أراد ترامب باغتيال سليماني والمهندس تحقيق الأماني لـ «إسرائيل» لكنه يحصد قصاصاً عادلاً يلغي وجوده وأحلامه
} اياد موصللي
الجرائم التي ارتكبتها أميركا وترتكبها في بلادنا وبحق شعبنا وما سوف ترتكبه انطلاقاً من زعم حماية «إسرائيل» من خطر سوف يداهمها وزوال سوف ينهيها.. وآخر جرائمها ما حدث في العراق.. وذهب ضحيته شهداء من الحشد الشعبي وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي بالعراق أبو مهدي المهندس..
هذه الجرائم لن تزيل الخوف من قلوب اليهود ولن تضمن لهم البقاء والاستمرار، كما انها لن تخيفنا ولن تهدّد وجودنا.. فنحن قوم لا نخضع للبغاة الطامعين وأرضنا فيها معين للأباة الميامين..
هي عملية مبرمجة ضمن برنامج متعدّد الصفات وجزء من مشروع «إسرائيلي» واسع متمدّد تنفذه أميركا بدقة. فمن أسّس هذه المناهج ما جاء في البروتوكول الأول صفحة 186 وهذا نصه:
دولتنا الماضية قدُماً في طريقها طريق الفتح المسلمي، من حقها ان تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهون وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار، فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته فيؤدّي بذلك الى الخضوع الأعمى، وترتكز عقيدتهم العدوانية على منهج ورد في البروتوكول الأول صفحة 183 جاء فيه:
«حقنا منبعه القوة، وكلمة حق، وجدانية معنوية مجردة، وليس على صحتها دليل، ومفادها لا شيء أكثر من هذا، أعطني ما أريد فأبرهن بذلك على أني أقوى منك.
وتتميّز قوّتنا في مثل هذه الحالة الرجراجة، على قوة أخرى بميزات أمنع وأثبت، وأقوى على ردّ العادية، لأنها تبقى وراء الستار متخفية، حتى يحين وقتها، وقد نضجت واكتملت عدّتها، فتضرب ضربتها وهي عزيزة ولا حيلة لأحد في النيل منها او الوقوف في وجهها».
لقد اعتبروا كلّ أعمالهم مشروعة، لا بل انه مذ نشأ هذا الشعب قام على تعاليم خاصة منظمة هي دستوره وثوراته وليست على تعاليم ديانة سماوية مثل الديانات الأخرى. «إسرائيل» مشروع عدواني مستمرّ لأنه نتاج عقيدة آمن أتباعها بأنهم «شعب مختار» و «أنّ كلّ ماعداهم هو من «الغوييم» ايّ الغوغاء الذين لا يستحقون الحياة، وكلّ تعامل مع «إسرائيل» دون معرفة أهدافها هو سراب في سراب.
انّ «إسرائيل» تفتعل الأحداث وتقنص الفرص من أجل ارتكاب عمل يتمّم مخططاتها ويقرّب نواياها المتجدّدة دائماً، القائمة اساساً ووجوداً على الدماء.
وانْ كان قولنا هذا سينسب الى حقدنا، فإليكم ما يقوله اليهود أنفسهم والذي عليه يتربّون ومنه يتغذون:
«دولتنا الماضية قدُما في طريقها، طريق الفتح السلمي، من حقها ان تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهون وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته، فيؤدي ذلك الى الخضوع الأعمى، قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها ولا تتراجع الى الرفق غدت عامل القوة الأكبر في الدولة. ونعود فتقرّر انه العنف».
هذه هي القاعدة والدستور الذي تسير على هديه حكومة إسرائيل وشعبها. والبحث عن السبل الآمنة والطرق السالكة كالبحث عن السلم وتوسّله بالاستسلام… عبثاً التوسّل والاستنجاد عبثاً تقبيل الأيادي، عبثاً التمسك بأذيال الذلّ والخنوع مع شعب هذا هو إيمانه.
وحدها وقفة العز هي الردّ والجواب. وكما يقول الزعيم أنطون سعاده:
«اننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت وأية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».
