صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
الكشف عن أدقّ تفاصيل علاقة «الجيش السوري الحرّ» بـ«إسرائيل»
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية في تقرير مطوّل عن مفاجأة من العيار الثقيل، حول تعاون بين عناصر «الجيش السوري الحرّ» الذي يقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بـ«إسرائيل»، موضحة أن تقارير مراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان في الأشهر الـ18 الأخيرة، تؤكد وجود تعاون بين «إسرائيل» وتنظيمات المعارضة السورية على نظاق واسع.
وقالت «هاآرتس» إن التقارير التابعة للأمم المتحدة، التي قُدّمت للاطلاع عليها إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتظهر في موقع الإنترنت للأمم المتحدة، تفاصيل عن اللقاءات التي تجري على الحدود بين ضباط الجيش «الإسرائيلي» وجنوده ومسلحين من المعارضة السورية.
وأشارت «هاآرتس» إلى أن قوات الأمم المتحدة المراقبة في هضبة الجولان، أقيمت عام 1974 كجزء من اتفاقيات فصل القوات بين «إسرائيل» وسورية، و حدد الاتفاق منطقة عازلة على طول عدة كيلومترات في الجانب السوري لخط وقف إطلاق النار، الذي انتشر فيه جنود الأمم المتحدة ويُمنع على السوريين وضع قوات عسكرية فيه، وحتى 2013، مرّ ما يقارب 1000 مراقب ذهاباً وإياباً بين الجيش «الإسرائيلي» والجيش السوري على طول «الخط البنفسجي» في الجولان وراقبوا تطبيق اتفاقية فصل القوات.
وأضافت الصحيفة العبرية أن التصعيد في الحرب السورية غيّر نمط نشاط المراقبين في السنتين الماضيتين، موضحة أن المعارك في منطقة هضبة الجولان السورية، التي تسيطر عليها تنظيمات المعارضة السورية بما فيها التنظيمات المؤيدة لـ«القاعدة»، مثل «جبهة النصرة» كادت أن تشل قدرات قوات المراقبة على العمل.
ولفتت «هاآرتس» إلى أن التعاون بين الجيش «الإسرائيلي» والمعارضين السوريين المسلحين لا يشمل فقط نقل الجرحى من جانب إلى آخر، موضحة أنه وفي التقرير الذي صدر في 10 حزيران الماضي، ذكر مراقبو الأمم المتحدة أنهم لاحظوا أن جنود الجيش «الإسرائيلي» يسلمون المعارضة السورية صندوقين غامضين. ولاحظوا أيضاً جنديين «إسرائيليين» في الجانب الشرقي من الجدار الحدودي يفتحان البوابة ويسمحان لرجلين آخرين بالمرور من الجانب السوري إلى «الإسرائيلي»، وأنه على العكس من باقي التقارير السابقة، لم يذكر أن هذين الرجلين جريحان، ولم يتضح لماذا اجتازا إلى الجانب «الإسرائيلي».
وقال تقرير الأمم المتحدة الأخير إن هذا الحدث الأخير مثير للاهتمام على ضوء ما يجري في الجانب السوري من الحدود. إذ أوضح مراقبو الأمم المتحدة أنه على بعد 300 متر من نقطة المراقبة 80، أقيم معسكر خيام وتعيش فيه 70 عائلة من اللاجئين السوريين، وفي أيلول الماضي أرسل الجيش النظامي السوري رسالة شكوى إلى ضابط «الأندوف» أعلمه فيها أن المخيم قاعدة لإرهابيين مسلحين، يقطعون الحدود إلى الجانب «الإسرائيلي»، لا بل هدّد الجيش النظامي السوري أنه في حال لم يخلِ مراقبو الأمم المتحدة هذا المخيّم، فسيرى فيه الجيش السوري هدفاً مشروعاً.
نتنياهو هاجم سورية ليغطّي على فشله في غزّة
قال نواب في «الكنيست الإسرائيلي» من الوسط واليسار، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بمهاجمة أهداف في سورية، الأحد، لتعزيز مكانته السياسية، عشية الانتخابات المبكرة وفي ظلّ استطلاعات الرأي التي تؤكد تراجع شعبيته بشكل كبير.
وقال عضو «الكنيست» عوفر شيلح، النائب عن حزب «ييش عتيد»، والذي انسحب من الحكومة مؤخراً، إن نتنياهو يحاول تحسين مكانته السياسية بأيّ ثمن، ويحاول التأثير في جدول الأولويات عشية الانتخابات.
ونقلت «الإذاعة العامة» العبرية عن شيلح، العضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ«الكنيست»، قوله: «يحاول نتنياهو تعويض ما فقده من مصداقية خلال الحرب على غزة، لقد كان يقدم نفسه على أنه السيد أمن، لكن الحرب على غزة دللت على أن هذ التوصيف أكبر منه بكثير».
واتهم وزير الحرب الأسبق عمير بيرتس، والنائب حالياً عن حزب «هتنوعا» بزعامة تسيفي ليفني، اتهم نتنياهو أنه يوظف أمن «إسرائيل» لاعتبارات سياسية شخصية، محذراً من خطوات أخرى قد يقدم عليها ويمكن أن تعمل على تدهور الأوضاع الأمنية في «إسرائيل».
ونقلت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» صباح أمس عن بيريتس قوله إنه يتوجب عقد جلسة عاجلة للجنة الخارجية والأمن للتحقيق في دوافع نتنياهو من وراء الهجوم.
لكن معلقين عسكريين كباراً دحضوا مزاعم نواب الوسط واليسار، مؤكدين أن قرار نتنياهو مهاجمة سورية جاء بناءً على توصية من قيادة الجيش وشعبة الاستخبارات العسكرية.
وقال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن هناك ما يدلّل على أن الإيرانيين يحاولون نقل سلاح «كاسر للتوازن» لحزب الله في لبنان، الأمر الذي يمثل «خطاً أحمر» بالنسبة إلى «إسرائيل» لا يمكن السماح بتجاوزه.
حجز أموال الضرائب الفلسطينية سيؤدّي إلى انهيار السلطة
حذّر مستشار الأمن القومي «الإسرائيلي» يوسي كوهين من الإقدام على حجز أموال الضرائب الفلسطينية قائلاً: «إن خطوة كهذه ستؤدّي إلى انهيار السلطة الفلسطينية».
وأضاف كوهن خلال اشتراكه في جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة لـ«الكنيست» الأحد أن «إسرائيل» لن تقدم على حجز هذه الأموال لمصلحة ديون شركة الكهرباء القطرية «الإسرائيلية» خوفاً من انهيار السلطة.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين أن الجلسة عقدت بطلب من عضو «الكنيست» عن حزب «البيت اليهودي» آرية ستروك والتي توجهت في هذا الصدد إلى رئيس «الكنيست» يولي أدلشتاين قبل أسبوع بطلب إجراء جلسة في خصوص أموال الضرائب الفلسطينية ووقف تحويل الملايين التي تمنحها السلطة كرواتب للأسرى.
وعقّب كوهين على أقوال ستروك قائلاً: «إن أفكاراً كهذه تُدرس سابقاً عبر الأجهزة الأمنية، وجُرّب هذا الأمر خلال الحرب الأخيرة على القطاع ولفترة محدودة وذلك بسبب الخشية من انهيار السلطة الفلسطينية، وأنّ سيناريو كهذا يقلق إسرائيل ويجب أخذه في الحسبان». كما قال.
وحذّر من أنه في اللحظة التي توقف فيها «إسرائيل» تحويل أموال الضرائب، سينهار النظام الصحي والتعليمي كما ستنهار شبكة الصرف الصحي وتطفو المجاري على السطح وعندئذ يبدأ المجتمع الدولي بالصراخ.