تمنّى التوفيق للرئيس المكلف في مهمته الصعبة تويني دعا الحراك إلى «هدنة الأعياد» لتمكين الناس من لملمة أوضاعها المتدهورة
اعتبر الوزير السابق نقولا تويني أنّ المسؤولية التاريخية الملقاة على أكتاف الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب لم يسبق لشخصية وزارية تحمّلها، ألا وهي نجدة شعبنا الرازح تحت الفقر، واقتصاد مدمّر يجب إصلاحه فوراً، وتشرذم سياسي لا مثيل له، وتهديد وجودي، وثقة مفقودة من حراك شعبي يتظاهر منذ أكثر من شهرين، ناهيك عن الإعتداء الإسرائيلي الجوي والبحري اليومي…
ورأى الوزير تويني في تصريح أمس أنّ الحراك الذي لم يطالب بقلب النظام بل بقلب الوجوه قد تحقق مطلبه على لسان دولة الرئيس المكلف الرصين الدكتور حسان دياب، وذلك بتصوّره للحكومة العتيدة الإنقاذية التي ستضمّ مستقلين اختصاصيين منقذين…
ودعا الوزير تويني الحراك إلى «هدنة الأعياد» لتمكين الرئيس المكلف من تنفيذ ما وعد به صراحة، ولتمكين الناس من إعادة ترتيب أوضاعها الاقتصادية المتدهورة، لأنّ هذه الأوضاع ليست مسؤولية الحراك بالطبع، بل هي مسؤولية أفول نمط اقتصادي اجتماعي زبائني مجحف ومنحاز لمجموعة فاسدة أجهزت على ما تبقى من موارد في الدولة وخارجها، واستنفذت كلّ قوى الإقتصاد المنتج في تثبيت بهلوانات مالية مشهودة ومدمّرة لمداخيل الأكثرية الساحقة، وحوّلت ما تبقى من الطبقة الوسطى المنتجة الى طبقة من الفقراء الجدد، وحوّلت الفقراء الى معدمين، والأغنياء الأوادم الى مشروع مكتئبين نفسيين…
وأكد تويني أن قناعتي هي أنّ هذا النظام الذي تأسّس منذ الاستقلال لن يتمكن من إصلاح نفسه الإ إذا تخلص من مساوئه الكثيرة وأولها التوزيع الطائفي والمذهبي على طريقة توزيع الغنائم، وبالدرجة نفسها أيضاً لا بدّ من محاسبة كلّ مَن أساء استخدام المال العام، سواء كان الأمر سرقة أو هدراً أو إهمالاً…وأمل الوزير تويني أن يتمكن دولته من تحقيق ذلك، والتاريخ حافل بالوجوه الإنقاذية التي تثقلها الظروف القاسية، ونحن أبناء الحياة اللبنانية لم نعش الوقار والطمأنينة إلا في ما ندر، بينما عشنا سنوات عجافاً لا تنتهي إلا بإحلال الحق لأصحابه ورفع الظلم والغبن عن العباد بمعاقبة الظالمين الذين عبثوا في الأرض فساداً…