مرويات قومية

المناضل والاديب والمميّز الرفيق عبد اللطيف كنفاني

إعداد: لبيبناصيف

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل

تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.

وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.

كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.

سمعت عنه الكثير من الامين نواف حردان، فأحببته، ثم زرته في منزله في منطقة الاونسكو، فأحببته اكثر، وكلما زرته كلما زاد اعجابي به، مناقب ودماثة وثقافة والتزاماً قومياً اجتماعياً.

كنت اعرف عن تردده الى مقهى «الكوستا» فيلتقي رفقاء من جيله، ومثله عرفوا الحزب تعاطياً اخلاقياً ونهجاً قومياً اجتماعياً، اذكر منهم الامين سبع منصور والرفقاء حسن مرتضى، نزيه الاسعد، محمد علي شماع،

ومنهم جميعاً كنت اسمع اطراءهم على ما تميّز به الرفيق عبد اللطيف من رقي ومن صفات قومية اجتماعية فازداد اعجاباً به وارتياحاً إليه، ورغبة في زيارته والتردد إليه. وكنت افعل انما اقل مما ارغب، ومما اشعر من واجب تجاهه.

* * *

ما انشره ادناه عن الرفيق المميّز عبد اللطيف كنفاني ليس كل شيء.. يعذرني اني بتُ في واقع غير سار من تراكم الاعباء، ومن افتقاري الى من ينهض معي بمسؤولية هامة تتناولكما يفترضتاريخ الحزب على امتداد سنوات النضال، وكل فروعه وطناً وعبر الحدود،

الى ما أمكنني نشره عن الرفيق، المناضل والاديب، عبد اللطيف كنفاني. ادعو من عرفه الى ان يكتب ما يفيد سيرته المضيئة، ومسيرته النضالية الصادقة، على امل ان اتمكن في اي وقت لاحق ان افي الرفيق الحبيب ما يستحقه من اضاءات تبقى قليلة ازاء ما كان يتمتع به من سمو في اخلاقه، وعلوّ في وعيه القومي الاجتماعي، وفي سلوكيته اللافتة.

* * *

بتاريخ 26/02/2015، وبعد صدور روايته «من عكا وإليها» نشرت الكلمة التالية:

« بعد «15 شارع البرجحيفا» و «مشاهير على ألسنة الناس» و «مدرسة العذاب»، أصدر الرفيق الأديب عبد اللطيف كنفاني مؤلفه الجديد «من عكا وإليها» .

يقول الرفيق كنفاني في اشارته للرواية:

«من عكا واليها» ليست رواية بالمعنى المألوف للكلمة من حيث السّرد والتشّويق والقفلة. إنها صفحات تروي حكاية إمرأة عكاوية لا رابط يربط أحداثها سوى ما تعرض إليه من يوميات لاجئة فلسطينية عاشت رفاه بعد خشونة وظلت الرفيقة الوفيّة. الزوج الذي أكرمها أكرمته إغداقاً لا يعرف الحدود، رفيقة درب ويد يمنى ثانية ومعشوقة مستدامة. وعندما أنعم الله، تألقت أماً مُكثرة في كل شيء. ليست إستثنائية كما قال فيها البعض. لست إستثنائية في شيء، تقول هي وتضيف، أنا إنسانة طبيعية وبسيطة وأمثالي كثيرون. فقط انظروا من حولكم.

* * *

تعريفاً عن الرفيق الكاتب والروائي الرفيق عبداللطيف، ننشر النبذة الشخصية الواردة في الصفحة 99 من روايته الجديدة، على أن نكتب عنه الكثير لاحقاً، وننتظر، كما الكثيرون من محبيه، أن ينصرف الى تدوين مسيرته الغنية، اذ حرام أن نخسرها فتضيع، وفيها معلومات شيّقة وهامة ومثيرة، بالنظر لما كان للرفيق كنفاني من حضور مميّز في الجنوب السوري، وفي أمكنة أخرى في الوطن، على أن نكتب عنه ما يفيه حقه، وقد كان مجلّياً في الكثير من الميادين .

مواليد مدينة حيفا 1927

تخرّج من مدرسة الفنون الأميركيةصيدا (Gerard Institute) عام 1944.

بعد المرور بالجامعة الأميركية في بيروت التحق بمدرسة الحقوق في القدس حتى عام 1948.

