انطلاق فعاليات أيام الفنّ التشكيلي السوري لعام 2019 محمد الأحمد: الاستهداف الحقيقي كان لعراقة سورية وإرثها وتراثها
رانيا مشوِّح
دوّنت ذاكرة الحياة والإبداع على عتباتها فكانت شعلة النور وهوية العبور، للأبجدية هي الذاكرة وللكلمة هي الصوت، حملت إرث الحضارات على عاتقها وسلّمت الأمانة لأجيال وأجيال، فكانت ذاكرة الأمل والمستقبل واللون والفنّ، لذلك أطلقت وزارة الثقافة فعاليات أيام الفنّ التشكيلي السوري تحت شعار «ذاكرة الإبداع… سورية» في دار الأسد للثقافة والفنون.
افتتح الحفل وزير الثقافة محمد الأحمد كممثل رئيس مجلس الوزراء الذي قال خلال كلمة له: نحن في وزارة الثقافة نعتبر دائماً أن الاستهداف الحقيقي الذي تعرّضت له سورية كان استهدافاً لتراثها وعراقتها وإرثها. نحن بلد يعجّ بالآثار وبلوحات الفنّ التشكيلي وبالثقافة البصرية ولدينا فعلاً نتاج أدبي وفنّي مهم نفتخر به.
بدوره قال عماد سارة وزير الإعلام قائلاً: نحن نريد من هذا المعرض والذكرى التي أسميناها «أيام الفنّ التشكيلي السوري» أن نقول إن مشروعنا هو الحياة وإذا كان مشروعكم هو الموت فنؤكد لكم أننا سوف نبني على جيلنا الحالي وعلى أطفالنا وشبابنا المستقبل لأجل سورية التي تحاولون تدميرها، ما دمنا نملك هذا الجيل وهذه الإمكانيات التي تلون الحياة بألوان الفنّ التشكيلي.
أما مدير عام الفنون الجميلة في وزارة الثقافة عماد كسحوت فقال: أيام الفنّ التشكيلي السوري هي فعالية تُقام للعام الثاني على التوالي. وهي تكريم للفنّ السوري وفنانيه الذين قدّموا الكثير من أفكارهم ورسائلهم من خلال لوحاتهم وأعمالهم الفنية، حيث ضمّ حفل الافتتاح تكريماً لمجموعة من الفنانين التشكيليّين ومعرضاً يضمّ لوحاتهم، بالإضافة إلى فيلم توثيقي قصير عن تاريخ هذا الفنّ وتطوره في سورية، كما أن الفعالية ستضمّ معرض الخريف في خان أسعد باشا ومعرض الخطّ العربي ومعرض ما بعد الرواد وصالات العرض الخاصة التي ستشاركنا هذه الأيام والعديد من الورشات والندوات المرافقة. فهو أسبوع حافل بالفنّ التشكيلي ومعارضه ونشاطاته المتنوعة.
كما كان لنا لقاء بالفنانين المُكرّمين حيث قال الفنان عبد الله السيد: أعتز عندما أجد من يقدّر العمل ويقدّر الأشخاص العاملين وأوجه لهم تحية الحب والتقدير، ولتبقَ سورية شعلة حضارة كتاريخها الكبير.
وفي الإطار نفسه قال الفنان غسان نعناع: التكريم يمنح الفنان شعوراً خاصاً بأنه قد قدّم بصمة خلال مسيرته الفنّية استحق التكريم عليها، خصوصاً إذا كان من جهة رسمية تُعنى بالثقافة والفنّ في سورية وهي وزارة الثقافة.
كما صرّح الفنان المُكرّم غسان جديد عن التكريم: أستذكر في هذا الموقف قول الأديب نجيب محفوظ «لم نخلق لنخلد فلنعمل عملاً يخلدنا»، ونحن نخلد بهذا الفنّ وهذا المجال الرائع.
في حين قال المهندس ماهر أرناؤوط نجل الفنان المُكرم عبد القادر أرناؤوط: سورية تملك العديد من الشهب من نجوم ومفكّرين وأدباء وفنانين وهذا التكريم يساهم في إضاءة هذه الشهب والنجوم حتى لو اختفت عن الساحة الفنّية.وضمّ الحفل عرض فيلم وثائقي عن تاريخ معرض الخريف السنوي وتكريم مجموعة من الفنانين وهم الفنان عبد القادر أرناؤوط، غسان السباعي، إقبال قارصلي، غسان جديد، عبد الله السيد، غسان نعناع بالإضافة إلى جولة في معرض ضمّ مجموعة من أعمالهم.