ثقافة وفنون

التميّز الثقافي وفلسفاته الجماليّة

} منال يوسف

أين هو، متى يكتمل قمره وتتشكّل قزحيّة أشكاله؟ متى نقطفُ بريق شهده،   وتتشكّل نحوياته وجماليّات تميز هذا الأدب أو ذاك، متى نكتبه من دون أي تملّل، ونضعه فوق روابي التميز الحقيقي، ونحسبه جرماً يحتاج إلى أفلاكٍ خاصة به، نحسبه شيئاً يجب أن يُصاغ بأفضل ما يمكن أن يُصاغ به. متى تكون لغة الجمال محبرة أقلامنا، ومُتكأ الأشرعة التي نبحر من خلال سُفنها؟ نبحر في عوالم الأدب وما أكثر الأمواج التي تتلاطم بنا ونتلاطم بها نسألُ إلى أي عصرٍ تنتمي هذه الموجة أو تلك؟

يشغلنا الاستغراب الوقتي ونحن نكتب ما نبتغي أن نضعه ونزيّن به هوامش الوقت الثقافي، نريد أن نضعه بين سطور التعجّب الجمالي وما أجملها من فلسفةٍ؟ نحاول أن ننسج أشرعتها على مهلٍ، ونُلقي بها بين فواصل الزمن الأدبي وأدبيات تنتمي إليه، ترحلُ إليه وتكتبُ سِفرٍ من الجمال، تكتبُ بلغة التميز وما أبهى المنطق الذي تتبع له، ما أبهى الشيء الحقيقي الذي يُسرمد وقتها ويجعلنا بالتالي نمتلك بعض الأدوات الخاصة بها!

وإذ كنّا ننشد التميز في كل ما نتحدث عنه وما نكتبه الآن، فالجدير بنا أن نؤسس ونرسم بعض لوحاته برصاصٍ لا تُمحى علائمه ، بالتالي لا تصفر أوراق فصوله، إنما تبقى دائمة العطاء، ذكرها والحديث عنها عزف متجدد النايات، متعدد الأطر التي تميزها وتجعلها لا تقبل صور النمطية بشيء،  وهذا ما يُفترض أن تكتبه جلّ أقلامنا، وتضعه بين فواصل الشيء الجمالي ولحنه الأبقى. يُفترض أن نستقرأ معايير التميز الذي نريد أن نكتبه، أو يكتبنا بصورة ديمومة امتلاك هذه الأدوات الفنيّة والبلاغيّة أو تلك. بالتالي نحاول أن نكتبه بأقلامٍ تغتسل تارةً بمحبرة الجمال ذو الذوق الأدبي الرفيع وتارةً أخرى التي تظهر وكأنها تجسّد تلك الخيوط التي تنسج عرش الوقت الإبداعي وتُضيف عليه، تضيف مسميّات تجعلنا نسألُ عن الجوهر، وإذ ما امتلكنا الجوهر الثقافي بالتحديد، عزفنا على نغم التميز.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى