بزي: سكنتَ قمم العزّ ومواقعه ورفقاؤك باقون على العهد حتى تحقيق نهضة الأمة
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مرور أسبوع على وفاة المناضل القومي حسان علي أبو الزوابع باحتفال أقيم في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول حضره رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، رئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، العميدان وائل الحسنية وهملقارت عطايا، عضو المجلس الأعلى عاطف بزي، عضو المكتب السياسي وهيب وهبي، هيئة عمدة الدفاع، وعدد من المسؤولين وجمع من القوميين إلى جانب عائلة الراحل.
كما حضر النائب السابق ناصر نصرالله وفاعليات.
استهلّ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تحية للراحل ولشهداء الحزب والأمة، وألقى مهند سلطون كلمة التعريف والتقديم.
عبد الباقي
وألقى مدير مديرية الحرس المركزي سامر عبد الباقي كلمة قال فيها: نحن لا نعدَ السنينَ التي عشناها بل الأفعالَ التي قمنا بها. وأبو الزوابع اسمٌ ارتبط بمسيرة نضالنا ومقاومتنا ضدّ يهود الخارج والداخل، فعلى خطوط النار والمواجهة وفي كلّ مواقع الحزب كان هناك رفيق مناضل مقاوم يحمل اسم «أبو الزوابع»، وإن لم يكن هو نفسه الرفيق حسان علي.
«أبو الزوابع» اسم مضيء في ذاكرتنا، والرفيق حسان علي الذي حمل هذا الاسم، أضاف إليه الكثير، من خلال حضوره الدائم في مواقع الحزب منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى لحظة رحيله.
لقد كان أبو الزوابع واحداً من المناضلين المقاومين، مقداماً، لا يهاب المخاطر، بل كان يقتحم الخطر ليسجل في سيرته النضالية مزيداً من وقفات العز.
آمن بقضية تساوي وجوده، فنذر لها نفسه، وحمل البندقية متنقلاً في ساح النضال من بيروت والمتنِ والبقاع ومن شمال لبنان إلى جنوبه، وكان بحكم مسؤوليته في شعبة الاتصالات يملأ المدى بصوته، متتبّعاً أوضاع المواقع الحزبية وسير المواجهات التي يخوضها القوميون ضدّ العدو اليهودي وأدواته التقسيميّين.
نعم، الرفيق أبو الزوابع، واحد من القوميين المناضلين الأشداء، الذين انخرطوا في مسيرة نضال الحزب ضدّ الذين أرادوا تقسيم لبنان وجعله محمية صهيونية، وضدّ الذين استهدفوا الحزب بوصفه حركة نهضة ومقاومة هدفها تحقيق وحدة المجتمع وتثبيت دعائم الحق والحرية.
أبو الزوابع، هو رفيق الأبطال القوميين الاجتماعيين، الذين بفعل عملياتهم البطولية ضدّ العدو اليهودي، انطلقت جبهة المقاومة، يوم أطلق القوميون صواريخ الكاتيوشا على مستعمرات «كريات شمونة» في 21 تموز 1982 مسقطين شعار «سلامة الجليل» الذي أطلقه قادة العدو اليهودي على عملية اجتياحهم للبنان.
وأبو الزوابع هو رفيق حسين البنا الذي استشهد في معارك فلسطين عام 1936، وهو رفيق الأبطال القوميين الذين ارتقوا قمم العز في صنين، ويومها خرجت الصحف الأميركية معلنة أنّ من يسيطر على صنين يتحكم بالبحر الأبيض المتوسط.
أبو الزوابع هو رفيق البطل القومي الشهيد خالد علوان الذي أطلق رصاصات تحرير بيروت من الاحتلال اليهودي، ورفيق الشهداء والاستشهاديين الذين سطروا بمقاومتهم وعملياتهم النوعية ملاحم العز والبطولة والتحرير. وهو رفيق أبطال عملية الفرار الكبير من معتقل انصار.
من هنا، من بيروت عاصمة المقاومة، ومن القاعة التي تحمل اسم مطلق رصاصات تحرير بيروت، نحيّي الرفيق أبو الزوابع، ونحيّي مسيرته الحزبية النضالية.
قدرَ «أبو الزوابع» هو قدر كلّ القوميين الاجتماعيين، البقاء في ساح الصراع حتى الانتصار على العدو اليهودي وقوى الإرهاب والتطرف.
قدرنا يا رفيقي هو الصراع، هذا ما كنت أنت عليه، وهذا ما سنبقى نحن عليه مقاتلين مرابضين على كلّ الجبهات، مؤمنين بحقيقتنا وعاملين لنصر أمتنا.
