ضربة المتخبّط…
} د. عماد عكوش
منذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979 تمّت محاربتها من قبل الولايات المتحده الأميركية لأسباب عدة منها:
1 ـ إعلان معاداتها لـ «إسرائيل» ووقوفها الى جانب القضية الفلسطينية.
2 ـ الخسارة الكبيرة التي تسبّبت لها بها هذه الثورة لناحية امتيازاتها النفطية.
3 ـ الخسارة الكبيرة لناحية امتيازاتها التسليحية للجيش الإيراني والذي كان يعتبر شرطي الخليج في حينها.
بدأت هذه المعاداة مع تشجيع صدام حسين على إعلان الحرب على الجمهورية الإسلامية ومن ثم بعد انتهاء الحرب وعدم تحقيق أهدافها لجأت الى سياسة العقوبات الاقتصادية والتي بدأت بفرضها مباشرة بعد إعلان وقف الحرب وانتهاء العمليات العسكرية مع العراق، وتمّ إقرار أولى العقوبات سنة 1995.
وصلت هذه العقوبات إلى الذروة سنة 2008 لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً لما أرادت له الولايات المتحدة الأميركية، حيث أتت النتائج على الشكل التالي:
1 ـ ارتفاع سعر برميل النفط الى حدود 140 دولار أميركي.
2 ـ انهيار الأسواق المالية في الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
3 ـ حصول إفلاسات كبيرة للعديد من المصارف والشركات خاصة العقارية .
حينها لجأت الولايات المتحدة الى المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية تحت ضغط الانهيارات الكبيرة التي حصلت لديها ولإعادة هيكلة اقتصادها المنهك فكانت النتيجة توقيع اتفاقية نووية مع الجمهورية الإسلامية. في كلّ ما جرى لغاية العام 2015 كان لمصلحة الجمهورية الإسلامية حيث لجأت الى تطبيق خطط اقتصادية تقوم على تثبيت سياسة الاكتفاء الذاتي فأنشأت المصانع في كلّ المجالات وطوّرت زراعتها وبنت السدود ومعامل الكهرباء ومصافي النفط كلها بقدرات ذاتية .
مع خروج الولايات المتحده من أزمتها الاقتصادية عادت لتناور وتحاول مجدّداً معاقبة ومحاصرة إيران فلجأت الى إلغاء الاتفاقية النووية سنة 2018 ومن جانب واحد، وبدأت بفرض العقوبات مجدداً في آب ٢٠١٨ ضدّ كلّ المصالح الإيرانية، وضدّ كلّ من يتعامل معها من شركات ومؤسسات دولية، على أمل ان تنهار الجمهورية الإسلامية وفقاً لتصريحات الرئيس ترامب وخبراء اقصاديين كنت قد شاركتهم في مقابلات تلفزيونية خلال أسابيع، وكنت دائماً أقول انّ إيران استطاعت ان تبني اقتصاداً مقاوماً يستطيع ان يواجه عقوبات لأكثر من مئة سنة، هذه الدولة استطاعت ان تبني أمنها الغذائي، كما استطاعت ان تبني مصانعها التي تحتاج لها في كلّ المجالات، لذلك فإنّ انهيارها أمر مستحيل .مع اقتناع الإدارة الأميركية بعدم قدرة العقوبات الجديدة على فعل أيّ شيء، لا بل العكس هو الذي حصل حيث بدأ التضخم والركود الاقتصادي العالمي يقرع باب الولايات المتحدة الأميركية ويهدّد أسس اقتصادها ويبشر بانهيارات كبيرة لجأت هذه المرة الى ضربة الموجوع لاستدراج إيران الى معركة مباشرة وهذا لن يحصل، لأنّ الإيرانيين يفهمون جيداً ما معنى الدخول بمعركة مباشرة معها وماذا ستكون النتيجة، لذلك أنا مقتنع انّ الإيرانيبن لديهم الوعي الكامل لعدم تحقيق حلم نتنياهو وترامب، ولأنّ الوقت لم يحن لأمّ المعارك مع هذا المفترس…