بارودي: للإسراع في تثبيت حقوق لبنان النفطية
يستمرّ التأخير غير المبرّر في التوقيع على المراسيم النفطية من أجل بدء عملية استكتشاف واستخراج الغاز والنفط، إنْ في البحر أم في اليابسة. وفيما لم يطلق لبنان بعد صافرة البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة، صدر في الأيام الأخيرة كلام عن رئيس مجلس النواب نبيه بري مفاده أنّ «إسرائيل» تسرق الغاز اللبناني، الأمر الذي من المفترض أن يحض المسؤولين المعنيين على التعجيل في إتمام هذا الملف من جوانبه كافة، لأنّ الوقت ليس لمصلحة لبنان.
وفي هذا السياق، شدد الخبير الدولي في شؤون النفط رودي بارودي على وجوب تثبيت الحدود مع دول المنطقة كافة، لكنه لفت إلى أنّ «المشكلة تكمن في عدم توقيع ثلاث دول في المنطقة هي تركيا وسورية و«إسرائيل»، معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحر حتى اليوم، والتي تحدّد لكل دولة المنطقة الاقتصادية الخالصة، وما لدى لبنان اليوم هو تقريباً 20 ألف كلم مربع في البحر».
وأضاف في حديث لـ«المركزية»: «من أصل 854 كلم مربع من المنطقة المتنازع عليها مع «إسرائيل»، تمكن لبنان عبر الوسيط الأميركي، من تثبيت سيادته على ما يقارب 530 كلم مربع، لكن تم ذلك على وقع خلافات حول ترسيم مساحات أخرى بين لبنان و«إسرائيل»، ولبنان وسورية، وبين تركيا وقبرص».
وقال بارودي: «على الحكومة أولاً أخذ ما أعلنه الرئيس بري في اليومين الأخيرين على محمل الجدّ، وعدم التهاون في هذا الموضوع، وإجراء الاتصالات اللازمة للتثبت من المعلومات حول سرقة «إسرائيل» الغاز اللبناني، وبالتالي رفع شكوى إلى الأمم المتحدة في القضية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع «إسرائيل» من ذلك. وثانياً استكمال الإجراءات وإقرار القوانين اللازمة لا سيّما قانون الاستكشاف البري، والإسراع في تثبيت حقوق لبنان النفطية، خصوصاً أنّ لا مبرر للتأخير في البدء باستكشاف اليابسة ولا مشكلة في ذلك، علماً أنّه الأقل كلفة على الإطلاق مقارنة بالاستكشاف البحري».
وإذ حيا جهود الرئيس بري في هذا المجال، شاكراً متابعته الحثيثة لهذا الملف لتجنيب لبنان إضاعة هذه الفرصة الذهبية، دعا بارودي جميع السياسيين إلى الإفادة من فسحة الحوار والتلاقي التي دعا إليها بري مطلع العام المقبل لتذليل الخلافات السياسية، واغتنامها للتحاور والتوافق على إزالة العقبات الاقتصادية وحلحلة مسائل مهمة عالقة وأولها ملف التنقيب عن النفط والغاز، والاتفاق على البدء باستكشافهما براً وبحراً».