بزي
وألقى عضو المجلس الأعلى منفذ عام المتن الجنوبي عاطف بزي كلمة استهلها بالقول: نجد صعوبة في اختيار الكلمات في وداع الأحبة والرفقاء، فكيف بمن عرفناه وعرفَته مواقع العز والبطولات.
الرفيق حسان علي أبو الزوابع مقاتل صلب مدافع عن مواقع الحزب في منتصف الثمانينات في مواجهة قوى الانعزال والتقسيم، من شرين وعين التفاحة وزغرين وبولونيا والضهور والزعرور والدير والمصاطب إلى طرابلس والكورة وغيرها من مواقع البطولة والشهادة…
عرفناه مسؤولاً عن الحرس المركزي، ومديراً لشعبة الاتصالات في عمدة الدفاع، ومسؤولاً عن سلاح الإشارة وتركيب وصيانة وتجهيز شبكات التواصل والشيفرات من المواقع جميعها المرتبطة بالجهاز المركزي وغرف العمليات.
لم يكلّ الرفيق حسان ولم يملّ كما دأب كلّ القوميين المناضلين، وقد عرفَته مؤخراً مواقع الأبطال والكرامة والعز القومي في الشام من صدد الى معلولا والزارة وحمص القديمة حيث دافع وحيث يدافع القوميون الاجتماعيون، وحيث ارتقى شهداؤنا الأبطال وهم يتصدّون لعصابات الإرهاب والتطرف والظلام.
كنتَ يا رفيقي مثال المناضل المثابر والعامل بالتزام وصمت، وكنت تنفذ ما يُعهد به إليك باراً بقسمك، وما هو مطلوب منك بكلّ عزيمة واندفاع، التزمت بالقسم واتخذت من المبادئ شعاراً لبيتك، فكانت زوجتك رفيقتك وكان ابنك ماهر رفيقك، كما كنت دائماً إلى جانب رفقائك المقاتلين الشجعان في كلّ المواقع عرضة للقصف والاستهداف وبالتالي للشهادة.
أيها المسافر قبل أوانه في رحلة هزمت فيها الموت لأنك من أبناء الحياة، انطفأت عيناك وخبا بريقها، ولكن قلبك رحل طافحاً بالوطن ليضمّه ترابه، سكنتَ الموت في كلّ قمم العز ومواقعه التي أعطيتها كلّ جهدك وخبرتك.
رحلت باكراً، وكنت تتطلع إلى وحدة الأمة والوطن وانتصار مقاومتنا في فلسطين كما انتصرت في لبنان بفعل إرادة الأبطال ودماء الشهداء الزكية الغالية، بفعل البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.
كنت يا رفيقي تقاوم المرض، تتحامل على نفسك وتنهض كي تستطلع بوادر النصر الآتي، وهو آتٍ لا محالة في زمن قريب جداً، حيث سيبقى رفقاؤك على العهد وفي ساحات الصراع والنضال على امتداد الأمة، حتى القضاء على كلّ إرهابي ومحتلّ، وحتى تحقيق نهضة الأمة التي وقفت لها عمرك ونضالك وآمنت أنها قضية تساوي الوجود.
بفضل نضالك يا رفيق حسان، ونضال كلّ الأبطال المقاومين، نرى أنّ النصر قريب، وقريب جداً على عصابات الإرهاب والتطرف والظلام التي وظفها المشروع الغربي والمؤامرة الكونية على شام الصمود والممانعة، نصر آتٍ لا محالة نضالات الأبطال ودماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن أرضنا وحقنا وعزتنا.
رفيقي أبا ماهر… ليس جديداً على تلامذة سعاده أن يكونوا خالدين نبلاء، وفخرنا بك وبنضالك وبمعرفتك عظيم جداً، واعلم أنك ستبقى ماثلاً وحاضراً في كلّ اتصال و«إشارة» وبرقية وفي كلّ مواقع العز والبطولات، وقسماً بقسمنا أننا سنبقى نجفف المطر النازف من جراح وطننا كرمى لعينيك ولعيون الشهداء… شهداء العز في فلسطين ولبنان والشام والعراق… وتحية لأبطالنا المقاومين الصامدين في مواقع الكرامة ووقفات العز، وللجيش اللبناني والجيش السوري قيادة وضباط وأفراد، وعلى الأخصّ الشهداء، في مواجهة قوى الإرهاب وعصاباتها، وتحية لشهداء حلبا، وسنبقى نردّد في كلّ زمان ومكان أننا لن ننسى، والقصاص آتٍ والاقتصاص من القتلة آتٍ لا محالة.