العنصرية… شبح الماضي يعود إلى شوارع بلاد العم سام!
ربما تحتاج الولايات المتحدة الأميركية إلى مارتن لوثر كينغ آخر ليعيد إزالة العنصرية من أكثر الدول استكباراً في العالم ـ الولايات المتحدّة الأميركية، إذ لم تبيّن أنّ نضاله لم يثمر في المدى الطويل، وتبيّن أيضاً أنّ انتخاب رئيس جمهورية أسود، لم يكن سوى «بروباغندا». فالعنصرية عادت لتفعل فعلها في المدن الأميركية، وذلك من خلال ممارسات الشرطة بحق أميركيين من أصول أفريقية.
وإذ وصلتنا من خلال التسريبات حادثتان فقط ـ فيرغسون ونيويورك ـ فإننا لا نعلم ما يخبئه الفساد الأميركي عن أعين العالم وعن مبنى الأمم المتحدة المرتفع في واحدةٍ من كبريات مدن أميركا ـ نيويورك.
بعد حادثة فيرغسون ومقتل الشاب الأسود مايكل براون على يد الشرطي الأبيض دارين ويلسون، وتبرئة الأخير من قبل هيئة المحلّفين، برزت إلى العلن في الآونة الأخيرة حادثة أكثر خطورة، إذ سُجّلت مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم، ويُظهر الفيديو الشرطي الأبيض جاستن داميكو، يطرح المواطن الأميركي الأسود إريك غارنر، أب لستة أطفال ويبلغ من العمر 43 سنة ، أرضاً، وذلك بسبب بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة. ويظهر رجل الشرطة يضغط على رقبة غارنر، الذي اشتكى أكثر من مرّة أنه لا يستطيع التنفس قبل أن يغيب عن الوعي ويلفظ أنفاسه. ومن يشاهد الفيديو، يسمع بوضوح كلمات غارنر الأخيرة: «لقد انتهى اليوم، لا أستطيع التنفس».
وإذا كانت الحادثة قد وقعت في 17 تموز الماضي، فإن شوارع أكثر من سبع مدن أميركية تغلي اليوم، وهذا ما تناولته الصحف الأميركية أمس، لا سيما «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، اللتان أشارتا إلى أن شوارع مدينة نيويورك من تومبكينسفيل حتى تايمز سكوير، فضلاً عن شوارع مانهاتن وواشنطن وغيرها من الولايات، تشهد احتجاجات واسعة على قرار محكمة أميركية عدم توجيه اتهام لشرطي قام بقتل أميركي من أصل أفريقي، خنقاً خلال ضبطه بينما كان يبيع سجائر غير خاضعة للضريبة.
«نيويورك تايمز»: تواصل احتجاجات الأميركيين مطالبةً بإدانة الشرطيّ داميكو
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن شوارع مدينة نيويورك من تومبكينسفيل حتى تايمز سكوير، فضلاً عن شوارع مانهاتن وواشنطن وغيرها من الولايات، تشهد احتجاجات واسعة على قرار محكمة أميركية عدم توجيه اتهام لشرطي قام بقتل أميركي من أصل أفريقي، خنقاً خلال ضبطه بينما كان يبيع سجائر غير خاضعة للضريبة. القرار الذي جاء بعد أقل من أسبوعين على رفض هيئة محلفين كبرى توجيه اتهام لشرطي أبيض في قتل مراهق أسود أعزل في مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري، آب الماضي، ما أثار غضب المئات الذين خرجوا للتظاهر سلمياً في شوارع الولايات الأميركية المختلفة، هذا فيما قامت الشرطة باعتقال بعض المتظاهرين في نيويورك.
ولقي إريك غارنر، أب لستة أطفال ويبلغ من العمر 43 سنة، مصرعه في 17 تموز الماضي على يد الشرطي جاستن داميكو، الذي قام بطرحه أرضاً بينما كان يحاول مقاومة الشرطة التي ذهبت للقبض عليه بسبب بيعه سجائر غير خاضعة للضريبة.
وفي شريط مصوّر للحادثة، يظهر رجل الشرطة يضغط على رقبة غارنر، الذي اشتكى أكثر من مرّة أنه لا يستطيع التنفس قبل أن يغيب عن الوعي ويلفظ أنفاسه. وقام المحتجون، الأربعاء، بترديد كلمات غارنر الأخيرة: «لقد انتهى اليوم»، وردّد آخرون: «لا أستطيع التنفس».
وقال باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، متحدثاً في واشنطن، إن القرارات في نيويورك وميسوري تسلط الضوء على إحباط عدد من الأميركيين أصحاب الأصل الأفريقي، حيال النظام القانوني الذي يتسم بتاريخ طويل من التمييز ضد السود. وأضاف: «عندما لا يُعامَل أي شخص في هذا البلد بمساواة أمام القانون، هذه تكون المشكلة… إنها وظيفتي كرئيس، العمل على حل المشكلة».
«واشنطن بوست»: قضية غارنر وبراون تؤكد سخافة فكرة انتهاء العنصرية في أميركا
تابعت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها الولايات المتحدة في أعقاب رفض هيئة محلفين أخرى اتهام شرطي بالمسؤولية عن مقتل شخص من أصول أفريقية، في حادثة وقعت في تموز الماضي.
وتحدثت الصحيفة عن احتجاجات في شوارع مانهاتن وسبع مدن أميركية أخرى على الأقل، غير أنها أشارت إلى عدم وجود بلاغات عن أعمال عنف حتى صباح أمس على العكس من أعمال النهب التي اندلعت في مدينة فيرغسون في 24 تشرين الثاني الماضي بعد إعلان هيئة محلفين رفضها اتهام الشرطي الأبيض دارين ويلسون في حادثة إطلاقه النار على المراهق الأسود الأعزل مايكل براون. وعلق الكاتب يوجين روبنسون في الصحيفة على تلك القضية وبدأ مقاله بجملة «لا أستطيع التنفس» وهي آخر ما نطق به إريك غارنر، الضحية الذي اختنق أثناء محاولة الشرطة القبض عليه لبيعه سجائر غير مرخصة.
ووصف روبنسون، وهو من أصل أفريقي، ما يجري في الولايات المتحدة بأنه يستحق أن يطلق عليه «لا مكان للرجال السود». وتابع قائلاً: «كان ينبغي أن يكون هناك اتهام في قضية مايكل براون في فيرغسون، لكن كان هناك على الأقل جدل حول الأحداث التي أدّت إلى مقتله. إلا أن قتل غارنر الذي سُجّل في مقطع فيديو كان واضحاً، فقد ظهر الرجل وهو يختنق، واستمعنا إلى حديثه عن محنته». وقال الكاتب إن الأميركيين من أصل أفريقي يتلقون درساً عن قيم المجتمع، وربما انحطاطه. وذكر بأنه دائماً كان يقول إن فكرة العنصرية شيء من الماضي سخيفة، وأن من أطلقوا أسطورة «ما بعد العنصرية» كانوا إما سذّجاً أو مخادعين. وقد تبين السبب الآن بشكل مأسوي.
وعن تداعيات قضيتي براون وغارنر، قال روبنسون إن هناك أمرين هامين هنا الأول يتعلق بالتصريح المفرط الذي تحصل عليه الشرطة الأميركية، والإذن لها بأن تفعل أي شيء من أجل ضمان الأمن في الشوارع، وللأسف فإن الأمر تأرجح بعيداً لمصلحة حماية القانون والنظام على حساب الحرية والعدالة. والأمر الثاني يتمثل العنصرية، فالجرح الذي تسبّبت فيه قضيتا براون وغارنر، أن هيئتي المحلفين فحصتا الأدلة وقرّرتا ألّا قضية موجودة، وهو ما كان ليكون مستحيلاً لو أن الضحايا من البيض. وفي قضية غارنر، لم يكن الضحية من فصيلة الرجال السود المكروهين والمهابين في أميركا، بل كان رجلاً وزنه زائداً، وفي منتصف العمر ويعاني من الربو. والآن يقال إن الرجل الذي قتله لم يرتكب خطأ.
«غارديان»: إلى متى يستمرّ تقارب مصالح أميركا وإيران؟
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس مقالاً تناولت فيه موضوع التعاون الإيراني ـ الأميركي في الحرب ضدّ تنظيم «داعش»، للصحافي إيان بلاك.
وقال بلاك في مقاله إن التعاون الإيراني ـ الأميركي في مواجهة تنظيم «داعش» يعكس المقولة المعروفة «عدوّ عدوّي صديقي». ويرى أن هذا التعاون بين البلدين ليس الأول، فقد حصل شيء شبيه عقب الهجمات على برجَيْ التجارة العالمية عام 2001، إذ كانت الولايات المتحدة تؤمن الضربات الجوّية والمعلومات الاستخبارية لتحالف الشمال الموالي لإيران في معركته ضدّ حركة طالبان، بينما ساعدت إيران في اختيار الأهداف التي ستقصفها الطائرات الأميركية في وقت لاحق.
كذلك هناك مصالح مشتركة للولايات المتحدة وإيران في العراق.
أما في سورية فيدعم النظام الإيراني نظام بشار الأسد بينما تقف الولايات المتحدة على الناحية الأخرى.
لكن الحال لن تبقى كذلك، كما يرى كاتب المقال، ففي العراق ستتعارض مصالح البلدين خلال وقت ليس بطويل، إذ ترغب الولايات المتحدة في رؤية نظام ديمقراطي، بينما تهتم إيران بحماية مصالح الطائفة الشيعية، ما يستفز السعودية وحلفاء آخرين للغرب في الخليج.
«لو سوار»: أحزاب الائتلاف في البرلمان البلجيكي تتّجه للاعتراف بدولة فلسطين
ذكرت صحيفة «لو سوار» البلجكية التي تصدر بالفرنسية أمس، أن الأحزاب الائتلافية في البلاد، اتفقت على تمرير القرار الذي يوصي الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك خلال التصويت عليه في البرلمان الأسبوع المقبل.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر قالت إنها مطّلعة، أن الحكومة لن تنتظر طويلاً في خصوص الاعتراف بدولة فلسطين، بعد تمرير القرار من البرلمان.
وقال ديدر رينديرز وزير الخارجية، نائب رئيس الوزراء البلجيكي أمس: «نحن منذ فترة طويلة مع الاعتراف بدولة فلسطين»، مؤكداً أنباء مناقشة البرلمان مشروع قرار في هذا الشأن الأسبوع المقبل.
وتابع المسؤول البلجيكي: «بعد أن يعلن البرلمان عن رأيه النهائي في خصوص هذا الموضوع، فإن الحكومة هي التي ستقرّر موعد الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية». مشيراً إلى أنه مع فكرة وجود تنسيق داخل الاتحاد الأوروبي في شأن الاعتراف بفلسطين.
تجدر الإشارة إلى أن النواب الفرنسيين كانوا قد صوّتوا، مساء الأربعاء بغالبية لمصلحة مقترح يحثّ الحكومة على الاعتراف بفلسطين كدولة على حدود حزيران 1967، في تصويت رمزي غير ملزم.
ويعدّ التصويت الفرنسي على مشروع هذا القرار غير ملزم، إلا أنه يحمل رمزية كبيرة بعد تصويت البرلمان البريطاني الشهر الماضي، على مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك البرلمانين الإيرلندي والإسباني، وذلك قبل أن تعلن الحكومة السويدية في وقت سابق اعترافها بذلك.
وفي تشرين الأول الماضي، وزّعت فلسطين مسودّة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي تمهيداً لتقديمه رسمياً إلى المجلس، وينصّ على إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية بحلول تشرين الثاني 2016، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.