إذا كنت من سكان المدن… فأنت تقترب من الانتحار
كشفت دراسة علمية حديثة، أن الأشخاص الذين يعانون من تلوّث الهواء، لديهم معدلات أعلى في الاكتئاب والانتحار.
وشدّدت على أنه قد يتم إنقاذ الملايين من الاكتئاب، في حال التزام دول العالم بالحد القانوني في الاتحاد الأوروبي، الخاص بخفض تلوّث الهواء.
ويعتقد معدّو الدراسة، التي نشرت في مجلة «Environmental Health Perspectives» أن تلوّث الهواء يدفع للانتحار، وتحديداً الناتج من حرق الوقود الأحفوري في السيارات والمنازل والصناعات.
وقال الباحثون إن الأدلة الجديدة لديهم، عززت الدعوات لمعالجة ما تسمّيه منظمة الصحة العالمية «حالة الطوارئ الصحية الصامتة» للهواء الملوّث.
واستعرض الباحثون في بحثهم الجديد، دراسات من 16 دولة تبحث عن تأثير التنفس على المدى الطويل بالجزيئات السامة المحمولة بالهواء على الصحة العقلية.
وكشفت التحليلات أن متوسط التعرّض للجزيئات المعروفة باسم 5PM2، كان 44 ميكروغراماً لكل متر مكعب، ولكل 10 ميكروغرامات تزيد عن متوسط التعرض لجزيئات الهواء السامة في المتر المكعب أيضاً، كان هناك نحو 10 % زيادة في حالات الاكتئاب وارتفاع 2 % في حالات الانتحار.
وحلل الباحثون في جامعة كوليدج لندن، بيانات 9 دراسات حول علاقة جسيمات الهواء الضارّة بالصحة العقلية لدى البالغين، ووجدوا دليلاً على وجود صلة بين تلوّث الهواء والانتحار والإصابة بالاكتئاب، إذ كانت هناك طفرة ملحوظة في الأيام التي تكون فيها مستويات التلوّث سيئة للغاية، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العديد من العوامل الأخرى التي قد تتصل بالأضرار الجسيمة على الصحة العقلية.
وأوضحت إيزوبيل بريثويت، من جامعة كوليدج لندن (UCL)، التي قادت البحث: «لقد أظهرنا أن تلوّث الهواء يمكن أن يتسبّب في ضرر كبير لصحتنا العقلية، مما يجعل قضية تنظيف الهواء الذي نتنفسه أكثر إلحاحاً». وتابعت: «نحن نعلم أن أرقى الجسيمات في الهواء الملوث من الممكن أن تصل إلى المخ عن طريق مجرى الدم والأنف على حد سواء، وأن تلوّث الهواء يزيد من الالتهاب في الدماغ، وإلحاق أضرار في الخلايا العصبية، وكذلك إحداث تغيرات في إنتاج هرمون الإجهاد، وهو المرتبط بصحة عقلية سيئة».
وأكدت بريثويت: أن الالتزام بحد الاتحاد الأوروبي الخاص بخفض تلوّث الهواء، من الممكن أن يحدث فارقاً كبيراً بالنسبة للملايين الذين يرغبون في الانتحار، لافتة إلى أنه «يمكنك منع حوالي 15 في المئة من الاكتئاب، بافتراض وجود علاقة سببية، مما سيكون له تأثير كبير جداً، لأن الاكتئاب مرض شائع جداً ويتزايد».
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك أكثر من 264 مليون شخص يعانون من الاكتئاب.
(ذا غارديان)