فما ظهر في الفترة الأخيرة متمّماً لأسلوب ترامب الواضح الفاضح في دعم إسرائيل بالمال والسلاح والقيام بالأعمال العسكرية والإرهاب عبر خلق الفتن وتكوين المنظمات الإرهابية التكفيرية. وما ارتكب من حوادث وقعت وحروب طائفية واعتداءات وحشية وتفجيرات واغتيالات طالت جهات عدة في لبنان والشام والعراق. وتمّ كلّ ذلك انطلاقاً من مفهومهم القائم على قاعدة تربّوا عليها وتقول كما ورد في كتبهم انه عامل القوة الأكبر في الدولة».
كلّ هذا هو مخطط مرسوم وموضوع على جدول التنفيذ منذ أكثر من عشرة أعوام وصدارته هي إيران والعراق ومناطق البترول.
اعتمدوا هذه القاعدة بعد ان اعتبروا انّ السيطرة على الشام ولبنان تصبح أسهل وأضمن بعد تنفيذ مخططهم بإيران والعراق، وكان وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر واضحاً في تحديد هذا الهدف في حديث أجراه مع صحيفة «ديلي سكويب» الأميركية بتاريخ 27/11/2011، وأعاد نشره موقع «رياتلي زوتيزم» قال فيه «إذا سارت الأمور كما ينبغي فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل».
وقال كسينجر: «إنّ إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة».
أضاف: لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران، وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «إسرائيل» وأميركا، وسيكون على «إسرائيل» القتال بكلّ ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط».
وتابع كيسنجر: انّ طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكلّ تأكيد «أصمّ».
وقال «لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريباً جيداً في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك «الذقون المجنونة» فسوف يطيعون الأوامر ويحوّلونهم إلى رماد.
وأوضح كيسنجر أنّ إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهّزه أميركا و»إسرائيل» لكلّ من إيران وروسيا بعد أن تمّ منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور» وقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة التاريخية.
انّ ما جرى في الفترة الاخيرة سواء بإرسال جيوش وعصابات المجموعات الإرهابية الى الشام ولبنان والعراق ومدّها بكافة أنواع الأسلحة والأموال والقوة والإرادة المؤمنة للمقاومة الوطنية التي شاركت الجيش في مواجهة هذه المؤامرة وأدواتها. ففي الشام انكفأ العدوان وسحقت المجموعات الإرهابية حيث قضى عليها الجيش بشجاعة وبراعة ومؤازرة مقاومة مؤمنة بأنها تملك القوة التي ستغيّر مجرى التاريخ وتقضي على التآمر والعدوان فأعطى الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهداء بسخاء وحقق بالاشتراك مع مقاومة حزب الله النصر وقد ساهم الدعم الإيراني والروسي للجيش السوري بالسلاح والعتاد في القضاء على التآمر. لذلك وضعت أميركا و»إسرائيل» مخططاً عدوانياً عبر مشاريع محاربة الإرهاب باسم المجموعات الدولية الأوروبية فيما تتمدّد سراً وبهدوء الى المناطق الاستراتيجية وتستولي أميركا على البترول وتنشئ مواقع وقواعد عسكرية.
وكان لليقظة لدى الحكومات السورية والعراقية واللبنانية ان كشفت أبعاد هذه المخططات وعملت على إفشالها ولعبت إيران دوراً أساسياً في تقوية الدفاعات والاندفاعات ضدّ الإرهاب ومموّليه من دول عربية خليجية كالسعودية ودبي والإمارات. وأصبحت عناصر المقاومة تحت الأهداف وفوهة العدوان وما حدث في الفترة الأخيرة من عدوان وسقوط شهداء هي نتيجة هذا التآمر، انّ ما جرى هو عدوان سينال الذين قاموا به القصاص العادل كما أعلن السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.
ونذّكر بما نبّه اليه الزعيم سعاده وما دع اليه حين قال «إننا أن نكون طعاماً لأمم أخرى، اننا نريد حقوقنا كاملة ونريد مساواتنا مع المتصارعين لنشترك في إقامة السلام الذي نرضى به وإنني أدعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين إلى مؤتمر مستعجل تقرّر فيه الأمة إرادتها وخطتها العملية
في صدد فلسطين وتجاه الأخطار الخارجية جميعها، وكلّ أمة ودولة اذا لم يكن لها ضمان من نفسها من قوّتها هي فلا ضمان لها بالحياة على الإطلاق.يجب أن نعارك يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل».