أخيرة

هل من رسائل ساخنة عبر الساحة اللبنانية…؟

عمر عبد القادر غندور*

 إلقاء نظرة على العالم العربي في مطلع السنة الجديدة تكفي لصداع شديد

من ليبيا حيث التحضير لمذابح جديدة بعد ان وصلت كتائب «المجاهدين» من تركيا العائدين من سورية والعراق، ولا ندري كيف ستنقل الولايات المتحدة مقاتلي داعش من غرب العراق الى مواقع جديدة، الى اليمن وما أدراك ما اليمن، الى العراق الذي شهد ويشهد أخطاء أميركا المميتة**، الى سورية الى لبنان الى فلسطين المحتلة. وتقول صحيفة «الغارديانط من واشنطن انّ الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد وتداعيات ذلك يُظهر إخفاق الاستراتيجية الأميركية، ما ادّى الى إجلاء موظفي السفارة الأميركية وهروب السفير عبر مروحية كانت تنتظره على سطح مبنى السفارة. وأخطر هذه التهديدات ما حذر منه مقرّر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان ريتشارد فولك من خطورة التداعيات الكارثية بفعل الحصار «الإسرائيلي» على قطاع غزة، مؤكداً انّ هذا القطاع الذي تحاصره دولة الاغتصاب المدعوم خاصة من غالبية الدول العربية براً وبحراً وجواً منذ سبع سنوات لن يكون صالحاً للسكن عام 2020 مع استمرار الوضع الحالي. وخطير جداً ان ينشغل سكان القطاع بالسعي وراء أرزاقهم اليومية اكثر من خوفهم من «إسرائيل» وحيث كانت نسبة البطالة عام 2012 تقدّر بنحو 29 بالمئة من السكان بينما تبلغ حاليا 53 بالمئة وترتفع الى 69 بالمئة بين الشباب

 ما يعنينا من هذه التطورات التي «تبشر» بأكثر من صومال واحد، ما تردّد عن الخشية من تحوّل لبنان الى ساحة لتبادل الرسائل الساخنة بين أميركا وإيران، بعد ان تأكدت أميركا من فشلها من تحويل العراقيين الى حلفاء لها ضدّ إيران وخصوصاً بعد حماقتها بضرب قاعدة لحزب الله العراقي. ولأنّ ترامب لا يريد حروباً عسكرية صريحة تفقده ما جناه من الثروة النفطية العربية وحماية عملائه العرب، يسعى للمضيّ في خطته الاقتصادية القائمة على العقوبات لضرب أعدائه، ولأنه يخشى من انتكاسته في العراق ما يفضي الى إضعافه في الانتخابات المقبلة في الأشهر القادمة، ولذلك سيحاول عبر الساحة اللبنانية المليئة بالمعجبين به، فيضغط عبر عقوبات مالية والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكنه يدرك انّ خصمه أكثر مناعة وأشدّ تصميماً لإفشال خططه، ولذلك يحاول ان يثير النزاع بين لبنان و «إسرائيل» حول الغاز والنفط ، ولا يمانع في حكومة لبنانية لا تؤذي «إسرائيل» في مصالحها الاقتصادية، ولا تضطرها الى مغامرة عسكرية، وما يهمّه أمن «إسرائيل» وصفقة القرن المتداعية، وليس بحاجة للنفط والغاز ولا يهمّه النفوذ في محيط أصبح فيه شركاء.

 ويبقى على المعجبين بترامب وعنترياته في لبنان ان يرعووا والمثل العامي يقول: جارك القريب خير من أخيك البعيد، ويرَون كيف يتخلى ترامب عن أصحابه ويبيعهم بفلس.

 *رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

**كتبت هذه السطور قبل استشهاد اللواء سليماني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى