الامين عصام رباح شـريح (عُرف حزبياً باسم هاني شقير)… سيرة ذاتية موجزة
إعداد: لبيب ناصيف
عرفتْ بلدة ترشيحا حضوراً حزبياً جيداً كنت تحدثتُ عنه ضمن النبذة المعممة عن الامين صالح سوداح(1)، كما اشار الى هذا الحضور الكاتب الصديق محمود شريح في كتابه بعنوان «خليل حاوي وانطون سعاده» وضمن حديثه عن كيف تعرّف على الحزب السوري القومي الاجتماعي متحدثاً عن عائلة قبلاوي من «ترشيحا» المقيمة في مخيم «برج البراجنة» ومنها الرفيق الشهيد راغب قبلاوي.
وعرف الحزب في اوائل سبعينات القرن الماضي، احد الرفقاء النازحين من بلدة «ترشيحا» الذي كان تولى المسؤوليات الحزبية ونشط جيداً في المجالات الاذاعية – الثقافية، الاعلامية، من ضمنها المحاضرات التي كان القاها في المخيم القومي الاجتماعي في اعالي جبل «صنين» عام 1970، وصدرت لاحقاً في كتاب حمل اسم «الحزب ثورة متصاعدة، المخيم»، هو الامين عصام شريح الذي عُرف كثيراً في صحافة الحزب باسم هاني شقير.
في كلمته هذه يقدم الامين شريح «سيرة ذاتية موجزة»، ننشرها كما وردتنا، آملين من كل من يملك المعلومات المفيدة عن السيرة و او عن الحضور القومي الاجتماعي في بلدة «ترشيحا»، ان يكتب إلينا.
ل. ن.
* * *
« الدراسة الابتدائية في مدرسة ترشيحا، وبعد احتلال اليهود لبلدتنا وأربع وخمسين قرية أخرى في منطقة الجليل بشمال فلسطين بسبب تخاذل (جيش الانقاذ) وهروبه من ساحة المعركة في أواخر عام (1948)، وبعد هجوم الصهاينة واستخدامهم الطائرات في قصف القرى، اضطررنا إلى مغادرة وطننا إلى لبنان، فقد مشينا مع آلاف من المقتلعين من وطنهم حتى وصلنا إلى بلدة فسوطة، ومع وصول أنباء عن سقوط ترشيحا وغيرها في أيدي الصهاينة عام 1948، تابعنا السير باتجاه لبنان مشيا على الأقدام واستغرق ذلك الليل بكامله حتى وصلنا إلى بلدة رميش اللبنانية الحدودية، وكانت مناحة لأهل بلدتنا لا أنساها، ثم سمعنا إطلاق نار في بلدة مارون الراس فتابعنا المسير راجلين حتى وصلنا إلى مدينة صور، ومنها وضعنا (الصليب الأحمر) في قطار تفوح منه رائحة المواشي، وبعد رحلة ليلية أنزلونا في مدينة حماة في سوريا، وبقينا مكدسين في الجامع الكبير إلى أن تم نقلنا بعد أيام إلى مخيم وعشنا في خيمة بضعة أيام قبل أن ننتقل مع عائلة أخرى إلى غرفة واحدة استأجرناها سويا وفصلنا بين العائلتين ببطانية معلّقة على حبل، ومع مضي شهرين تقريبا انتقلنا إلى غرفة منفصلة، ثم مع تحسّن الأوضاع حيث بدأ أخوتي العمل في المدينة، انتقلنا إلى شقة متواضعة.. وبالنسبة لي فقد درست لمدة شهر عام 1949 في إحدى المدارس الثانوية في حماة، ثم فزت بمنحة من الدولة السورية كطالب داخلي في مدينة النبك(2) التي درست فيها لمدة سنتين وحصلت على شهادة «البريفيه – الإعدادية»، (وفيها انتميت إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي بتأثير من الأستاذ مظهر شوقي(3) (من بلدة عرنه في ريف دمشق) ثم بتأثير الأستاذ عدنان زيبق من دمشق، ثم درست على نفسي الشهادة الثانوية «البكالوريا السورية» وفزت بها عام 1952، وبذلك عملت مدرّسا (معلّما) في مدارس قضاء السلمية لمدة أربع سنوات، ثم لمدة سنتين في مدارس قضاء مصياف، وبعد اغتيال العقيد في الجيش السوري عدنان المالكي – وبسبب اتهام الحزب القومي بتدبير عملية الاغتيال، شنّت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد المسؤولين والأعضاء في الحزب، وكنت أحد المعتقلين، حيث سُجنت في سجن «القلعة» في دمشق، ثم نُـقلت إلى سجن «المزة» الرهيب وأعادوني ثانية بعد التحقيق معي، إلى سجن «القلعة»، وبعد ثلاثة أشهر ومحاكمة عسكرية، تمّ الإفراج عني لعدم ثبوت أي تهمة. وكان أخواي فهمي ومحمد قد غادرا سوريا إلى لبنان، وما لبثا أن أرسلا شخصا لمساعدتي في الانتقال إلى بيروت، وهكذا كان. وفي بيروت ساعدني عمي مصطفى شريح في العمل مدرّساً في مدارس الأونروا في لبنان، وكان أن عُـيّنت مديرا للمدرسة الابتدائية في مخيم نهر البارد عام 1957، ثم نشبت الحرب الأهلية عام 1958، وبعد معاناة شديدة والزج بي مع من وجدهم الجيش اللبناني في الشوارع العامة، في سجن مدينة حلبا عاصمة محافظة عكار، خرجتُ بعد قضاء ليلة واحدة بمساعدة رفقائي، ثم عدتُ إلى مدينة طرابلس ومنها إلى بيروت، ثم استأنفتُ العمل في مدارس الاونروا في بيروت لمدة اثني عشر عاماً، وفي هذه الفترة أتيحت لي فرصة متابعة الدراسة الجامعية، فحصلت على شهادة (ليسانس في العلوم السياسية عام1962 ) ثم حصلت على شهادة (ليسانس في التاريخ 1966 ) من الجامعة اللبنانية، ثم حصلت على شهادة (دبلوم في التربية) من جامعة بيروت العربية 1968، وعام 1970 تزوجت من سلمى الشامي (تلميذتي) وقد درستْ الأدب الإنجليزي في الجامعة اللبنانية، وفي قطر عملت مع شقيقي محمد في شركة «التأمين الأميركية على الحياة» ثم عملتْ في «سيتي بنك»، ثم في «البنك التجاري» لمدة 25 عاماً وكانت رئيسة شؤون الشركة وسكرتيرة مجلس الإدارة في البنك حتى تقاعدها في أواخر عام 2011.
رزقنا ثلاثة أولاد هم: نضال، وسام ومروان (يعيشون حاليا في سان فرانسيسكو). وكنت قد غادرت لبنان بسبب الحرب الأهلية إلى قبرص ومنها إلى قطر عام 1976، حيث عملت محرر أخبار في إذاعة قطر حتى منتصف عام 2014 .
أما بالنسبة للحزب قبل مغادرتي لبنان، فقد كنتُ ناشطا مع المنشق جورج عبد المسيح وعملت معه عن قرب وكنت ناموس المجلس الاستشاري الذي أنشأه كبديل للمجلس الأعلى، ثم تخليت عنه، وعدت إلى الحزب في فترة رئاسة الامين اسد الاشقر، وكنت ناشطا جداً وعملتُ مع الرئيس يوسف الأشقر عميداً (ناموس مجلس العمد) ثم نلت رتبة الأمانة، وكنت كاتبا ومحررا في جريدة “البناء» أكتب بأسماء مستعارة مثل هاني شقير وأبو نضال و وسام الشامي وغيرهم.. لكن بعد خروجي من لبنان ركّزت جهودي على عملي فقط وكتبتُ في صحف محليّة عن القضية الفلسطينية خاصة في صحيفة «الراية» القطرية ومجلة «الدوحة» التي كان يرأس تحريرها الكاتب المصري المعروف رجاء النقاش.
* * *
هامش:
أسرتنا: الوالد رباح علي شريح: شاعر وخطيب باللغة العربية
الوالدة: فهيمة فهد شريح
الأولاد: فهمي ـ نظمي ـ محمد ـ خولة ـ عصام ـ منيرة ـ دعد
فهمي(4): مهندس زراعي خريج مدرسة خضوري «طول كرم» بالضفة الغربية. عمل رئيساً لمركز البريد في ترشيحا، وفي الشتات أسس مدرسة ثانوية خاصة في بلدة تل الذرة – سلمية – حماه – سوريا، انتمى إلى الحزب القومي خلال هذه الفترة مطلع 1950 ـ طلب منه المسؤولون عن مدرسة تل الذرة أن يصحبهم إلي دمشق حيث تولى الترجمة من الإنجليزية إلى العربية عندما حضر الآغا خان إلى دمشق للإجتماع مع وجهاء الطائفة الإسماعيلية الذين سافروا من سلمية إلى العاصمة السورية لهذه الغاية، ومن المضحك أن أبناء هذه الطائفة أخذوا يمسحون بأيديهم ثياب فهمي بدعوى التبرّك لأنه خاطب (الرب علي خان) ثم انتقل فهمي إلى بلدة مشتى الحلو في منطقة حزّور حيث طلب منه الحزب أن يتولى إدارة المدرسة الثانوية التي يملكها الحزب هناك، ونظرا لاكتسابه شعبية كبيرة بين القوميين والأهالي في هذه المنطقة فكّرت قيادة الحزب بترشيحه نائبا عن المنطقة في انتخابات عام 1952 إذا أمكن استخراج هوية سورية له ولمّا لم يتحقق ذلك صرف الحزب النظر عن هذه الفكرة، وعندما اغتيل عدنان المالكي كان فهمي مطارداً ومطلوباً اعتقاله باعتباره منفّذ منفّذية حزّور فتوارى عن الأنظار ثم غادر سوريا إلى لبنان حيث عمل محرراً ومترجم أخبار في وكالة أسوشييتد برس الأميركية في بيروت ثم انتقل إلى وكالة رويترز، وفي مطلع الستينات طلبت منه رويترز أن يُشرف ويرأس أول مكتب لها في الكويت، وبقي هناك حتى وفاته بنوبة قلبية في عام1972 . وكان متزوجا من فاطمة الشناتي ورزق منها بسميرة ـ سمير ـ نزار ـ سعدـ زيكار ـ ومنقذ٠
نظمي: عمل صيدلانيا في الأونروا مع أنه لم يدرس الصيدلة أصلا لكنه استوعب معطيات عمله بسرعة في مدينة حماه وأخذ يمارس الطب بين أقربائه وأصدقائه واشتهر بعد ذلك حتى أن كثيرين من المرضى كانوا يقصدونه للعلاج فيصف لهم الأدوية المناسبة. وتزوّج في حماه من صبحية البغّاج (وهي سورية) ورزق منها بنجوى ـ رباح (طبيب) ـ علي ـ خالد ـ دنيا ـ سمر ـ فداء ـ وهزار. وانتقل في أواخر الخمسينات إلى مدينة حلب وتوفّي فيها في عام 2006. وكان عضوا في الحزب.
محمّد: عمل مدرّسا خاصّاً باللغة الإنجليزية لبعض الطلاب في حماه الذين كانوا يقصدونه لهذه الغاية، ثم انتقل إلى حلب وعمل مدرّسا رسميّاً في مدارس هذه المحافظة، ثم لحق بشقيقنا فهمي إلى لبنان في أواخر الخمسينات حيث عمل موظفا في شركة التأمين الأميركية على الحياة ALICO ثم انتدبته الشركة للذهاب إلى قطر وافتتاح أول فرع لها هناك وبقي مديرا لهذا الفرع حتى إحالته على التقاعد، ثم التحق بأولاده مع زوجته ناديا المير (من مدينة مصياف) في بورتلاند عاصمة ولاية أوريغون الأميركية وتوفي ودفن فيها. أولاده: غسان. رامي. طارق ـ ونهى ويحملون الجنسية الأميركية. وكان عضوا في الحزب وناظرا للمالية في منفّذية برج حمّود ـ بيروت.
خولة: تزوجت في ترشيحا من رشيد أبو حسّان، لكنها لم تُرزق بأولاد وانتقل رشيد معنا إلى حماه وعمل مدرّساً مع فهمي في مدرسة تل الذرة الثانوية، ثم انتقل إلى حلب حيث كان أهله في مخيّم النيرب. وقبل ذلك كان لوالدي صديق هو (زيد مرزا) المسؤول عن دائرة الأمن العام في حماه، وتعرّف علينا حيث كان جارنا، وذات يوم زاره زوج شقيقته وكان قادما من السعودية حيث كان يعمل ضابطا في قوّاتها الأمنية، وطلب منه والدي أن يساعدنا في إيجاد وظيفه في السعودية لرشيد أبو حسّان، وقد لبّى هذا الأمر فيما بعد فسافر رشيد مع خولة إلى الرياض وعمل ضابطا في سلك الأمن، لكنّه ما لبث أن بعث بكتاب طلاق لخولة عندما سافرت لزيارتنا في سوريا بسبب عدم الإنجاب.
منيرة: تزوجت من أحمد رشيد قاسم من بلدة الكابري ورزقت منه بأربعة أولاد هم: هشام وهاني (في سان فرانسيسكو حاليا) ومنى متزوجة من الدكتور علي شريح ويعيشان في الرياض، وهدى تعمل في الأونروا في لبنان.
دعد: تزوجت من فؤاد فرحات (لبناني من عنقون بجنوب لبنان) وكان مدرّسا في المدارس الحكومية ثم استقال وسافر إلى أبو ظبي حيث عمل في سلك التدريس حتى وفاته باللوكيميا. لها منه خمس بنات وصبي واحد هو فادي فرحات. وما تزال في دبي.
هوامش:
1 – صالح سوداح: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
2 – النبك: عرفت مدينة “النبك” حضوراً حزبياً جيداً، سنأتي على ذكرها لاحقاً. من ابرز رفقائنا فيها الذين عرفتهم: الامناء رياض مالك، ملحم النفوري، هيام النفوري والرفيق الدكتور فيصل النفوري.
3 – مظهر شوقي: مراجعة الموقع المذكور آنفاً. 4 – فهمي شريح: تولى مسؤولية منفذ عام منفذية حزور (الكفرون – صافيتا)، وإدارة احدى مدارس الحزب فيها. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.