عمل في مجلس الانشاء ثم في مجلس التخطيط في دولة الكويت لمدة تناهز اثنتي عشرة سنة أميناً عاماً ثم مديراً للبرامج والميزانيات إبان الخطة الخمسية الأولى، كما تولّى مناصب أخرى من بينها أمانة المجلس الاستشاري الفني بوزارة الاشغال العامة ولجنة المناقصات المركزية.

انتدب عضواً في وفد دولة الكويت لمباحثات السوق العربية المشتركة في جامعة الدول العربية عام 1965.

عيّن بمرسوم عضواً استشارياً في اثنتين من لجان مجلس المشاريع الكبرى في لبنان عام 1966.

تنقّل في كل من البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقبرص، وشغل مراكز قيادية في عدد من شركات الاستثمار والهيئات الاستشارية والمصارف.

عمل أخيراً أميناً عاماً للمؤسسة المالية العربية في بيروت حتى تقاعده عام 1998.

أقام الرفيق عبد اللطيف كنفاني في منطقة الاونسكو، من جيرانه الشاعر المعروف أدونيس (علي أحمد سعيد)، المذيعة المميّزة عبلة خوري(1) والصندوق الخاص بالاساتذة، الذي كان من مسؤولية الرفيق المحامي صباح مطر(2) وما زلت اذكر بحنين ولوعة الرفيق الراحل حاتم دبيسي احد موظفي الصندوقً. وقد كان مميّزاً بأخلاقه ونظاميته والتزامه القومي الاجتماعي، كما اذكر بكثير من الشوق «الرفيق كمال خوري» (ابن الرفيقة عبلة) الذي كان نشط في منفذية الطلبة الجامعيين، متولياً في احدى المراحل نظارة المالية.

* * *

من على مشارف التسعين

بتاريخ 7 تشرين الثاني 2011، كتب الرفيق عبد اللطيف هذه القطعة الادبية الرائعة، اسلوباً وصفاء ومعان، بعنوان «من على مشارف التسعين» .

« أما وقد أخطأتني العشواء التي أتى على ذكرها الشاعر الجاهلي زهير بن ابي سلمى في معلقته الشهيرة فقد عمرت وهرمت. ومع تراكم السنين شحّ النظر وثقل السمع ودبّ الوهن بالذاكرة. أمّا الاطراف فاستقلّت بإرادة خاصة بها وغدت حرونة المزاج. من جهته تمدد المشيب واستباح بعد ان كان تسرّب الى فودي بدون  استئذان. أفيق على نفسي عجوزاً، إنما أراني غير عاجز.

« كنت في مراحل من حياتي ضيّق الخلق لا قبل لي بتكاليف الحياة. اتصّدى مجابهاً كل اشكال وأنازل بكل عناد. في حاضري اليوم تجاوزت ما كان من صروف الدهر، حلوها ومرّها. النجاحات والخيبات والقلق وما آل إليه كل دأب ومرتجى أصبحت جميعها من الماضي، كذلك التحديات والمغالبات. لئن كانت الايام قد نالت مني مرّة فقد نلت منها مرات.

« اليوم يطول بي العمر ويمضي متسللا بكل خفية وبدون اي تدخل من جانبي لا بدواء ولا بحمية ولا في تجنب مأكل او مشرب. يحيطني اولادي بتكريم وإحسان عزّ نظيرهما. أما ابنتي، المهجة وسواد العين، فيحملني تحنانها الى سماك منيف. لكم كانت سعادتي غامرة يوم ولادتها وها هي في اواخر عمري مصدر بهجة لا تحدّها حدود.

