر الشرطة فيها من البيض.
وكانت نسبة كبيرة من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية تطالب بتوجيه تهمة القتل العمد إلى الشرطي ويلسون، لكن قرار لجنة المحلفين يعني أنه لن يواجه أية تهم جنائية، إذ هاجم محامو أسرة الشاب براون قرار اللجنة ووصفوه بأنه غير عادل.