الحرس الثوري: أردنا ضرب المعدّات ولم نسع لقتل جنود أميركيين.. ولا تعاون مع واشنطن من دون رفع العقوبات روحاني لـجونسون: لا تنصاعوا للولايات المتحدة.. بيلوسي: نرفض التصعيد الأميركي ضدّ إيران
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده ستردّ «رداً خطيراً للغاية»، في حال ارتكبت الولايات المتحدة الأميركية أخطاءً أخرى.
وأضاف روحاني خلال اتصالٍ هاتفي مع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، أن «السبب الرئيسي لانعدام الأمن في الآونة الأخيرة هو انسحاب الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي».
وتابع: «لقد فرضوا عقوبات على المواد الغذائية والدواء لمدة عامين وارتكبوا جريمة كبرى باغتيال سليماني».
روحاني أشار إلى أن «طهران ستبقى ملتزمة بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستواصل الوكالة مراقبة أنشطة إيران النووية كما كان من قبل».
وتوجّه الرئيس الإيراني لجونسون بالقول: «لا تنصاعوا للولايات المتحدة وغيّروا مواقفكم من الشهيد سليماني الذي لولا مساعيه ما كنتم لتنعموا بالأمن».
بدوره أكّد جونسون «التزام بريطانيا بالاتفاق النووي».
على خطٍّ موازٍ، أجرى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني قدم خلاله التعزية في تحطم الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الإيرانيين.
ودعا ميتشيل إيران إلى «تجنب القيام بأعمال لا رجعة فيه»، معرباً عن أمله في «ألا تكون هناك محاولات أخرى لزيادة التوترات في المنطقة».
وأكد أن «الاتفاق النووي يعد إنجازاً مهماً بعد عشر سنوات من المفاوضات الدولية المكثفة ويظل أداة مهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي»، مشدداً على أنه «لدى الاتحاد الأوروبي مصالحه ورؤيته الخاصتان بالنسبة لهذا الاتفاق».
في السياق نفسه، قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمس، إن «طهران لم تكن تسعى لقتل جنود القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد وهدفها كان توجيه ضربة للمعدات العسكرية».
وقال علي حاجي زادة، قائد القوات الجوية، إن «الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد، على اعتبارها أهم قاعدة أميركية في العراق، هو بداية لعمليات كبرى وتحرّك سيستمر مستقبلاً».
وأضاف أن «لا شيء يمكن أن يعوّض اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، حتى قتل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه».
وكشف حاجي زادة أنه «تزامناً مع الهجمات الصاروخية على قاعدة عين الأسد، نفذنا هجمات سيبرانية ضد أنظمة حاملات الطائرات الأميركية»، مشيراً إلى أنه «تمّ تعطيل أنظمة طائرات استطلاع أميركية تقوم بعمليات رصد».
وأعرب حاجي زادة عن اعتقاده بأن «اغتيال سليماني، يعد أحد أكبر الأخطاء التاريخية والاستراتيجية الأميركية»، مشيراً إلى أننا «كنا نتوقع رداً أميركياً وكنا مستعدّين لمواجهة شاملة، بحيث ستكون ضرباتنا أقوى وضمن منطقة جغرافية أوسع، لكن ضبط النفس الأميركي حال دون الحرب».
وقال حاجي زادة إن «القوات الجوية الإيرانية أطلقت 13 صاروخاً باتجاه قواعد أميركية في العراق، وكنا مستعدّين لإطلاق مئات الصواريخ الأخرى».
وأضاف: «كنا نتوقع رداً أميركياً يجعل المواجهة تستمرّ بين 3 أيام إلى أسبوع».
وتابع: «ثمن دماء سليماني لا يؤخذ بضرب قواعد أميركية أو إسقاط طائرات استطلاع أو حتى قتل ترامب. ثمن دماء سليماني هو إخراج القوات الأميركية من المنطقة».
وأكد حاجي زادة أن «قوى المقاومة ستسعى لطرد القوات الأميركية من المنطقة»، داعياً «دول المنطقة إلى السير على نهج البرلمان العراقي وإلا فإن قوات المقاومة ستُخرج الأميركيين بالقوة».
وأضاف أن «الهجوم على قاعدة عين الأسد أوقع عشرات القتلى والجرحى على الرغم من أننا لم نسع إلى قتل أحد»، وتابع: إن «9 طائرات أميركية قامت بنقل القتلى والجرحى إلى «إسرائيل» والأردن ومستشفى في بغداد»، معتبراً أن «ما قاله ترامب بشأن عدم وجود خسائر هو كذب».
ولفت إلى أنه «كان يمكننا تنفيذ ضربات تؤدي إلى وقوع 500 قتيل في المرحلة الأولى»، وقال: «لو ردّت الولايات المتحدة على هجماتنا لأسقطنا من 4 إلى 5 آلاف قتيل في غضون 48 ساعة، في المرحلتين الثانية والثالثة».
وقال حاجي زادة إنه «لو ردت أميركا على الهجوم الصاروخي، فلن نكون مسؤولين أمام الحفاظ على حياة الجنود الأميركيين في المنطقة»، وأضاف: «هناك الكثير من الأهداف المهمة في إيران وأميركا عاجزة عن استهدافها».
وشدّد قائد القوات الجوية الإيرانية على أن «إيران أنهت معادلة الرعب الأميركية في المنطقة، وعلى ترامب فتح قاعدة عين الأسد أمام الصحافيين».
وتابع: «على دول الخليج والأردن وأفغانستان أن تُخرج القوات الأميركية من أراضيها، وننصح الأميركيين بالخروج من المنطقة طوعاً»، وأضاف: «نقول للدول العربية والخليجية إن أميركا لن تتدخّل لأجلكم».
ولفت إلى أن «الأميركيين كانوا على أهبة الاستعداد منذ أيام، وكانت هناك 12 طائرة أميركية تراقب الهجوم، وظننا أنها ستنفذ عمليات ضدنا»، مشدداً على أن «الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة وأميركا لم تتمكن من إطلاق رصاصة واحدة تجاه إيران».
وفي أول رد رسمي من إيران على طلب ترامب بـ»التعاون»، قال مجيد تخت روانجي، سفير طهران لدى الأمم المتحدة، إن بلاده تعتقد بأن «ما وصف بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعاون لا يمكن تصديقها في ظل فرض واشنطن عقوبات على طهران».
وأضاف روانجي في تصريحات صحافية، أن واشنطن «بدأت سلسلة جديدة من التصعيد والعداء تجاه إيران بقتل قاسم سليماني».
وأعلن دونالد ترامب الرئيس الأميركي، أول أمس الأربعاء، أن «واشنطن ستفرض مزيداً من العقوبات على طهران، رداً على استهداف صاروخي إيراني لقواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق».
وأحجم ترامب في كلمة ألقاها، أول أمس، في البيت الأبيض عن توجيه أي تهديد مباشر بعمل عسكري ضد إيران.
وحثّ القوى العالمية ومنها روسيا والصين والدول الحليفة لأميركا (المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا)على التخلي عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والعمل على اتفاق جديد. وتابع: «علينا جميعاً العمل سوياً نحو إبرام اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمناً وأكثر سلماً».
وأضاف دونالد ترامب: «تدمير داعش الذي هو عدو طبيعي لإيران يصبّ في مصلحتها، ويجب أن نعمل سوياً على هذا الأمر وغيرها من الأمور المشتركة».
فيما أعلنت نانسي بيلوسي رئیسة مجلس النواب في الولايات المتحدة الأميركية أن على «الإدارة الأميركية خفض التصعيد مع إيران».
وأضافت بيلوسي فی كلماتها فی الكونغرس الأميركي أن «حماية الأميركيين هي مسؤوليتنا في الكونغرس وما جرى تصعيد من قبل الإدارة الأميركية لا نقبله».
وقالت إن «إدارة ترمب نفذت ضربة عسكرية في العراق دون استشارتنا وقد عرضت الأميركيين للخطر». وأضافت: «ما زلنا نبحث عن إجابات حول عملية اغتيال سليماني»، معبرة عن «عدم اعتقادها بأن إدارة ترامب جعلت البلاد أكثر أمناً باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس بحرس الثورة الإسلامية».
وشدّدت بيلوسي على «ضرورة وضع قيود على التدابير التي يتخذها ترامب»، موضحة أن «الإدارة الحالية لم تحافظ على سلامة الأميركيين ولهذا هناك مشروع قانون من أجل ضمان تجنّب وقوع الحرب».
حزب العمال التونسي
يصف عملية الاغتيال
بـ»العملية الإرهابيّة»
دان حزب العمال التونسي في بيان الاغتيال الأميركي لقائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني ونائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ومرافقيهما واعتبره «إرهاب دولة».
ولفت حزب العمـــال إلى أن عملية الاغتيال هي «إمعان في ســـياسة العربدة الأميركية التي تحتل العراق وجزءاً من الأراضي السورية»، مضيفاً أن «أميركا تعتمد قواعدها العسكرية في بلدان خليجية عدة منطلقاً للاعتداء على شعوب المنطقة».
كما عبّر عن وقوفه إلى جانب الشعب العراقي وقواه الوطنية المنتفضة، مطالباً بـ»خروج القوات الأميركية»، داعياً لـ»سحب كل القواعد العسكرية الأجنبية من بلدان المنطقة وعلى رأسها القواعد الأميركية».
كذلك، دعا الشعوب وقواها الوطنية إلى «مضاعفة النضال من أجل التصدي لأشكال التدخل الأجنبي كافة».كما دان الحزب تحويل ليبيا الشقيقة في هذا الظرف المتوتر إلى مسرح لحرب إقليمية من أجل ثرواتها النفطية، وتواطؤ الأنظمة العربية في الخليج والشرق الأوسط التي حوّلت أراضيها منصات للقواعد.