تفيض بي هذه الايام اوقات فراغ ثقيل الوطأة كنت في ماضيَ أحتال فيه وسط تزاحم المشاغل والاهتمامات لأحظى بنزر منه، فتراني أغرق في تأملات بهذا الكون العجائبي الذي أجد نفسي فيه. أتأمل بهدوء وصفاء ذهن ويأخذني السرحان متنقلاً بي بين عصور وأزمنة واحدها تلو الاخر. سرحان عابر بسرعة خارقة أين منها تلك التي تمزّق جدار الصوت المحكي عنها. ما اكثر ما يدور في المخيّلة من اسئلة يعجّ بها الفكر تكراراً. لعل هذه الاسئلة هي عينها التي استوقفت الانسان الاول اذ هو تنبّه لها بعد الانفكاك عن التعامل مع مسائل الغذاء والكساء والمأوى وسواها من مقوّمات البقاء. حقاً هي الاسئلة عينها. لماذا وكيف وما السبب. اسئلة سرمدية لأمور مغيّبة عن الادراك. ولئن كان الانسان الاول ومن جاء بعده من علماء وباحثين قد نجحوا في فكّ بعض الرموز وتوّصلوا الى تصورات ارتاحوا إليها فقد ظلّ هنالك كمّ من المجهول على حالة من الغموض المطبق. على صعيد آخر انكّب باحثون وعلماء آخرون على دراسة وتمحيص مسائل اخرى لا تتصل بالظواهر الطبيعية ولا بانفعالات الكوكب الذي يسكنون ولا بمدارات النجوم والمجرّات. هؤلاء اطلقوا عنّه الفكر في رحاب العلوم الصحيحة من رياضيات وغيرها فتقصّوا ونظّروا وانتهوا الى ارساء العديد من القواعد لا زالت معتمدة حتى يومنا. ومن بين هؤلاء من مال الى الشؤون المجتمعية واولاها ما تستأهله من اهتمام وانشغال فكر فوطّدوا منطلقات لمفاهيم الحكم وأنظمته وسواها من قيم العدالة والمساواة والحرية وحقوق الانسان. لا ريب في أن الطروحات التي نادوا بها آنذاك هي بمثابة سقط زند يشحذ أعمال الفكر مجدداً وأبدأ في الصيغة الفضلى للحكم، ولا ريب ايضاً في ان تراثنا الفكري في هذه الرحاب قد بدأ بهم. نمط الحكم الامثل والشورى والعقد الاجتماعي والمدينة الفاضلة تظل محور التفكير. اعود الى ما تفتقت عنه عبقرية الافذاذ الاوائل. لكم ذهبوا بعيداً وعميقاً

« في المقابل  والى جانب انشغال الفكر باليوتوبيات قام اباطرة وسلاطين على حكم شعوبهم بالحديد والنار فطغوا وتجبّروا واقترفوا مروّع الارتكابات، يحدّثنا التاريخ عن عهود ظلامية حفلت ببشاعات وبمآسٍ لحقت بفقهاء وأأمة فكر وقفوا في وجه السلطان واستذكروا مفاسده وندّدوا باستبداده، ما لان لهؤلاء موقف ولا حدّ من ثباتهم تهديد ووعيد. لهم منّا اليوم كل إكبار وتمجيد بذكراهم، فما زالوا منارات نستهدي بوميضها. نتتبع خطاهم ونقتدي بهم ما أمكننا. بيد أننا نقصّر أحياناً ونستكين الى معادلات وخيارات حجّتنا في ذلك خلفيات واعتبارات براغماتية ونبرّر بالقول ان حسبنا المحاولة وان لا بأس من الحل ما دام الكل عصيَ المنال. أفليست هي الارض تشدّ بأقدامنا إليها أحياناً. على انه لا بدّ من التذكير بأن ثمة مساوئ وسلبيات تعتور انماط الحكم. هذه يحسن بنا ان نتصدّى لها وجهاً لوجه لا ان نتعامى عن وجودها بأتباع سياسة نعامية، ولا أقلّ من تشذيبها اذا تعذّر التذويب.

« أفيق من استغراقي في كل مرة وأعود لواقعي كالهابط من الفضاء الخارجي. في صحوي كما في احلام يقظتي يسكنني الانشغال بالشأن العام وبسعادة الانسان وهناء عيشه. يتواءم هذا الاهتمام الكليّ بموضوع حقوق الانسان وكرامته التي أنزلها في نفسي منزلة قدس الاقداس. مهما زاغ مني بصر او شتّت بي شاغل عابر أعود أعود لقراءة الطروحات الفلسفية والمغاني الفكرية المتصلة بمفاهيم العقد الاجتماعي والشورى والتمثيل والانابة بكل ما تتوسله من عدالة وانتظام عام.

يحضرني قول لأحد المفكرين مضى عليه قرابة خمسمئة عام جاء فيه «… ليس المرء جزيرة متوّحدة قائمة بذاتها. إنني أشعر بالانتقاص بوفاة أي إنسان لأنني معني بالإنسانية …»

الاجراس إنما تقرع لي.

