الدفاع الجوي السوري يتصدى لغارات «إسرائيلية» على ريف دمشق

في تطور مهم، يحمل رسائل كثيرة، تصدت الدفاعات الجوية السورية أمس لطائرات «اسرائيلية» شنّت غارات على منطقة الديماس طريق بيروت القديم وبالقرب من مطار دمشق الدولي، من دون أن تؤدي إلى وقوع خسائر بشرية.

وأشار مصدر عسكري لـ«البناء» أن الدفاعات الجوية السورية أطلقت صاروخين «أرض-جو» من الجنوب ومن قرب مطار دمشق الدولي على الطائرات المغيرة، التي اخترقت الأجواء السورية فوق حوران والقنيطرة، حيث شوهد دخان صواريخ الدفاع السوري واضحاً في سماء دمشق.

واستهدفت الطائرات المعادية بعشر غارات المطار الشراعي في منطقة الديماس، وهنغارين قرب مطار دمشق الدولي، حيث سمع صدى الانفجارات في مناطق متفرقة من العاصمة دمشق.

ويأتي هذا التطور في الرد السوري، في ما يبدو كتحذير من محاولة المساس بالسيادة السورية، بخاصة بعد بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية غاراته على تنظيم «داعش» الارهابي على الاراضي السورية، وبعد زيارة الوفد السوري الرفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الى العاصمة الروسية، حيث تم التأكيد خلال اللقاءات مع المسؤولين الروس على تنفيذ كافة العقود التسليحية الموقعة مع موسكو.

و أفادت مصادر لـ«البناء» أن الرد السوري غير المعلن في شكل رسمي، لناحية اطلاق صواريخ الدفاع الجوي تجاه طائرات الاحتلال «الاسرائيلي» يشكل رسالة واضحة وقوية مفادها أن أي تفكير باعتداء آخر من قبل أي طرف على الاراضي والسيادة السورية سيقابل برد حاسم.

وتوقعت المصادر أن تترك هذه الرسالة أثرها على المدى الطويل لدى الجانب «الاسرائيلي» والأميركي، بخاصة أنها تأتي في مرحلة حساسة تحاول فيها كل الاطراف لعب أوراقها الأخيرة على ضوء الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري على الأرض ضد الارهابيين.

من جهتها، أشارت وسائل اعلام العدو الى الغارات «الإسرائيلية» داخل الأراضي السورية ونسبته الى وسائل إعلام أجنبية، في حين أشارت القناة الثانية «الإسرائيلية» إلى أن مصادر رسمية «إسرائيلية» رفضت التطرق الى موضوع الغارات عند سؤالها عن الموضوع.

القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وتعليقاً على الهجوم اكدت في بيان لها ان الاعتداء «الاسرائيلي» يؤكد ضلوع «اسرائيل» المباشر في دعم الارهاب في سورية إلى جانب الدول الغربية والاقليمية المعروفة لرفع معنويات التنظيمات الارهابية.

كما رأى البيان أيضاً أن هذه الاعتداءات تأتي في وقت يحقق الجيش السوري انتصارات مهمة في دير الزور وحلب ومناطق اخرى، وشددت على ان مثل هذه الاعتداءات لن تثنيها عن مواصلة حربها على الارهاب بكل أشكاله.

الاعتداء «الاسرائيلي» جاء في وقت أكد مراقبو الأمم المتحدة ضمن قوة فصل القوات في الجولان السوري المحتل «أندوف» وجود تنسيق متزايد بين «الإسرائيليين» والتنظيمات الإرهابية في سورية.

حيث كشف تقرير المراقبين الدوليين تفاصيل اتصالات دائمة بين هذه التنظيمات وضباط ومسؤولي جيش العدو، لافتاً إلى أن 59 لقاءً تمت بين متزعمي هذه التنظيمات وضباط جيش الاحتلال خلال الفترة من مطلع آذار الماضي وحتى نهاية أيار.

سياسياً، يجري موفد الأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا خلال أيام مباحثات مع قادة المجموعات المسلحة في مدينة غازي عنتاب المغتصبة من تركيا بشأن «تجميد القتال» بمدينة حلب في شمال سورية.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن جولييت توما المتحدثة باسم دي ميستورا قولها إن الأخير»سيتوجه قريباً جداً إلى مدينة غازي عنتاب التركية لمناقشة خطته مع أبرز قادة الفصائل الموجودة على الأرض في حلب، من أجل اعطاء دفع لهذه الخطة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى