روغوزين يستبعد إقدام واشنطن على إقامة منطقة عازلة
استبعد نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين في تصريحات صحافية أمس، إقدام الولايات المتحدة الأميركية على إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسورية.
وأشار روغوزين إلى أن إقامة مثل هذه المنطقة ممكن فقط من خلال قيام واشنطن بعملية برية على الأراضي السورية، لكنه استبعد مجازفة واشنطن بأرواح جنودها.
تصريحات المسؤول الروسي تأتي بعد يوم على تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أشار فيها إلى تقلص الخلاف بين أنقرة وواشنطن حول خطة إقامة منطقة حظر جوي على الحدود السورية.
ونقل عن الوزير التركي قوله: «عندما برزت فكرة إقامة منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة كانت لدى الجميع أفكار مختلفة، حتى أن البعض لم يفهم معناها … لكن لدينا حلفاء، وخصوصاً الولايات المتحدة، بدأوا بتفهم أهميتها».
وأضاف جاويش أوغلو: «يمكنني القول إن وجهات نظرنا في هذه المسألة مع الولايات المتحدة باتت أقرب. نرى عدد الدول التي تدرس منطقة الحظر أو المنطقة الآمنة يزداد».
وتتعارض تصريحات الوزير التركي مع التصريحات الآتية من واشنطن، والتي تقول إن منطقة الحظر الجوي غير مطروحة. إذ قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن واشنطن لا تؤيد إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية كما تطالب أنقرة بشدة.
يأتي ذلك في وقت أكد الموفد الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أهمية تركيز الجهود على مدينة حلب، داعياً إلى «تجميد المعارك» فيها قبل البدء بعملية سياسية. وقال إن حلب هي «المدينة التي عانت أكثر من غيرها، لكن يمكن أن تصبح مختبراً للأمل»، مضيفاً إن «جهودنا تتركز على هذه المدينة في محاولة لتجميد المعارك».
وأوضح دي ميستورا أن مبادرته تختلف كلياً عن اتفاق لوقف النار على غرار ما حدث في حمص وسمح بانسحاب المقاتلين منها في أيار الماضي.
ميدانياً، صد الجيش السوري أمس هجوماً عنيفاً لـ«داعش» على محيط مطار دير الزور العسكري، وأوقع العشرات منهم بين قتيل وجريح، حيث دارت أعنف الاشتباكات في منطقة حويجة المريعية وحويجة صكر القريبتان من أسوار المطار، وامتدت إلى أحياء داخل المدينة.
وفي حلب، نفذت وحدات من الجيش السوري عدة عمليات واستهدفت تجمعات وتحركات المسلحين في محيط حي جمعية الجود على طريق حلب اعزاز قرب بلدة الزهراء وفي جمعية الزهراء على أطراف حي الليرمون.
كما قضى الجيش على عدد من المسلحين في محيط بلدتي نبل والزهراء، وفي الريف الشمالي الغربي أوقعت وحدات من الجيش قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين ودمرت لهم أسلحة وذخيرة في بلدة بيانون والطامورة التابعتين لمنطقة جبل سمعان بمحاذاة الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا.
إلى ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في بيانها أمس من نتائج تعليق برنامج الغذاء العالمي على ملايين الأطفال السوريين، مشيرة إلى أن «ملايين الأطفال السوريين اللاجئين مهددون بالجوع والنوم ببطون خاوية».
وتابعت المنظمة: «تعليق المساعدات الغذائية يزيد من المخاطر الصحية ويهدد سلامة الأطفال خلال فصل الشتاء»، وكررت نداءها للحصول على دعم عاجل لبرنامج الأغذية العالمي بعد تعليق مساعداته لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري.
كما دعت «اليونيسيف» الدول المانحة إلى توفير المزيد من الدعم لتلبية الاحتياجات الضرورية لأطفال سورية وتجنب وقوع كارثة إنسانية. وقالت مديرة المنظمة الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماريا كالفيس إن «العائلات السورية وأطفالها هم من يدفعون ضريبة الصراع الدائر في سورية وهذا النقص في تمويل الأغذية سيؤثر سلباً عليهم خاصة مع اقتراب فصل الشتاء».