* * *

الرفيق الاعلامي انور برادعي

في اواخر خمسينات القرن الماضي عندما كنت انتظمت في منفذية الطلبة الثانويين اذكر من الرفقاء الذين كانوا نشطوا في تلك المرحلة، وكان له حضوره الجيد ونشاطه، عاملاً في الصحافة، وناشطاً حزبياً، الرفيق انور برادعي، وما زلت اذكره مربوع القامة، قوي البنية، اعلامياً قديراً، ومذيعاً قومياً اجتماعياً.

عرفت ايضاً، انما بنسبة اقل، ابن عمه الرفيق رياض برادعي. وحصل الانشقاق عام 1957 بعد تحرك عُـرف بـ الانتفاضة، فانقطع عني الرفيقان برادعي، ربما انضما في حينه الى تنظيم الانتفاضة، الى ان رحت اقرأ عن النشاط الاعلامي للرفيق انور في الكويت .

مع بداية عملي في موضوع تاريخ الحزب، رغبتُ ان ادوّن المعلومات التي قد تتوفر عن الرفيقين انور ورياض فلم أفلح الى أن(3) كنت ذات يوم في زيارة الى الرفيق المميز عبد اللطيف كنفاني فعلمت صدفة ان الفاضلة عقيلته من آل برادعي. قلت لها اني كنت في اواخر الخمسينات على معرفة برفيق يدعى انور برادعي،

هو شقيقي

ورياض برادعي ؟

ابن عمي

وكانت البداية .

* * *

شكراً للرفيق الاديب والمناضل عبد اللطيف كنفاني الذي زوّدنا بهذه المعلومات عن الرفيق الراحل انور، شقيق عقيلته الراحلة الفاضلة ، فاطمة برادعي.

هو انور ابن عبد الرزاق البرادعي(4)

مواليد مدينة عكا، عام 1934.

تزوّج من سامية علي كنفاني(5) (ابنة شقيقه الرفيق عبد اللطيف كنفاني) وانجب منها كاتيا وفادي.

إنشدّ للصحافة بشكل لافت  منذ مطلع شبابه وأطلق عليه رفاقه لقب «تأبط صحفاً» لكثرة ما كان يُـرى حاملاً عدداً منها كل صباح.

اصدر في اول أيامه مجلة «الصنارة» ورفض بيع امتيازها الى «دار الصياد» التي رغبت بضمّها الى اسرة مجلاتها.

انتقل الى الكويت في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وعمل لفترة وجيزة في شركة المقاولات والتجارة «الكات».

التحق للعمل في «اذاعة الكويت» في مطلع سيرته المهنية ولم يمض وقت طويل حتى اصبح مندوب «اذاعة وتلفزيون الكويت» المعتمد في مواكبة الرسميين الى استقبال الشخصيات والوفود القادمة الى دولة الكويت وتغطية اخبارهم واستصراحهم وغدا المخوّل حصرياً بهذه المهمّة، لا يؤخذ إلاّ  بما يقوم بنشره.

عمل محرراً في عدد من صحف الكويت إضافة لوظيفته الرسميّة وتناول تغطية مختلف المناسبات الثقافية والاجتماعية والرياضية.

كانت له زاوية في صحيفة «السياسة»، أطلق عليها إسم «قطار الاخبار» الدّال على محتواها.

ارتبط بصداقات  وعلاقات وثيقة مع كثير من الرسميين وبخاصة برئيس مجلس الامة الكويتي، خالد الغنيمابو عبد الرحمنواعضاء مجلس الامة، وقد خصّوه بثقتهم وتقديرهم.

توفي في احدى مستشفيات لندن عام 1978 إبّان عملية جراحية اودت بحياته ونقل جثمانه الى الكويت ودفن في اديمها.

* * *

منحه وسام الثبات

اقامت منفذية المتن الجنوبي احتفالاً في مخيم برج البراجنة، بمناسبة منح الرفيق عبد اللطيف كنفاني «وسام الثبات»، بحضور معتمد معتمدية فلسطين الامين هملقارت عطايا، والمنفذ العام الامين عاطف بزي وهيئة المنفذية وحشد من القوميين الاجتماعيين، وقد القى الرفيق عبد اللطيف كلمة في هذه المناسبة، جاء فيها:

« كنت واحداً من الذين اعتنقوا العقيدة القومية التي أتى بها الحزب وما زاد إيماني بالمبادئ التي نادى بها، على سموها، كوني فلسطيني المنبت وقد تعرفت على هوية وطني وجغرافيته في مدرستي الابتدائية في حيفا على أنه سورية الجنوبية، وما عزز ذلك خارطة معلقة كان يقف قبالتها أستاذنا حسين أفندي حماد يشرح لنا ويعلق.

