بكين تنتقد «الترويكا» الأوروبية وباريس تعتبرها حلاً دبلوماسياً روحاني: يؤكد حتمية خروج أميركا من المنطقة.. ظريف: نثق بالدبلوماسية
قالت الخارجية الصينية إن «تفعيل آلية فض النزاعات بشأن الاتفاق النووي مع إيران يعيق الحل».
وأسفت الخارجية لـ»قرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا تفعيل آلية فض النزاعات ضمن خطة العمل لبرنامج إيران النووي»، مشيرةً إلى أن «إيران اضطرت للتخلّي عن جزء من التزاماتها نظراً لانسحاب واشنطن من جانب واحد من الاتفاقية».
من جهته، ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، أن «الاتفاق النووي الإيراني في خطر بعد ما تردّد عن انتهاكات طهران له»، لكنه أضاف أن «آلية فض النزاع التي فعلتها بلاده وبريطانيا وألمانيا تستهدف حل المشكلات دبلوماسياً».
وقال لو دريان في جلسة برلمانية أمس، «إيران تفرغ الاتفاق من مضمونه على نحو مستمرّ. وهو في خطر ويتعيّن على إيران احترام التزاماتها مثلما نفعل نحن».
وعلى الصعيد الإيراني، قال الرئيس الايراني حسن روحاني إن بلاده «ستردّ على اغتيال الفريق قاسم سليماني بإخراج أميركا من المنطقة وستعمل على ذلك ولو طال الزمن»، مضيفاً أن «التوتر الأمني في المنطقة ليس في صالح العالم وليس في صالح أوروبا وليس في صالح آسيا».
ولفت روحاني في كلمة له إلى أن «البعض خارج إيران هم مَن أساء لإيران وزاد التوتر وهو مَن يضغط على الشعب الإيراني بالعقوبات»، مشدداً على أن «أميركا هي المسؤولة عن الجرائم المرتكبة بحق إيران في الحرب المفروضة وفي العقوبات».
كما دعا روحاني أوروبا من جديد إلى «الاتفاق النووي».
وفي السياق، أوضح الرئيس الإيراني أن «السعودية والكيان الصهيوني حرّضا أميركا للخروج من الاتفاق النووي والأخيرة خسرت».
وتابع قائلاً «أخطأتم في المنطقة وأخطأتم في العقوبات وأخطأتم في اغتيال الفريق سليماني، اليوم جنود أميركا في خطر وغداً جنود أوروبا».
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، إن «الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015 من أفضل الاتفاقات»، معلناً أن «طهران لن تعيد مناقشة الاتفاق النووي»، داعياً «الترويكا» الأوروبية، المتمثلة بألمانيا وبريطانيا وفرنسا لـ»تنفيذ التزاماتها ضمن الاتفاق».
وكتب ظريف على «تويتر»، أمس، «أبلغت مؤتمر (رايسينا 2020) بأن إيران تثق بالدبلوماسية، ولكن ليس بإعادة مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتفقنا عليه مع 6 حكومات والاتحاد الأوروبي».
وتابع ظريف: «لم نوقع (صفقة أوباما) لنعمل على (صفقة ترامب) الآن. وحتى لو كان الأمر كذلك، مَن سيقول إننا لن نحتاج إلى صفقة بايدن أو ساندرز أو وارين العام المقبل؟».
وأشار الوزير الإيراني إلى أن «رد فعل الترويكا الأوروبية على الهجوم الأميركي على الاتفاق النووي كان تقليص التجارة والاستثمار مع إيران، بالإضافة إلى فرض الحظر على نفطنا».
وأضاف: «أبلغت مؤتمر رايسينا 2020 بأنه من المحزن أن يسمح الاقتصاد الأكبر (أي الاتحاد الأوروبي) بابتزازه من أجل خرق التزاماته. ومستقبل الاتفاق النووي يتوقف على الترويكا الأوروبية وليس على إيران».
يذكر أن وزير الخارجية الإيراني يشارك في مؤتمر «رايسينا 2020» للحوار حول قضايا السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني في الهند.
أما مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي فقال إن «الخطوة الخامسة التي اتخذتها بلاده أخيراً بتقليص تعهداتها في الاتفاق النووي لا تعني انسحابها منه»، مشيراً إلى أن «طهران فعلَت الشيء نفسه الذي قامت به أطراف الاتفاق النووي حين حافظوا على الاتفاق من دون تنفيذ تعهداتهم». وأضاف أن «طهران حافظت على الاتفاق مع إيقاف تنفيذ التعهدات».
وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن «يبدل الاتفاق النووي باتفاقه الخاص لضمان ألا تحصل إيران على سلاح نووي».
وكتب ترامب على «تويتر» أنه «اتفق مع جونسون على أن اتفاق ترامب ينبغي أن يحل محل الاتفاق النووي مع إيران».
واشنطن تتوقّع استئناف العقوبات الأمميّة ضد طهران
أكد وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أن «واشنطن تتوقع استئناف العقوبات الأممية ضد إيران قريباً، في ظل تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق النووي».
وقال منوتشين، أمس، في حديث لقناة CNBC، إنّه ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أجريا «مشاورات مباشرة»مع نظرائهما في الدول الأوروبية الثلاث.
وتابع: «أعتقد أنكم رأيتم بيان الثلاثية الأوروبية بشأن تفعيل آلية فض النزاع، ونتطلع إلى العمل معاً على وجه السرعة ونتوقع أن تتم إعادة فرض العقوبات الأممية قريباً».