رواية «بائعة الكلمات» للكاتبة ريمة راعي… استمداد للأساطير القديمة بقالب تشويقيّ
} محمد خالد الخضر
تخرج بطلة رواية «بائعة الكلمات» للكاتبة ريمة راعي عن حالة شبه الإجماع في بطلات الأعمال الأدبية. فهي فتاة قروية بسيطة تعاني القبح وتحاول أن تتعرّف إلى العالم من حولها بعفويّتها وفضولها للتعلم.
«أفروديت» وهو اسم الرواية وتعني اسم آلهة الجمال عند الإغريق تقصّدت من ورائه المؤلفة خلق حالة صدمة في ذهن القارئ. فهذه الفتاة التي أطلقت عليها والدتها هذا الاسم تيمّناً بسيدة فرنسية جميلة عانت فضلاً عن ظروفها الصعبة فقدان أمها التي قتلها الإرهابيون التكفيريون ومرض شقيقها فتحي الذي يمنعه من الذهاب للمدرسة.
رغم اعتماد الرواية بطلة واحدة إلا أنها ربطت حركتها الوجدانية بمواضيع وأحداث مختلفة دون أن تتخلّى عن أسس البنيان الروائي، كما حرصت المؤلّفة على الحفاظ على توازن الموضوع الذي كان أهم مقوّماته الوفاء والإخلاص مقابل شخصيات سلبية من الواقع تصطدم بها أفروديت.
بطلة الرواية التي ستتعرّف على أستاذ مدرسة القرية «سعد» فتستمدّ منه كثيراً من الثقافة والمعرفة وسيساعد شقيقها على تجاوز مرضه ليصبح مثلها الأعلى ولتتعلم منه أن تمنح الآخرين ما تعلّمته فتكتب رسائل الحب لرفيقاتها وأقرانها وتصبح بائعة كلمات بأسلوب يدهش الأستاذ «سعد» نفسه.
ونجد في أحداث الرواية كماً هائلاً من الثقافة التاريخيّة والمصطلحات والرموز التي تجمع بين الأساطير القديمة وتداعيات الحرب الإرهابية على سورية ضمن قالب من التشويق وتحريك الوجدان والعواطف.
وعن الرواية كتب الأديب الجزائري واسيني الأعرج في مقدمة الرواية «تضعنا ريمة راعي أمام تراجيدية المأساة الإنسانية ليصبح فعل الحياة ممارسة شديدة الثقل والقسوة والانتظار داخل عالم حربي يُصنَع ثم ينفرط ككرة حرير.الرواية صادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع وتقع في 140 صفحة من القطع المتوسط ولريمة رواية أخرى بعنوان «أحضان مالحة» ومجموعتان قصصيتان و»أخيراً ابتسم العالم» و»القمر لا يكتمل» ولها العديد من المقالات والكتابات الأدبية في وسائل إعلامية متعدّدة داخل البلاد وخارجها.