تهديدات «إسرائيل» الفارغة لإيران…!
محمد صادق الحسيني
عبثاً تحاول حكومة “أزعر الحارة “ أي حكومة الفار من حكم السجون الاسرائيلية نتن ياهو الإيحاء والإيهام بأنه بطل قومه والأقوى في منطقة غرب آسيا وبحر الشام…!
واليكم بعض أبعاد سيناريو البطولة الكاذب الذي يروج له حاكم تل أبيب:
1) بعد الصفعة المدوية التي تلقاها نتن ياهو قبل يومين، إثر إلغاء ملك المغرب اللقاء الذي كان من المفترض ان يعقده مع وزير الخارجية الأميركي بومبيو، وذلك رفضاً من الملك لجدول أعمال اللقاء الذي اطلع عليه الملك مسبقاً والذي تضمن بحث عقد لقاء علني بين الملك المغربي ونتن ياهو، نقول إنه وبعد هذه الضربة قام نتن ياهو بالإيعاز لصحافته الصفراء بشن حملة صحافية مخادعة لجمهوره توحي وكأنه يمتلك زمام المبادرة ويواصل تحركه ضد محور المقاومة وخاصة ضد إيران.
2) وفِي هذا الإطار نشر موقع ديبكا الاستخباري الاسرائيلي أمس، أن وحدات من القوات الخاصة الاسرائيلية، وهي الوحدة 621 ، المسماة: إيغوز بالعبريةEgoz (أي حبة
الجوز، بالعربية) والوحدة 212 ، المسماة ماغلان ( Maglan )، والوحدات 217، المسماة: دوفدوفان Duvduvan وهي وحدة مستعربين، تجري تدريبات خاصة في جبال ترودوس Troodos القبرصية، التي تقع على بعد 80 كم جنوب غرب العاصمة نيقوسيا، بمشاركة وحدات من سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مروحية وطائرات نقل عسكري، ووحدات إمداد عسكرية أخرى.
3) يدّعي الموقع ان هذه التدريبات تجري في جغرافيا جبلية تحاكي جغرافية جنوب لبنان. لكن الحقيقة تؤكد غير ذلك. إذ إن هذه التدريبات تجري على قمم جبل اوليمبوس Olympos، الذي يبلغ ارتفاعه 1902 م. وجبل بالاي اوميوس Palaiomyios الذي يبلغ ارتفاعه 1951 م. وجبل برودروموس Prodromos البالغ ارتفاعه 1709 م.
4) الملاحظة الأولى على موقع التدريبات هي: إن الطبيعة الجبلية هذه في قبرص تحاكي أعلى قمتين في وسط وشمال لبنان وليس في جنوبه، وهما قمة جبل “قرنة السوداء” جنوب غرب طرابلس، التي يصل ارتفاعها الى 3088 م. وجبل صنين الذي يصل ارتفاعه الى 2628 م. مما يعني ان هدف التدريبات يقع شرقاً باتجاه عكار الهرمل وغرباً باتجاه البحر المتوسط. وهذا يعني تهديد الخاصرة السورية في حمص والسيطرة الإلكترونية على بادية حمص حتى دير الزُّور بالاضافة الى السيطرة على طرق الإمداد البحري الى ميناء طرابلس.
5) أما الملاحظة الثانية فهي طبيعة الوحدات الخاصة الإسرائيليه المشاركة في هذه التدريبات. إذ إن من بينها وحدة تسمى: الوحدة 212 والمشهورة باسم: وحدة ماغلان Maglan (معناها بالعربية أبو منجل: أي الطائر ابو منجل) وهي وحدة متخصصة في مكافحة الدبابات.
وبما أن حزب الله لا يستخدم الدبابات في جنوب لبنان، فإن من المؤكد أن هذه التدريبات تحاكي أوضاعاً في سورية وليس في جنوب لبنان، علماً أن تبيان هذه الحقيقة لا يعني ان الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوماً بالدبابات على قاطع حمص في سورية، وانما يعني انه يتدرب على صد هجوم سوري مدرّع في الجولان السوري المحتل، الذي يبلغ ارتفاع أعلى قممه 2814 م.
6) قيام موقع ديبكا نفسه بنشر خبر يفيد بأن إيران قد نشرت أنظمة دفاع جوي، إيرانية الصنع، من طراز پاور 373 والتي يبلغ مدى عمل راداراتها 300 كلم في ما يبلغ مدى صواريخها 250 كلم، مما يهدّد الطائرات الحربية الأميركية والاسرائيلية، من طراز / أف 35 F35 / وأف 22F22/، اضافة الى ان هذه الأنظمة تغطي جميع مناطق شرق سورية، حسب الموقع الإسرائيلي.
7) وبالرغم من الحقائق المشار اليها أعلاه، يخرج صنيعة نتن ياهو ووزير حربه، العنصري بينيت، ليهدد إيران بتحويل سورية الى فيتنام إيرانية….
وذلك في تناقض واضح مع موازين القوى في الميدان. إذ إن كيانه عجز عن تفتيت سورية عندما كان يقوم بتشغيل عشرات آلاف المسلحين، المنتشرين في الجولان وأرياف دمشق ومحيطها، ناهيك طبعاً عن تهديد إيران نفسها.
الأمر الذي يعني أن كل ما نسمعه من نتن ياهو وبقية فريقه البائس ليس أكثر من كلام في الهواء لا يعبر إلا عن هلعهم وخشيتهم من المستقبل فيرفعون الصوت لخداع النفس وطمأنتها لبعض الوقت ليس إلا…!
أتى أمر الله فلا تستعجلوهبعدناطيبينقولواالله.