خامنئي: مصير المنطقة يتوقّف على تحرّرها من الهيمنة الأميركيّة وتحرّر فلسطين.. ولا نثق بالدول الأوروبيّة
قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي أمس، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مصلّى طهران، إنه مرّ «أسبوعان استثنائيان بأحداث حلوة ومرّة على الشعب الإيراني»، معتبراً أن «اليوم الذي استُهدفت فيه صواريخ حرس الثورة القاعدة الأميركية هو أحد أيام الله».
وتساءل السيد خامنئي عن أن هذه «القوة» التي أتت بالجموع في التشييع الذي حصل للفريق الشهيد قاسم سليماني، بعد 41 عاماً من انتصار الثورة.
وأضاف أن الامبراطورية الصهيونية «أرادت أن يُتهم قائدنا بالإرهاب وبمواجهتها كانت إرادة الجموع الايرانية، في وقت كان الشهيد سليماني من أقوى القادة في مكافحة الإرهاب، فقاموا باغتيال هذا القائد الذي لا مثيل له ولم يواجهوه وجهاً لوجه».
وبالنسبة للرد الإيراني، قال إن «الصفعة التي وُجّهت لأميركا كانت بالضربة التي استهدفت هيبتها واستكبارها، وهي كانت الأكبر لأنها أراقت ماء وجهها».
ولفت السيد خامنئي إلى أن «الحاج قاسم سليماني والعزيز أبو مهدي المهندس نراهما كمدرسة ورؤية ومؤسسة إنسانية عظيمة. فمحاربو قواتنا المسلحة يدافعون عن المقدسات والشعوب المستضعفة ويقدّمون أرواحهم. هؤلاء المحاربون الذين كانوا تحت قيادة القائد سليماني ساعدوا غزة واليمن».
وشدّد على أن «الملايين الذين شاركوا في التشييع في كرمان وطهران وخوزستان وغيرها كانوا في خط الثورة ضد الظلم، في وقت أوضح أن الشعب يدافع عن خط الجهاد ويعشق روح المقاومة بعكس الصورة التي يحاول البعض نقلها»، مركّزاً على أن «صرخات الدعوات إلى الانتقام كانت الوقود للصواريخ التي دكت القواعد الأميركية».
وفي ما يتعلق بقضيّة الطائرة الأوكرانية، قال السيد خامنئي إن «قلوبنا تحترق على ضحايا الطائرة التي سقطت، وأريد من كل أعماق قلبي أن أكون شريكاً في ما جرى على قلوب عوائل ضحايا الطائرة، وأقدّم تعازيّ بالضحايا وتجب متابعة هذه الحادثة. لكن ما يريده العدو يجري على لسانه وهو فرح بالمزاعم بأن لديه وثائق تدين الحرس».
أما في ما خصّ الاتفاق النووي، فأوضح السيد خامنئي أنه وبعد خروج أميركا من الاتفاق دعا إلى «عدم الثقة بالدول الأوروبية الثلاث»، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، «فهذه الحكومات الحقيرة تحاول تركيع الشعب الإيراني، وأقول لهم أنتم أضعف من تركيعه»، مشيراً إلى أن «إيران ليست ضدّ المفاوضات ولكن ليس من موقع الضعف»، ومؤكداً أن «الشعب الإيراني يجب أن تكون همته نحو مزيد من القوة والاقتدار، وأن الطريق الوحيد أمامه هو أن يصبح أكثر قوة، وفي المستقبل المنظور لن يستطيع أعداء الشعب الإيراني حتى تهديده».
السيد خامنئي حثّ الشعب على «المشاركة في الانتخابات لدفع الأعداء إلى اليأس من المؤمرات»، وفق تعبيره.
وأكد السيد خامنئي أن «الحرس الإيراني دك بضربة أولية القاعدة الأميركية ويبقى الأساس هو خروج الأميركيين من المنطقة»، لافتاً إلى أن «الأميركيين لم يواجهوا سليماني بل هاجموه بنذالة من الجو في العراق».
ولفت إلى «وجود مساعٍ مغرضة لخلق خلافات بين الشعبين الإيراني والعراقي من خلال ضخ إعلامي شيطاني». وقال إن «القوى الغربيّة بالاعتماد على التقنية والسلاح والإعلام الكاذب استطاعت السيطرة على بلدان المنطقة، في وقت يتوقف مصير المنطقة على تحرّرها من الهيمنة الأميركية وتحرر فلسطين».
وشدّد على أن «شعوب المنطقة تستطيع أن تضع أساس الحضارة الجديدة من خلال التعاون والتلاحم والعلم، فأعداؤنا وأعداؤكم يريدون تحقيق تقدمهم على حساب تخلّفنا».
واعتبر أن «الامتحان العسير الذي مرت به سورية والفتن في لبنان والتخريب في العراق نموذج لسياسة العدو، وكنموذج لوقاحتهم يلوح الأميركيون بأنهم قدموا إلى العراق ولن يغادروه».
يُذكر أن خطبة الجمعة هي الـ11 منذ توليه موقع المرشد خليفة للإمام الخميني عام 1989، حيث توافدت حشود من الإيرانيين إلى مصلى طهران حيث مكان الخطبة.
وكانت الخطبة الأخيرة للمرشد عام 2012 رداً على الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي قال في حينها إن جميع الخيارات مطروحة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وردّ في ذلك السيد خامنئي أن التهديد بالحرب سيكون مكلفاً بنحو 10 أضعاف بالنسبة لأميركا.