ورد وشوك
غالباً ما يؤلف الغضب العظيم بين قلوب بعثرها الخلاف بفعل أيادٍ ظاهرة… خفية تؤسس لزرع الاختلاف على هيئة نزعات طائفية… عرقية… دينية… لتضمن وجودها بتكريس الانقسام…
وفجأة ودون سابق إنذار يحدث خطب جلل يهدد الوجود الآمن في الأوطان فتنتشر حمم بركانية أوقدها أغبى الأغبياء ممن يمشي على الأرض بخيلاء معلناً نفسه عليها الإله هو مَن يهب الحياة ويقدر على إنهائها بلحظات.
والشعوب في أقطارها مطالبة بالانصياع وتقديم الولاء… ناسياً أو متناسياً أن لكل مخلوق عمراً لا يتجاوزه مهما طال واستطال تمدّده وتلوّنه والانتشار وأن جنون العظمة الذي يحيا به.
آن الأوان للجمه بتلقينه درساً لا ينساه من قلوب وجلة أعطت للإنسانية بسخاء، لكنها ترفض الانحناء إلا لمن بسط الأرض ورفع السماء وأمر بالتراحم والتعاضد وعدم سفك الدماء.
إلا لمن اعتدى فجاءت آية فاطر السماء بمعناها الواسع أن النفس تقتل بالنفس وأن العين تفقأ بالعين وتقتص الجراح بالجراح.
مبدأ إلهي أخذ به من غابر الزمان ووجد مخلداً على مسلّة حمورابي واضع قانون بابل القديم في العراق.
فالأذى يقابل بمثله والجزاء لا بدّ أن يكون من جنس العمل. هذا على مستوى الأفراد.
فكيف مَن اعتدى على أمة بما لها من ماضٍ وحاضر به لا يستهان به؟
اجتمعت الملايين متفقة على نبذ الخلاف اللعين موجهة بوصلتها، مسؤولين ومقاومين وأشخاصاً عاديين، على إجبار المعتدي اللعين مغادرة أرض رواها دم الشهداء شهداء الإنسانية لا الشريعة الإسلامية بإقرار الجميع، طلاب الحرية واستعادة قدس الأقداس مهد سيدنا المسيح.
رشا المارديني