إيران.. معلومات أمنية تكشف لأول مرة عن الاحتجاجات…
حكم أمهز
“قضينا على الفتنة” جملة ركّز عليها كبار القادة الإيرانيين وعلى رأسهم قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي بعد الاحتجاجات الأخيرة. وربما ينظر البعض الى هذه الجملة، كموقف سياسي وإنشاء سياسي، الا ان من يدخل تحتها، سيجد تفاصيل لن تعرفها الا ثلاث جهات فقط، هي الأجهزة الأمنية الإيرانية والأجهزة الأمنية التي ركبت موجة هذه الاحتجاجات عبر خطط مجهزة مسبقاً، والأدوات العميلة المنفذة على الارض… والهدف هو إسقاط النظام في إيران…
في كل الأحوال، فإن محاكمة رؤوس (الفنتة) ستبدأ في إيران الأسبوع المقبل وحينها ستتكشّف الحقائق من خلال الاعترافات…
مصادر خاصة أوضحت أن العملية الأمنية (المعقدة) التي قام بها الحرس الثوري في (14/10/2019) قبل الاحتجاجات وأدّت الى اعتقال احد العملاء الكبار المدعو (روح الله زم)، بيّنت أن هذا الرجل، وكان مكلفا من أميركا وفرنسا والسعودية، وأرسل الى دولة مجاورة لإيران كي يكون صلة الوصل بين أجهزة هذه الدول والعملاء في الداخل… وما وجد في أجهزته الالكترونية بعد اعتقاله، كشف أسماء عميلة داخل إيران، ساعدت اضافة الى ما في جعبة الأمن الإيراني، في الكشف عن خيوط المخطط الذي كان يعد لتنفيذه في الانتخابات النيابية في شباط فبراير المقبل…
بعدها بنحو ثلاثة أسابيع وتحديداً في 8 تشرين الثاني 2019، أسقطت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية طائرة تجسس (أجنبية) فوق (ماهشهر) جنوب غرب البلاد التي تحوي منشآت نفطية ومصفاة وميناء ومواقع هامة. وهذه المنطقة ذات موقع استراتيجي مفتوح بحراً على الخليح الفارسي أي مقابل بعض الدول العربية وبينها السعودية… لماذا نذكر (ماهشهر)؟ نعود الى الجواب في السياق..
في 15 تشرين الثاني 2019 قامت الحكومة الإيرانية بـ”عملية جراحية” اقتصادية رفعت بموجبها أسعار البنزين. فانفجرت الاحتجاجات في بعض المدن الإيرانية.
وجد المخططون في الاحتجاجات فرصة قد لا تتكرّر، باعتبار أن الأرض خصبة لتنفيذ المخطط، لان الشارع يلغي، وسيساعد على تحقيق أهداف المشروع بسرعة اكبر… فقربوا موعد تنفيذ مخططهم من شباط فبراير الى الفوري، وبسرعة تحوّلت التظاهرات من سلمية الى عنفية مرفقة بحملة إعلامية خارجية محرّضة مع حرب إعلامية سياسية قادتها الولايات المتحدة الأميركية عبر كبار قادتها وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب.
اندسّ عملاء بين المتظاهرين، وسجلت الكاميرات عناصر مسلحة ملثمة، قامت بعمليات قتل ضد عناصر من الأمن والحرس الثوري وباشرت بإحراق الأملاك العامة والخاصة. وفور انكشاف امرهم، عاد المحتجون “النظيفون” فوراً الى بيوتهم، وبقي المشاغبون المندسّون في الشوارع، وكانت نتيجة الاضطرابات، إحراق “نحو 731 مصرفاً، و140 مقراً حكومياً، مهاجمة أكثر من 50 قاعدة تستخدمها قوات الأمن، إضرام النار في نحو 70 محطة غاز”. وذلك بحسب إحصائية أعلنها وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، هذا فضلاً عن عدد العناصر الأمنية التي قضت في هذه الاحتجاجات بنيران المندسّين.
مع إخماد القوى الأمنية الشغب في المدن وفشل المندسين في تحقيق الأجندة المطلوبة منهم في الشارع، تحرّكت مجموعات مسلحة منظمة، من بين الأحراج في منطقة قريبة من ماهشهر، وهاجمت مواقع أمنية وعسكرية وقتلت عناصر أمنية، في محاولة للسيطرة على المنطقة..
هدف هذا التحرك العسكري المنظم، السيطرة على المنطقة، وتحويلها نقطة تحرك باتجاه مناطق أخرى.
اختيار هذه المنطقة، يعود لموقعها الاستراتيجي الذي يسهل نقل الأسلحة والمعدات اليها، لوجود ميناء فيها، قريب من بعض الدول المعادية لإيران في الخليج الفارسي، وحيازتها على مواقع نفطية وغير نفطية من شأنها، إذا دمّرت، ان تضر بشكل اكبر بالاقتصاد الإيراني.
والسيطرة على هذه المنطقة، يعني تحويل المعركة الى داخلية إيرانية – إيرانية بين مَن يسمون بانصارالملكية وجماعة منافقي خلق والانفصاليين من جهة وبين الجيش والقوى الأمنية من جهة اخرى.
وكان القرار أن تدار هذه المعركة من على الأراضي الإيرانية وليس من الخارج… اي ان القوى الخارجية تقوم بعمليات الدعم العسكري المباشر على اختلافه للمجموعات العميلة. وذلك على شاكلة
مع ما جرى في سورية مع بداية العدوان عليها، حيث خاضت الجماعات الإرهابية المسلحة معاركها من داخل الأراضي السورية ميدانياً، أما الاوامر والتخطيط والدعم فكان يأتي من الخارج..
القوى الأمنية الإيرانية افشلت المخطط، وقضت بسرعة على المجموعات الارهابية، وقضت على الخطة في مهدها رغم تكبّدها خسائر بالأرواح نتيجة مهاجمة بعض المواقع العسكرية.. حصيلة جمع المعلومات من اعترافات العميل روح الله زم والتحقيقات في أهداف الطائرة المسيرة المسقطة فوق ماهشهر والمهام الموكلة اليها، مع اعترافات المعتقلين في الاضطرابات، كشفت عن وجود مخطط كبير كان يستهدف إيران ونظامها، في إطار ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، “نقل المعركة الى الداخل الإيراني”.. من هنا يمكن فهم ما أعلنته إيران عن القضاء على دابر القتنة… حيث أعلن قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي عن هزيمة الأعداء وانتصار الثورة.