شمسي مصباح فرح
يعلو صوت الرحيل لآخر رحلة لهذا الموسم.
رحلة صوب صحراء الربع الخالي من القلب.
في حقيبة الأماني
سأحمل معي شمساً مقصبة
بخيوط الفرح وريحاً ملونة بصباغ الحياة
في الجيب السري للحقيبة كما اللصوص
سأخفي هدية صغيرة اسمها الحب
وشجرة ورد وغيمة عشق
كريمة وحفنة من تراب الضوء
سأشرب على كرسي الانتظار
مع فنجان قهوتي الأخيرة
قصيدة جميلة محلاة بسكر الغزل
في صحراء الربع الخالي من القلب
قاب قوسين أو أدنى ـ أنا ـ من الضياع
قنديل الكلام معلق بريح الغياب
خارطة المعنى تشق طريقها عبر الرمال
فتضيع في كثبان العراء
في صحراء الربع الخالي من القلب
تقف الأسماء السوداء
والصور السوداء والذكريات السوداء
في جب العتمة
تغتسل بماء الأحلام العفنة
وتشرب من ماء الحقد الآسن
وتتسلق كالهالوك جدران القلب فتهوي
على الأرض ثمار اليأسفي
صحراء الربع الخالي من القلب
وبعيداً عن أعين الوشاة ة وأجهزة الأمن
سأخرج مديتي
وسأطعن الأسماء والصور والذكريات السوداء
سأردم جب العتمة بتراب الضوء
وسأزرع فيه وردتي الصغيرة
وسأعلّق شمسي مصباح فرح
وستسافر غيمتي في رحالة مطر مباركة
وسأتفيّأ ظلّ وردتي
سأطير مع الريح الملونة
ما حفظته من قصيدة الغزل
ولن أعود إلا وفي يدي
حفنة من وريقات الأمل
ميساء الحافظ