أضاف: ما كان يمر يوم مدرسي دون أن ننتظم في طابور صباحي نطلق العنان لأناشيدنا الحماسية وفي مقدمها نشيد «أنت سورية بلاديأنت عنوان الفخامة». كما كنا أضف إلى كل ذلك، المناداة بكينونة فلسطين جزءاً من الوطن السوري أطلقها عدد من رجالات العمل الوطني في مطلع القرن ليأتي انطون سعاده بفيض علمه ونور بصيرته يبلور الحقائق ويخطط الطريق.

وأردف: كان يعود الطلبة من معاهدهم المستجدة ومن الجامعة الأميركية في بيروت بالذات حاملين معهم مبادئ الحزب الذي انتموا إليه ليكتشفوا أن له انتشاراً في بلدهم، وإن كان مثل ذلك الانتشار على درجة من السرية. كان من الطبيعي أن ينصهر هؤلاء وسواهم ممن استهوتهم طروحات القومية العربية في خضم النضال من أجل فلسطين وأن يحملوا أقدارهم على أكفهم».

 وختم كنفاني: «يقلقني، نعم يقلقني، ما يشهده الساح الفلسطيني من تنابذ واختلاف في المقاربة ولكنني مطمئن في قرارة النفس إلى أن البوصلة واحدة والمرتجى واحد وما دام الأمر كذلك فلا بد من الالتقاء في سبيل سوي».

* * *

معلومات إضافية وردت في كلمة تقديم الرفيق عبد اللطيف، من عريف الحفل:

« من مواليد حيفا / فلسطين. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الاسلامية (مدرسة البرج) المقابلة لبيته تماما، ثم تابع في كلية الفنون في صيدا وتابع في الجامعة الأميركية في بيروت ليعود إلى القدس ليدرس فيها الحقوق في معهد الحقوق الانتدابي. وتهجر مع عائلته عن فلسطين في عام النكبة 48 فبدأ بالعمل في عدد من الوظائف في الكويت والسعودية وعُمان وقبرص ولبنان.

 كتب عددا من الكتب منها ( 15 شارع البرجحيفا ) و ( من عكا و إليها ) ، وله يوميات عن حيفا بالإنجليزية.

تزوج من فاطمة البرادعي، ولهما أربعة أبناء: فؤاد، سابية، أغر ورجا.

يذكر ان دائرة أملاك الاحتلال الإسرائيلي التي استولت على بيوت الفلسطينيين بما فيها بيت عائلة كنفاني في حيفا، قامت بعرضه للبيع. وأحدثت ضجة قانونية وإعلامية حول الموضوع بمساندة مركز عدالة، وتم إعداد تقرير تلفزيوني في الجزيرة، تحدث فيه الرفيق الراحل عبداللطيف مشيرا بل مؤكدا أنه لا ولن يبيع بيته، و أنه لا يقبل بأي قانون استيلائي يفرض على أملاكه وأملاك عائلته وسائر الفلسطينيين. إلا أن الدائرة باعت البيت لشركة استثمارية حولته إلى مكاتب بعد أن أضافت عليه عددا من الطوابق وشوهت شكله الأصلي.

كان المرحوم رمزا وفعلا للتحدي والصمود والحفاظ على الموروث بكل مكوناته، فلفلسطين شعبها الحامل مفاتيح العودة ليفتحوا بها أقفال بيوتهم.

الرفيق عبد اللطيف عين ناموسا لمنفذية القدس قبل النكبة. و بعدها و على إثر التهجير حضر إلى بيروت و عين منفذا عاما للطلبة الجامعيين.

هوامش:

1 – عبلة خوري: للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 – صباح مطر: من بلدة تنورين. محام. كنت اشرت إليه في كثير من النبذات. كان تولى مسؤوليات: منفذ عام الطلبة الجامعيين، وكيل عميد، عميد.

3 – ريع الكتب : للاطلاع على البيان بعنوان «لمن يهمه الامر» مراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.

4 – عبد الرزاق البرادعي: رزق بكل من: ياسين، فاطمة (عقيلة الرفيق عبد اللطيف كنفاني والتي توفيت عام 2017)، نبيه وانور.

5 – سامية كنفاني: ابنة اخت الرفيق عبد اللطيف.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى