نيات أميركا تجاه الصين

انطلق وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أخيراً، في أول زيارة إلى الصين منذ توليه منصبه. وصرح واصفاً رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام، بأن هدفها هو تعزيز الثقة والانفتاح والشفافية بين بكين وواشنطن. وقال في هونولولو: إن الصينيين هم أصدقاء لأميركا، مشدداً على أن استراتيجية أميركا في «التمحور حول آسيا» لا تشمل الصين.

لقد كانت تلك الكلمات، من غير ريب، موضع ترحيب بكين. ومع ذلك، وبحسب تعليق وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا»، فإنه لم يتم تفسير رسائل أخرى بعثها تشاك هاغل خلال الأيام القليلة الماضية، باعتبارها لفتات ودية.

فخلال مقابلة أجراها وزير الدفاع الأميركي أخيراً مع صحيفة «نيكي» اليابانية، انتقد هيغل «منطقة تحديد الدفاع الجوي» في الصين، الموجودة على بحر الصين الشرقي، واصفاً إياها بأنها استفزازية وأحادية الجانب. وقد ألقى لوماً في غير محله على الصين، بشأن تصاعد التوترات في واحدة من أكثر المناطق الجيوسياسية حساسية.

وبما أنه يتوجب على وزير الدفاع الأميركي الجديد معرفة بعض الحقائق الأساسية، فإن إنشاء الصين لـ»منطقة تحديد الدفاع الجوي»، يعتبر خطوة شرعية تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وتهدف لضمان الاستقرار، في حين أشعل تصاعد التوترات في البداية، «تأميم» طوكيو غير القانوني لجزر «دياويو» الصينية في عام 2012.

ومنذ ذلك الحين نفذت الحكومة القومية، التي يقودها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حملة سياسية من أجل تحدي علاقاتها مع الصين، بما في ذلك زيارة آبي لضريح «ياسوكوني» المثير للجدل.

في الواقع، يمكن إرجاع توتر العلاقات الأميركية ـ الصينية، جزئياً، إلى الإصرار المتزايد من اليابان والولايات المتحدة على توتير الأجواء، إذ إن التصريحات غير المسؤولة من بعض الساسة في أميركا، شجعت القوى اليمينية في اليابان.

ولا شك أن لدى الصين وأميركا اختلافات، إلا أن لديهما الكثير من المصالح المشتركة. وتأمل الصين، في إقامة نوع جديد من العلاقات الثنائية مع أميركا، تتميز بالاحترام المتبادل والازدهار المشترك، وهو أمر ضروري لتنمية الصين السلمية، في حين أن لدى أكبر اقتصادين في العالم، الصين وأميركا، مصلحة مشتركة في بيئة مستقرة لتسهيل الازدهار الاقتصادي.

لا يمكن لبلد، ولا للاقتصاد العالمي، تحمل مسؤولية المواجهة أو الصراع. وفي هذا الصدد من المتوقع أن يوفّر توقف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في الصين، فرصةً نادرة لأميركا من أجل توضيح سياسة «التمحور حول آسيا»، وتأكيد نياتها الودية تجاه الصين، وذلك لتعزيز الثقة المتبادلة والتفاهم على امتداد المحيط الهادئ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى