بكين تدعو واشنطن لتصحيح سياستها ووقف الضغط على إيران وتحمّلها أسباب أزمة الاتفاق النووي
انتهى اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عُقد في العاصمة النمساوية فيينا بحضور وفود من إيران ومجموعة 4+1.
وقال رئيس الوفد الصيني إلى اجتماع فيينا إن «المشاركين في الاجتماع مقتنعون بأن سبب الأزمة هو خروج واشنطن من الاتفاق النووي»، مضيفاً أنهم يأسفون لـ»استئناف واشنطن العقوبات ضد منشأة فوردو الإيرانية».
وأضاف أن «الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لم تُفعّل في محادثات في فيينا آلية يمكن أن تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة». وقال للصحافيين بعد المحادثات «ينبغي أن تحجم جميع الدول عن اتخاذ إجراءات تزيد الوضع تعقيداً».
وأضاف أن «القوى الأوروبية لم تُشِر إلى ما إذا كانت ستقوم بتفعيل الآلية، لكن كل الأطراف حثت إيران على العودة إلى الامتثال الكامل لاتفاق عام 2015».
وعقد اجتماع اللجنة على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والمدراء العامين في الوزارات الخارجية لإيران ودول مجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) في مقر ممثلية الاتحاد الأوروبي في فيينا واستغرق نحو 3 ساعات.
وترأس الاجتماع عن الوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، وعن الوفد الأوروبي منسّقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا اشميد.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن مصدر مقرّب من الوفد الإيراني المفاوض، قوله إن «الوفد الإيراني هدّد بعدم المشاركة في الاجتماع، بسبب منح ترخيص للجماعات وأنصار الزمر الانفصالية للتجمع أمام فندق كوبورك، لكن تم تغيير المكان بمساعي الاتحاد الأوروبي باعتباره الجهة المنسقة لاجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي».
كما دعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، الولايات المتحدة الأميركية إلى «تصحيح سياستها الخاطئة ووقف الضغط على إيران وإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية من الدول الأخرى».
وأشارت ينغ، أمس، إلى أنّ «الولايات المتحدّة لم تكتفِ بالانسحاب من خطّة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي وممارسة أقصى ضغط على إيران، بل إنّها تهدّد أيضاً بفرض عقوبات على سائر الأطراف التي تنفذ الاتفاق».
كذلك شدّدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية على أن «إجراءات أميركا الانفرادية تقوّض بشكل خطير إمكانية تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، فتعقّد الوضع في المنطقة».
وفي ظلّ سعي الصين الدائم للحوار والتفاوض، أملت ينغ من جميع الأطراف «ضبط النفس وتجنّب تعقيد الوضع»، داعيةً إياهم إلى «المشاركة في خطة العمل المشتركة بشكل كامل».
من ناحية أخرى أعلنت ينغ «تشديد الحكومة الصينية للقيود المفروضة على الدبلوماسيين الأميركيين في أراضيها، ردّاً على القرار المماثل الذي اتخذته الولايات المتحدّة تجاه الدبلوماسيين الصينيين في تشرين الأول الماضي».
وفي تفاصيل القرار؛ أصبح الدبلوماسيون الأميركيون ملزمين بـ»إبلاغ الخارجية الصينية قبل 5 أيام عن نيتهم لقاء مسؤولين محليين».
كما كرّرت ينغ دعوتها للولايات المتحدة إلى «معالجة أخطائها وإلغاء القيود المذكورة».
تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين واشنطن وبكين تشهد توتراً على خلفية التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للصين وإقرار قانون «دعم حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ» قبل أيام.وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إيران من أجل إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، حيث فرضت عليها مجموعة واسعة من العقوبات، كما تمارس ضغوطاً على الدول المشاركة في الاتفاق من أجل وقف تعاملاتها مع طهران.