أكثر من 97 انتهاكاً للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال ديسمبر مخطّط صهيوني لعزل الأقصى وسرقة دور الأوقاف
يعكف الاحتلال الصهيوني على تنفيذ مخطط من ثلاثة مسارات، مع بداية العام الحالي، لعزل وخنق المسجد الأقصى المبارك، وتغيير الوضع التاريخي الراهن فيه.
وقال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة ناجح بكيرات في تصريح خاص لوكالة «صفا» الأربعاء إن المسار الأول: يكمن في مساعي الاحتلال لرفع وتيرة انتهاكاته لدرجة كبيرة داخل المسجد الأقصى وليس فقط خارجه، بما فيها أداء الطقوس التلمودية فيه، وفرض تشديدات على المصلين، وبالتالي فرض واقع جديد بالمسجد.
والمسار الثاني – بحسب بكيرات – أن الاحتلال يخطط لإيجاد قدم مكاني داخل الأقصى وفي باب الرحمة الذي يتوعّد بإعادة إغلاقه مجددًا، وذلك ليجعل منه منطلقًاً لتوسيع الاستيطان داخل المسجد، باعتباره يقع في الجهة الشرقية منه.
وأما المسار الثالث، فهو محاولة فرض «سيادة إسرائيلية» مطلقة على الأقصى، من خلال التدخّل في صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد، ومنع الأوقاف من تنفيذ أي عمل بداخله، بالإضافة إلى منع أعمال الترميم والإعمار.
وأشار بكيرات إلى أن الاحتلال اعتقل منذ بداية العام ما يزيد عن 15 مواطنًا بالقدس، واعتدى على النساء والرجال بالضرب في الأقصى.
وأكد أن الاحتلال يُمهّد من خلال اعتداءاته المتواصلة، لـ»مشروع الدولة اليهودية»، وجعل القدس عاصمة يهودية، مبينًا أن «إسرائيل» تخوض حربًا أيدلوجية ضد الرواية العربية الإسلامية في المدينة المقدسة.
وتابع أن «الصمت العربي الإسلامي وما يجري في محيط فلسطين من اختلافات وفوضى، خدم الاحتلال بشكل كبير جدًا، ومهّد الطريق له للاستفراد بالأقصى والقدس، ليبقى الاحتلال في معزل ومن دون محاسبة عن كل إجراءاته».
وأوضح أن موضوع إعمار الأقصى وترميمه هو من مسؤولية وصلاحيات الأوقاف، وليس الاحتلال، الذي يحاول سرقة هذا الدور وتغيير الوضع الراهن في المسجد، لافتًا إلى أن العمل على نصب السقائل على الحائط الجنوبي للمسجد قضية باطلة.
وكانت مجموعة من العمال الصهاينة استأنفت الأحد العمل على نصب السقائل على الحائط الجنوبي للأقصى (سور المدرسة الختنية)، في منطقة القصور الأموية، تمهيدًا لبدء العمل على ترميم الحائط الخاص بالمسجد.
وقال بكيرات: «من الواضح أن الاحتلال يسعى يومًا بعد يوم لأن يدخل إلى داخل المسجد الأقصى كي يغيّر المعادلة بشكل كبير».
لكنه أكد أن كافة إجراءات الاحتلال وممارساته بالأقصى والقدس لن تجدي نفعًا أمام صمود المقدسيين وثباتهم ورباطهم بالمسجد ودفاعهم عنه.
وكانت دائرة الأوقاف طالبت شرطة الاحتلال بالوقف الفوري لهذه الأعمال، وإزالة جميع السقائل التي تمّ نصبها على حائط الأقصى مباشرةً، واستعادة الأحجار المسروقة لإعادتها إلى موقعها في سور المسجد الغربي.
وجدّدت تحذيرها من استمرار أعمال الحفريات المشبوهة في محيط الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية، وهي وقف إسلامي خالص للمسلمين وحدهم.
وأكدت الأوقاف أنها المسؤول الحصري عن إدارة جميع ما يتعلّق بالأقصى وصيانته، وهي صاحبة الاختصاص بأي أعمال صيانة في جميع جدرانه من الداخل والخارج كوقف إسلامي خالص للمسلمين.
إلى ذلك، وثقت لجنة دعم الصحافيين انتهاكات بحق الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال شهر ديسمبر 2019، مشيرة إلى تصعيد صهيوني في هذا المجال.
وكشفت اللجنة في تقريرها الشهري أن عدد الانتهاكات الصهيونية بحق الصحافيين 55 انتهاكاً، بالإضافة إلى انتهاكات ارتكبتها شركات مواقع التواصل الاجتماعي بلغ عددها 11 انتهاكاً، بينما وصل عدد الانتهاكات الداخلية الفلسطينية بحق الصحافيين إلى ما يقارب 31 انتهاكاً».
وأوضحت أن الانتهاكات الصهيونية تنوّعت بين اعتقال وتمديد اعتقال، واستهداف بالرصاص الحيّ والمعدني المغلّف بالمطاط وقنابل الغاز السامة.
وأضافت اللجنة في تقريرها أن الجيش الصهيونيّ «منع الصحافيين من التغطية واحتجزهم لساعات طويلة، وأبرز حالات الاحتجاز كانت توقيف طاقم تلفزيون فلسطين في مدينة الخليل ومنعه من استكمال حلقة تلفزيونية. كما تخللت عملية المنع عرقلة ومصادرة معدّات».ولفتت إلى انتهاكات منها سحب البطاقات الصحافية والهويات، فضلاً عن الاقتحامات لمنازل الصحافيين، وتعرّض معداتهم للتخريب والتحطيم والسرقة والمصادرة.