العراق: الصدام الأميركي الإيراني المقبل..
} باريس – نضال حمادة
في شهر تموز الماضي وأثناء زيارة مبعوث الرئيس الفرنسي الى طهران للتوسط بين إيران وأميركا قال له المسؤولون الإيرانيون: نحن لن ننتظر أن يخنق ترامب شعبنا اقتصادياً من دون أن نحرك ساكناً، ونحن أصبحنا على يقين أن ترامب سوف يفوز بالانتخابات الأميركية المقبلة وهو في حال وصل للحكم أربع سنوات ثانية يريد رأسنا، وبالتالي سوف نكون أمام خيار مبادرة الأميركي لحرب مصغّرة. ردّ الفرنسي: ومن يضمن أن تبقى الحرب مصغرة؟ فأجاب الجانب الإيراني: عندها لكل حادث حديث. وتقول مصادرنا إن الطرف الإيراني أبلغ الفرنسي أن شهر حزيران 2020 سوف يكون المفصل في تعامل إيران مع الحصار الأميركي.
تصاعدت المواجهة المباشرة وغير المباشرة بين إيران وأميركا وبدأت مع إسقاط طائرة الدرون الأميركية الحديثة مروراً بعمليات تفجير حاملات النفط وحجز باخرة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق ورد إيران باحتجاز ناقلة نفط تحمل علم بريطانية، إلى قصف منشآت أرامكو السعودية من قبل أنصار الله الحوثيين؛ وهذا العمل يعتبر مرحلة فاصلة في المواجهة بين أميركا وحلفائها ومحور المقاومة في المنطقة. فهناك في المواجهة بين المحورين ما هو قبل قصف أرامكو وما بعد قصف أرامكو.
لم تنتظر أميركا شهر حزيران، بل بادرت حلف المقاومة بإدارة مظاهرات في إيران والعراق ولبنان في وقت واحد بين أول ومنتصف تشرين الأول الماضي. وقد خرجت إيران من الأزمة سريعاً، وبدت الأمور في لبنان تتجه نحو الهدوء، بينما استمرّ الوضع في العراق مشتعلاً أمنياً في محافظات الجنوب وعسكرياً مع عودة تنظيم داعش لشن هجمات كبيرة ومنسقة في الأنبار والمنطقة الغربية وعلى الحدود بين سورية والعراق. تولّى الحشد الشعبي صدّها كلها مع سقوط عشرات الشهداء من قادة وعناصر الحشد في هذه المعارك في وقت ابتعد فيه الحشد عن أحداث بغداد ومدن الجنوب والتي اتضحت خططها التي تصبّ كلها في عملية استهداف الحشد الشعبي كما رأينا في خيم ساحات بغداد والعمارة وغيرها؛ غير أن التظاهرات التي عوّلت عليها أميركا لم تعطِ النتائج المرجوة منها في إعادة صياغة السلطة في بغداد بعد استقالة عادل عبد المهدي، وإدخال الحشد الشعبي في الاضطرابات الداخلية تمهيداً لإسقاطه، فانتقل الأميركي الى العمل العسكري المباشر لتنفيذ المهمة عبر قصف اللواء 45 واللواء 46 وهي من كتائب حزب الله – العراق التابع للحشد الشعبي المتمركزين على الحدود العراقية مع سورية. وقد قصفت أميركا مستودعات السلاح والذخيرة، مراكز التحكم والقيادة، ومراكز العمليات وأرادت من هذا القصف تحقيق أربعة أهداف:
1 – إضعاف الحشد الشعبي في المنطقة عبر قضف مستودعات الذخيرة والسلاح التي يمتلكها.
2 – تسهيل عمليات داعش في المنطقة الغربية ودخول عناصرها المتخفّين في الصحراء السورية، والخارجين من سجون الأكراد إلى العراق.
3– تسهيل عمل البشمركة لاستعادة كركوك.
4 – إغلاق طريق بيروت – بغداد عند البوكمال.
الآن وبعد القصف الأميركي مساء يوم أمس الأحد دخل العراق ومعه المنطقة في مرحلة جديدة في مواجهة أميركا مغايرة لكل المراحل السابقة. فهل تبدأ حرب العصابات ضد الجيش الأميركي المحتل للعراق، أم أن ترامب سوف يستدرك أمره ويجنح الى التسوية؟ يبدوأنالتسويةلمتنضجحتىالساعة.