خوف على لبنان
} عمر عبد القادر غندور*
قبل الحماقة الأميركية المتمثلة باستهداف الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، كان في لبنان من يفترض خطراً على الساحة اللبنانية بوجود حزب الله!
وتضاعف الحديث عن هذا الخطر بعد الحماقة الأميركية، إلى أن أطلّ سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله في الساعات الماضية في كلمته التأبينية، وبيّن الغاية الأميركية من هذا الاستهداف وتموضع الناس بين مؤيد لما تقوم به الإدارة الأميركية من استغلال واستعلاء وهيمنة وسطو على الثروات الوطنية وحماية “دولة إسرائيل”…
وبين محور المقاومة الذي يرفض ذلّ الهيمنة الأميركية والرضوخ والإذعان والتخلي عن كرامته وعن فلسطين وأولى القبلتين ومهد السيد المسيح في القدس، وفريق ثالث ضائع لا يعرف الى ايّ فريق يتجه، وقلة يقفون على التلّ يراقبون نتائج الصراع المفتوح وفي ضوئه يقرّرون الجهة التي يلجأون اليها!
أما الذين يستحضرون الساحة اللبنانية وكأنها الوحيدة في جغرافيا الشرق الأوسط، فهم يُحمّلون هذه الساحة أكثر مما تستطيع، بينما ضرورات المواجهة ميدانياً يستدعي مساراً استراتيجياً سترسم معالمه على أرض ميدانها آلاف الكيلومترات من الصحارى والجبال والسهول ولبنان لا يشكل فيها إلا نقطة صغيرة، وهو ما ألمح إليه سماحة السيد نصر الله قائلاً: “فمن شاء التحق بهذا الجانب أو ذاك دون ان يترتب على ذلك حساب، واعتبر انّ سيناريو هذه المواجهة ومن بينها احتمال الحرب، ليس بالضرورة ان يكون حتماً محتوماً، ويبقى هدف إنهاء الوجود الأميركي في منطقتنا غاية استراتيجية سترسم صورة الجغرافيا المحيطة بفلسطين”.
ولا شك انّ لبنان غنيّ بحكمائه والعقول الاستراتيجية في اللحظات الحرجة وفي مقدّمهم سماحة السيد حسن نصر الله الذي يشكل حزام الأمان مؤيداً بتوفيق من الله.
“وَكَفَى بِاللَّـهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّـهِ نَصِيرًا (45) النساء”
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي