الجيش يعزّز قواته في حلب استعداداً لعملية عسكرية مرتقبة.. وزعيمة معارضة تركية تقول لأردوغان: إن لم تتعقل فسأذهب إلى دمشق بوتين للأسد: قطعنا شوطاً كبيراً في إعادة بناء الدولة السورية ووحدة أراضيها
أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي أجرى مباحثات مع نظيره السوري بشار الأسد، خلال زيارة إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «التقى بوتين نظيره السوري بشار الأسد، في مركز القيادة في دمشق، حيث استمعا إلى تقارير عسكرية حول الوضع في مناطق مختلفة من البلاد».
وكالة «سانا» ذكرت أن اللقاء جرى في مقر تجمّع القوات الروسية في العاصمة السورية، في حين قال الكرملين إن بوتين وصل إلى دمشق وزار مقر فريق القوات المسلحة الروسية في سورية.
وذكر الكرملين أن بوتين والأسد استمعا إلى التقارير العسكرية حول الوضع في مناطق مختلفة من سورية، وقال إن بوتين تجوّل في شوارع العاصمة السورية، وسيطوف في عدد من المناطق السورية.
وفي تصريح أولي قال بوتين للأسد لقد قطعنا شوطاً كبيراً في إعادة بناء الدولة السورية ووحدة أراضيها، في وقتٍ أعرب فيه الأسد عن امتنانه لروسيا على المساعدة في مكافحة الإرهاب وإعادة السلام.
هذا، وجال بوتين في مدينة دمشق برفقة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث زار الجامع الأموي الكبير واطلع على معالمه، كما زار ضريح النبي يحيى عليه السلام (القديس يوحنا المعمدان) فيه، وسجّل كلمة في سجل الزوار، كما نقل موقع «الرئاسة السورية» على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وخلال جولته في دمشق برفقة الأسد، زار بوتين الكاتدرائية المريمية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وأهدى القائمين عليها أيقونة للسيدة العذراء عليها السلام.
بوتين «لاحظ بالعين المجردة علامات على حياة سلمية مستعادة في شوارع دمشق»، بحسب الكرملين.
وفي سياق متصل، شنت زعيمة حزب «الخير» التركي المعارض٬ ميرال أكشنار، هجوماً حاداً على سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخارجية، لا سيما في ما يخصّ الأزمة السورية.
وقالت أكشنار٬ خلال مؤتمر للحزب في العاصمة التركية أنقرة: «على ماذا حصلنا نحن بعد التجربة السورية؟ لقد أنفقنا نحو 40 مليار دولار على ملايين اللاجئين وعرضنا جيشنا لحروب أهلية في سورية ليس لنا بها ناقة ولا جمل، ولا نعلم متى سننتهي منها».
وأضافت: «يا سيد أردوغان، إذا لم تكن عقلانياً، فأنا مستعدة للذهاب إلى سورية ومقابلة الأسد لحل هذه المشكلة».
واعتبرت أيضاً أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا «سيزيد الأمر سوءاً» وسيؤثر على تركيا بشكل سلبي.
وتابعت أكشنار هجومها على سياسات أردوغان قائلة: «أصبحت السياسة التركية الخارجية قائمة على الكراهية… عندما ننظر إلى كل هذا، نرى طموح أردوغان أن يصبح قائداً للشرق الأوسط، ونرى الكثير من الكراهية من جيراننا على الحدود».
وتعهدت الزعيمة المعارضة بأن يستمر حزبها في معارضة «تلك اللهجات التي لا حصر لها حيال السياسات الخارجية»، مضيفة «سنحمي حقوق الأبرياء عن طريق تغيير تلك اللغة».
ميدانياً، عزز الجيش السوري حشد قواته في حلب، استعداداً لبدء عملية عسكرية مرتقبة في أي لحظة تهدف لتأمين المدينة، والسيطرة على مقاطع من الطريق الدولي حلب – حماة.
وأشارت صحيفة الوطن السورية، إلى أن «حالة الطقس فرضت الهدوء الحذر والشامل تقريباً في إدلب، من دون أن يمنع ذلك الجيش السوري من استهداف نقاط تمركز الإرهابيين بالمدفعية والطيران الحربي».
ونقلت «الوطن»، عن مصدر ميداني في ريف حلب الجنوبي قوله، إن «الجيش استقدم ونشر دبابات ومدفعية وحشد المشاة على خطوط تماس الجبهات الغربية لحلب، والتي شكلت صداعاً مزمناً لسكان المدينة، الذين يستهدف الإرهابيون أحياءهم بشكل مستمر، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى على الدوام وخلق حال من عدم الاستقرار تجعل المدينة غير آمنة».
وأوضح المصدر، أن «الطيران الحربي السوري والروسي المشترك شن سلسلة غارات على نقاط انتشار الإرهابيين، في أرياف إدلب وتحديداً على سراقب ومعصران والغدقة بريف معرة النعمان ومحيط بلدة الدير الشرقي، وهو ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي».
من جانبها، ذكرت وكالة «سانا»، أن «وحدات الجيش السوري نفذت رمايات مدفعية وضربات بسلاح الدبابات، ضد تجمعات ومناطق انتشار الإرهابيين في قرى وبلدات دير الشرقي ودير الغربي ومعصران وأحسم وحنتوتين ومعرشمارين ومعرشورين وكفروما بالريف ذاته».وبينت أن الرمايات والضربات المكثفة أدت إلى تدمير تحصينات هندسية وأوكار للإرهابيين وإيقاع عدد منهم قتلى ومصابين.