نشاطات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ58 وفعالياته تتواصل في يومه الحادي عشر
يستمرّ معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في تقديم نشاطاته وفعالياته لليوم الحادي عشر على التوالي، ولم تثنِ الأمطار المفاجئة أمس عشاق الكتاب والمدارس من زيارة المعرض، فاستمرّ تدفّقهم كالأيام السابقة، في مشهدٍ يبرهن أنّ بيروت ستبقى عاصمة أبدية للكتاب.
ومن أبرز النشاطات الصباحية الخاصة بالأطفال، ما تقوم به «دار أصالة» من خلال استضافة مؤلّفي قصص الأطفال، للتعرّف إليهم عن كثب من قبل طلاب المدارس. وأمس، كان طلاب مدرسة «الليسيه الفرنسية ـ نهر ابراهيم» على موعد مع الكاتبة والحكواتية السورية علا حسامو، التي روت لهما قصّتَيْ «ورقة بيضاء وعلبة ألوان» و«حين غرق جدّي».
ومن ضمن النشاطات، ورشة عمل لـ«مجموعة اقرأ» بالتعاون مع المؤلفة سمر محفوظ براج، بحضور مدرستَيْ «شكيب ارسلان الرسمية» و«النبي شيت ـ البقاع»، والورشة عبارة عن توعية ضد التحرّش بالأطفال، ورسم الطلاب أجسامهم ولونوها من دون استعمال اللون الأحمر.
ندوات
نظّمت «دار الفارابي» ندوة حول كتاب «مقامات نون النسوة» للأديبة لطيفة الحاج قديح شارك فيها الاعلامي أمين مصطفى، العلامة السيد محمد حسن الأمين وتغيبت الدكتورة أحلام بيضون بداعي السفر وألقت كلمتها الدكتورة فاطمة قدورة الشامي التي أدارت الندوة.
ونظّمت «دار الرمك» ندوة عنوانها «حول المثقف والمعرفة» شارك فيها الدكتور محمد آل زلفة، وإلهام الجعفر من السعودية والصحافي صبحي ياغي من لبنان وأدارتها الأكاديمية في الجامعة اللبنانية مريان خياط في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
كما نظّم النادي الثقافي العربي أمسية شعرية أحياها الشاعر شوقي بزيع وقدم لها الكاتب اسكندر حبش، بحضور حشد من المهتمين ومتذوقي الشعر.
وتحدّث حبش عن «محاولات فاشلة في تقديم صديق لا شفاء منه»، وجاء التقديم عبر عدد من المقاطع، حاول فيها حبش أن يجد في كل مرة طريقة مختلفة ليقدم بها أمسية بزيع، إلا أنه يجد أن كلامه لا يعجبه، فيعيد التقديم مرة أخرى في مقطع جديد، وهكذا دواليك إلى آخر الورقة التي قدمها ومما قاله كمحاولة أولى: «قلت لنفسي منذ أيام وأنا أفكر في ما سأكتبه في تقديم شوقي بزيع، قلت إن عليّ أن أختار كلماتي بعناية كي لا نبدو كسراب المثنى. وتوقفت طويلاً أتأمل الورقة البيضاء قبل أن أخط كلماتي هذه، إلا أن الأفكار لم تسعفني في أن أنطلق إلى أبعد. فلم أستطع إضافة أي كلمة إلا بعد أن قررت أن أتخلى عن هذه البداية، لأعلق بعدها في فكرة أخرى كنت أرغب في تضمينها عبارة شوقي، الليلة أنت المبتدأ وأنا الخبر. هل طرأ على بالي ذلك لأن المبتدأ والخبر اسمان مرفوعان يؤلفان جملة مفيدة؟ ولأن حكم المبتدأ، كما يفسر النحويون، أن يكون معرفة بينما يشترط في أحكام الخبر أن يطابق المبتدأ أصلاً؟ أعجبت بهذا التأويل. لكن: أيضاً وأيضاً وجدت أن هذه المساحة من الكلام لن تخرجني من الحصار».
ونظّمت «دار غوايات» ندوة حول كتاب «فرس الكتاب» للشاعر نعيم تلحوق شارك فيها الشاعر طارق ناصر الدين، الدكتور مها خير بك ناصر، الاعلامية ريما نجم بجاني، وأدار الندوة عماد خليل.
وضمن إطار الفعاليات المتنوعة في المعرض، نظّمت «الدار العربية للعلوم ناشرون» ندوة بعنوان «داعش، ماهيته، نشأته، إرهابه، أهدافه، استراتيجيته» للمؤلف الدكتور مازن شندب، شارك فيها الدكتور خالد الخالد، العميد إلياس فرحات وأدارها الدكتور كريم المنصوري.
وأشار المنصوري في مستهلّ الندوة إلى أن الكتاب موضوع الندوة كتاب شيّق تتأرجح فصوله بين دفتين، دفة منطق الانحراف ومنطق الاعتراف، موجزاً ما قام به المؤلف بثلاث نقاط هي: الجرأة، أي أن يقدم الباحث أيّ باحث على رصد ونقد الظواهر السياسية والاجتماعية، وهي ما زالت قيد التبلور والتفاعل والغليان، هي جرأة بحثية، أن يقدم الباحث شندب القادم من الضنية من شمال لبنان، القريب جغرافياً من الأعلام السود ومن إرهاب الجرود وهي جرأة شخصية.
وتطرّق ثانياً إلى التوقيت فاعتبر أن الباحث اختار التوقيت المناسب لإطلاق كتابه وكأنه يقرأ عقول الناس وأسئلتهم، هل «داعش» إرهاب عابر أم واقع حاضر؟ وصولاً إلى النقطة الثالثة التخصص بقضايا الإرهاب.
واعتبر العميد فرحات أنه هيمن على الكاتب مبدأ «داعش»: الصدمة والروع فكان «داعش» بالنسبة إليه ردّ فعل على فعل مثل ردود الفعل الغرائزية الإنسانية، لكن في الحقيقة، له جذور عميقة في التاريخ العربي الإسلامي تخلله محطات مشابهة في مسار تاريخي حافل، مشيراً إلى أنه اليوم يحاول البعض أن يستحضر من الماضي استثناءاته قواعده ومساره، فيغلب منطق «داعش» ويدمغ تاريخنا بحاضر «داعش» و«القاعدة».
واستطرد قائلاً: «إيديولوجيا داعش هي إيديولوجيا القاعدة التي ظهرت في أوائل القرن الماضي على يد جيش الإخوان في نجد وهم يسمون إخوان من أطاع الله. تحالفوا مع الملك عبد العزيز سلطان نجد في حينه وشاركوه في عملية توحيد جزيرة العرب، وبعدما سكتت المدافع وأغمدت السيوف وتحققت وحدة الجزيرة وقع الفراق مع عبد العزيز أو إبن سعود كما كان يسمى ويحلو له ذلك الإسم تشدد الإخوان».
وأشار إلى أنه لن يدخل في التفاصيل حول من استعمل «داعش» ومن يستعمله سوى من ولج الجغرافيا. لإنه تواجد وتحرك على الحدود التركية مع سورية والعراق، فهناك حتما تعاون تركي. بدأ «داعش» عملياته في المملكة العربية السعودية بعملية الأحساء الإرهابية والتي كشفت حقيقة مواقف السعودية من «داعش».
وختم بالقول: «يعتبر البعض خطأ أن داعش تنظيم سعوديّ أو إيرانيّ أو سوريّ أو أميركيّ كما توصل الدكتور مازن في كتابه بأنه صنيعة روسية، يكثر البعض الحديث عن إرتكابات داعش، فيها البعض الآخر للتعاطف معها، والحقيقة أنه يستهدف كلا من البعض والبعض الآخر أيضاً».
وأشار الدكتور الخالد بداية إلى أن الانفصال الجريء عن التنظيم الأمّ و«القاعدة»، والاسئلة المتوالدة عن جدّية خطوة البغدادي والانشاء بين مكة والموصل هذه الاسئلة تعتبر بمثابة الإشكالية أو ناتجة ومعبرة عن إشكالية الكتاب، متطرّقاً إلى بعض العناوين ففي الفصل الأول: «داعش بين قوسين»، وهي اختصار لتعبير جو سياسي وانتهى بإعلان الدولة لا الخلافة فهناك فرق بينهما لجهة الحدود. بين منطق الانحراف ومنطق الاعتراف وعدم التوافق على مصطلح الإرهاب. أما الفصل الثاني: بين الجيل الثوري الثالث والجيل الجهادي الثالث، التباس وخطأ أمام الجيل الجهادي الثاني. وصولاً إلى الفصل الثالث بين الجيل الإرهابي الوسطي والإرهابي المتوسطي، ليصل إلى خلاصة تشير إلى أن هذه العناوين قد اختيرت بذكاء ودهاء المؤلف موحدة الالتباس الفكري قد يقع فيه القارئ، أو يوقع به».
ووصف الكتاب في الختام بأنه من أوائل الكتب التي تناولت موضوع تنظيم «داعش» في العراق والشام، طارحاً السؤال: من يقف وراء «داعش»؟ هناك تحليل سياسي مرتبط لمواقف المتقاطعة للتنظيم مع الدول أو القوى في ما يعرف باللحظة الاستراتيجية وهذا مرتبط بالواقع الكياني والوجودي.
واعتبر المؤلف أنه مما لا شك فيه إن «داعش» قد ظهر في عمق مستجدات عربية، البعض أسماها ثورة وبعض ثان أسماها فوضى وبعض ثالث اعتبرها مؤامرة وبعض رابع اكتفى بالقراءة والمراقبة، مضيفاً: «بالنسبة إلّي لم تكن تعنيني التسمية، بقدر ما كانت تعنيني الوقائع حيث الدول العربية تذبح نفسها وبعضها تارة بأبنائها وتارة بجيوشها».
واستطرد «إذن من بين التسميات لحالات التقاتل العربي، ولد داعش ليطرح مشروعاً آخر، ألا وهو مشروع النظام العربي المهدد بالإزالة، ولا هو مشروع الثورة إن سلمنا جدلاً إنها ثورة. في زوبعة التقاتل العربي، كانت هناك متغيرات المقاومة لفكرة وممارسة السلفية الجهادية. فالمقاومة وسعت الدائرة، الهدف الأسمى، ففشلت بذلك في استمرارية الإقناع فوضعت نفسها كطرف. وتنظيم داعش أخذ السلفية الجهادية إلى مسرح آخر فحتى الذين أيدوا 11 أيلول، رفعوا أيديهم عند داعش، إن اعتبرنا إن داعش هو إسقاط للقاعدة».
وأشار إلى أن هذه المتغيرات أجبرتنا من منطلق الرسالة والمسؤولية أن نشرح ونشرح «داعش»، وأن نقوم بعملية ربط نزاع بين «داعش» وما يسمى بـ«التطرّف الشيعي»، وجدنا أن «داعش» يعبر عن تغيير جذري في قواعد اللعبة الدولية والإقليمية، فتشنا عن الظلم والطغيان والاستضعاف كظروف مقدسة، ثم فتشنا عن الأميركي والروسي، وختم بالقول: قدمنا كتاباً رافقنا فيه الحذر من الوقوع بأخطاء لأنه لحظة كتبنا عن «داعش»، لم تكن المدونات عنه قد ظهرت بعد، فكنا في المقدمة، لكن اليوم أضحت الكتب عن داعش والدولة الإسلامية تملأ المكتبات.
تواقيع
وفي ما يلي سلسلة من التواقيع شهدها اليوم الحادي عشر من المعرض: «منزل يأوي الوطواط»، «كلب جديد في المزرعة»، «الزرافة مصابة بالزكام»، «أنا وجدّي ومرض الخرف» للمؤلق أنطوان الشرتوني دار أصالة . «أحب أن» للمؤلفة عبير نصار دار البنان . «داعش: ماهيته، إرهابه، أهدافه، استراتيجيته» للمؤلف مازن شندب الدار العربية للعلوم ناشرون ، «ويستمر» للكاتبة نادين باخص دار النهضة العربية ، «مضى الربيع كله» للكاتب نزيه أبو عفش دار الآداب ، « ورد وماء» للكاتب أحمد شداد دار ومكتبة التراث الأدبي ، «كيف تحدّد هدفك» للكاتب محمد مدلل النادي الثقافي العربي ، «ذاكرة الرصيف» للكاتبة رؤى الصغير دار الساقي ، «لبنان التنمية آفاق وتحدّيات» للكاتب زياد علوش دار الفارابي ، «حول الفكر البشري» للكاتب أمين الساحلي الجامعة اللبنانية ، و«موقف لحظة… حتى نلتقي» للدكتور فوزي العوجي دار النهضة العربية .