ندعم الوزيرة البطلة البستاني في قرارها كسر طوق الاحتكار النفطي الترشيشي لـ «البناء»: قرارات سلامة والمصارف تدميرية على القطاع الزراعي
أحمد موسى
رأى رئيس «تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع» ابراهيم الترشيشي في حديثٍ لـ «البناء»، انّ أزمة القطاع الزراعي والمزارعين مع البنوك لا تزال قائمة، ففيما المزارع يسدّد ما عليه من استحقاقات بالدولار، هو مجبر أيضاً على تصريف إنتاجه بالليرة، مع صعوبة الحصول على أثمانها، بعد الكثير من التسويف والمماطلة للوصول إلى حقه، ذلك نتيجة تدني القوة الشرائية بفعل الأزمة الاقتصادية والنقدية، الأمر الذي رتب على ذلك «فقدان الثقة بين التاجر والمزارع»، حيث اليوم بدأنا نسمع كلمة فرش ماني (Fresh Money)، انْ كان على الدولار او الليرة، كلّ ذلك، مؤشرات انعكست سلباً وضرراً على المزارعين اللبنانيين، وتعرقل أشغالهم، ما جعل المزارعين والتجار والمستهلكين أمام “قنابل موقوتة” لا تبشر بالخير بل تدلّ على التراجع والفقر والبؤس والتخلف والانحدار بالعلاقات التجارية مع بعضها.
وشنّ الترشيشي هجوماً عنيفاً وقاسياً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قائلاً: “مهما تحدّثت وبشرت نسمع كلامك فيه نوع من الاطمئنان لكن أفعالك غير صحيحة، لم نعد نثق بك، فكلّ كلامك ليس صحيحاً ولا دقيقاً، ولم نشكرك، لكن عليك ان تعلم أنّ من سبقوك خرجوا مرفوعي الرأس، تاركين أثراً بين الناس رغم الظروف الصعبة التي مرّ فيها لبنان في فترة تولي ادمون نعيم منصب حاكم مصرف لبنان، أما أنت (رياض سلامة) فإنّ أفعالك “تصبّ في خانة مصلحة المصارف والقطاع المصرفي”، ولم تبرهن يوماً أنك كنت الى جانب اللبنانيين أصحاب الودائع والمؤسسات، “أنت خربت بيوتهم ودمّرتهم وأعدتهم مئة سنة الى الوراء”.
وتوجه الترشيشي بسؤال الى سلامة: صحيح أنك اتخذت قراراً بتخفيض الفوائد على الودائع، لكن هل اتخذت قراراً موازياً لتخفيض الفوائد على القروض؟ أكيد لم تفعل! وتركت البنوك تتصرف وفق ما يناسبها وعلى مزاجها.
أضاف، لقد قرفنا البنوك وتعاملاتها وكفرنا بالساعة التي عرفناهم، فالمصارف فاجرون، سفاحون وأصحاب مصالح تجارية تهدف الى خراب بيوت الناس ومصالحها ومؤسّساتها.
من هنا، صحيح أننا لم نستطع استيراد كامل البذار هذا العام، سنحصل فقط أقل من 50 في المئة منها، في المقابل سنبقى وسيبقى المزارعون حتى الموسم المقبل يتهمونك بالظلم، هذا اذا بقيت في موقعك واذا بقي بلد وبقي مزارع.
ورأى الترشيشي انّ تصرفات حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف اتجاه اللبنانيين عموماً والمزارعين، اذا كانوا يتصرّفون وفق أوامر خارجية وكيدية، فتصرفاتهم لا توحي بالمعرفة والعلم والثقافة، وللأسف تصرفات الحاكم وجمعية المصارف “ليست في مصلحة لبنان واللبنانيين”، فلا مصلحة لبنان ولا المصارف هكذا تقتضي، لقد “انعدمت الثقة كلياً بين المواطن اللبناني وبين المصارف”.
وتابع الترشيشي متوجهاً الى الحاكم رياض سلامة: اذا كنتم تريدون تطبيق أجندات وقرارات ومؤامرات خارجية على اللبنانيين ومؤسّساتهم، فتلك المصيبة الكبرى والمضاعفة عشرات الأضعاف ما نحن فيه اليوم، لقد “خسرتم الثقة”.
وفيما أكد الترشيشي أنهم استطاعوا تأمين 25 في المئة من مجمل كمية بذار البطاطا ايّ ما يوازي 10 آلاف طن، لفت الى انّ ذلك يجعلنا أمام “سوق سوداء من البذار”، ويجعل المزارعين أمام حالة من عدم استطاعة كلّ المزارعين لممارسة الزراعة، وسيضعف المزارعون أكثر وستدمّر زراعة البطاطا اللبنانية أكثر وأكثر، وسيقضى على صغار المزارعين.
ليختم ابراهيم الترشيشي حديثه لـ”البناء”، دعوة انّ المزارعين لم يعد أمامهم فرصة لشراء البذار لا دين ولا شيك، بل Fresh Money أمر يجعلهم أمام نوع من السخرية واللعب بمصير المزارعين وتدمير مستقبلهم ومصير القطاع الزراعي برمته.وتوجه الترشيشي بالشكر لوزيرة الطاقة ندى البستاني لما أقدمت عليه من إجراء مناقصات في ما يخصّ قطاع النفط والمحروقات في هذه الأيام الصعبة، واضعةً حدًّاً لكارتيل النفط كاسرةً الطوق ما سيوفر الكثير على المزارعي دون مواجهة فقدان المحروقات، فأخرجتينا من المحاصصة والاحتكار، وأعدتي لنا كرامتنا، فلك منا كلّ التقدير والاحترام ايتها الوزيرة “البطلة” في وقفتك أمام عمالقة الاحتكار.