الأدب المقاوم وعظمة محبرته المُثلى
}منال محمد يوسف
مقاومون… وما أجمل هذا الاسم والتسمية!
وما أجمل العناوين التي نسمو بالانتماء لها وتسمو بالانتماء إلينا!
ما أجملها! وما أجمل أن نكون «مقاومين» حدّ الشروق الذي نعشق، وحدّ الأرض وتراتيلها التي نُقدّس، حدّ الفخر الذي يعرفنا ونعرفه منذ الأزل ونختار ثقافة الحياة، ثقافة الانصهار في بوتقة الضياء، في بوتقة الصعاب التي تهزمها بنادق المقاومة، وتولدُ شموسنا وكأنّها التاريخ الذي لا يريد أن يُمحَى وكأنّها صرخات البطولة الممتدّة منذُ أقدم الأزمان وحتى الآن.
ما أجمل أن نكتبُ بمحبرتنا مشكاة الأدب المقاوم ونُطرّز نهاراتنا بفعل المستحيل، ولا نرضى إلاّ الفعل الإعجازيّ خليلاً لذواتنا، وكليماً لكل أوقاتنا…
هكذا نكتبُ بحبر الانتماء، نكتبُ بلغة السلاح أدباً يعبر بنا إلى أزمنة المقاومة المُثلى ويُسمّى «الأدب المقاوم»، وهل يوجد أجمل من هذا الأدب؟ هل يوجد أجمل من مُشكاة الأدب المقاوم وفحواه ومحتواه؟ وعظمته؟
نرسم ظل الشموس وخيالات النور، نكتبُ بدم الإمداد، نكتبُ كرامة ما فوق الروابي، ويُعربشُ الياسمين وكأنه أبجدية خُلقت لنا من قبل التكوين وأحرفه تكتبنا، بلغة اللون القدسيّ وهل يوجد أبهى من عظمته؟ من فلسفاتٍ تحيطُ به ونسوّر معصميه؟ من كلام القول وفصاحة الجراح التي تتغلّل فينا.
وتقول: بأننا نقاوم وما نزالُ نكتبُ بحبر البندقية، نغنيّ ألق القصيدة ونُزيّنها بجماليات الانتماء، ونُحدّث ُالأزمان عمّا سُطّرَ، عمّا حدث وكُتبَ بين فصول الرواية، رواية الفنّ المقاوم وما أجملها من رواية وما أبهى فصولها! وما أرقى ثقافة المقاومة بأشكالها المختلفة.
إنها التوق القدسيّ، وبهاء ما يمكن أن يُقال في لحن القول المُستحكم حدّ القداسة، حدّ الأدبيات التي تُكتبُ في فن المقاومة.
حدّ الصبحِ ومفردات الصبر، حدّ المشي والعبور على جمر الأيام جمر التلظيّ والانشطار ما بين الجرح القائم والشّوق لذاك الانتصار.
حدّ الأبجديات التي تكتبنا ونكتبها في كل يوم نولدُ معها، نسيرُ على دروبها، نرسمُ ظلالها، تُمثل كلمتنا العُليا، كلمة الحياة لدينا..
وما أجملها هويّة الانتماء، فهي الكلمة العُليا والمُثلى التي تتجذّر فينا يوماً بعد الآخر، تتجذّر حدّ الكلمة التي تقول إننا نعشق ُ المقاومة، هذه فلسفتنا، وبعض من لحن قولها، بعض من دساتير صفائها، من بهاءٍ نرث عرشه الآن…
ونتابع النسج وما أجملها خيوط النور عندما تُنسج؟ وما أجملها من كلمة «مقاومون» التي نقرأها ثقافة، تشرقُ شموسنا من عمق نورها، من دساتير نُبلها، تشرقُ وضاءة الملامح، تشبه فلسفات النُبل التاريخيّ الإنسانيّ.. تلك الثقافة الذي كُتبت ببندقية الأجداد، وما زالت البنادق تُسطّر أبهى عناوينها، تُسطّر المنطق البطولي وبعض مناهجه.
تلك الثقافة التي تقول: شمّاء هي القمم، تتعالى بشموخهم، بثقافتهم، تتعالى ونتوارث حكايات المجد، رواياته نكتبها تتجسّد وكأنها صرخة البطولة، وكأنها عنفوان الحديث إذ تحدّث به العظماء.
تحدّثوا في مبتدأ الكلام ومُنتهاه، تحدّثوا وقتاً يُضاف إلى أحقيّة وجودنا المُتجذّر منذُ بداية الحكاية ومُنتهى عصفها الماضي والآتي.
«مقاومون»
في كل ّ شبرٍ من سوريتنا الحبيبة
نسترجعُ المجد والشروق القدسيّ ونُقدّم الشهيد تلو الشهيد
ونقول: لا تمتْ يا زمن الأقمار.
نقولها وبفصاحة الحبر الأحمر نكتبُ، نُشعل الأزمنة كُلّها صوتاً يُجلجل في أحقيّة الأدب المقاوم وفي تباشير إعجازه الجاد، ولحنه المنتمي حيث كل قصيدة كُتبت هناك..
وجادَ فرسانها عندما شكلّوا نطق أحرفها، وصاغوا ترتيبات تستلزم وجود الفعل البطوليّ بين كُلِّ سطرٍ وآخر.. جادَ النطقُ المقاوم حتى المدى الأرحب حتى نطق الاستشهاد وفردوسه الأعلى، حتى الصرخة العُليا التي تقول: وإن استشهدَ «القائد قاسم سليماني»، فالأرض تلدُ الملايين، تلدُ ذلك الشيء الأعظم من التجليّ والذي يُسمّى عشق «الأدب المقاوم» بفحواه ومحتواه وعظمة محبرته المُثلى..