دافوس 2020… الآمال المعقودة على إصلاح الرأسمالية
يُعدّ المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يُعقَد في كانون الثاني من كل عام في مدينة دافوس السويسرية، الملتقى الإبداعي الأكثر أهمية، حيث ينخرط كبار قادة العالم في أنشطة تعاونية بهدف تشكيل جداول أعمال عالمية وإقليمية وصناعية، تعمل على تحقيق الأفضل للبشرية. وعلى هذا الأساس يجتمع قادة العالم غداً في الحدث الذي يوصف بالأهم كل عام، لمناقشة الملفات الاقتصادية التي تشغل العالم، إلى جانب ملفات أخرى تؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين البشر.
وبينما لم يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فعاليات المنتدى في العام الماضي، بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، فإن كلماته عن التجارة اتسمت خلال خطابه في دافوس 2018، بالحدة، ما اعتبر مؤشرًا مبكرًا حول التوترات التي ستحلّ في وقت لاحق. علماً أنه بالنظر إلى نجاح واشنطن وبكين في توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع الصين الأسبوع الماضي، فمن المتوقع أن تكون لهجته أقل حدة هذا العام، ومع ذلك، فإن الأعين ستتجه صوب ترامب وتصريحاته.
ومن المقرّر أن يجتمع هذا العام نحو 3 آلاف مشارك من جميع أنحاء العالم، بهدف مناقشة قضايا حول إصلاح الرأسمالية، ومساعدة الحكومات والمؤسسات الدولية في مراقبة التقدم المحقق في أهداف اتفاق باريس للمناخ، وأهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحوار حول التكنولوجيا وإدارة التجارة. وقال البروفيسور ورجل الأعمال الألماني، كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى: «الناس ثائرون ضد النخبة الاقتصادية التي يعتقدون أنها خذلتهم، وضد جهودنا الرامية إلى إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري ضمن نطاق السيطرة»، بحسب الموقع الرسمي للمنتدى. فمع وجود العالم أمام مفترق طرق حاسم، يتعيّن علينا هذا العام تطوير بيان دافوس 2020، لإعادة تصور الغرض الذي يجب أن تتبناه الشركات والحكومات، هذا ما أسس المنتدى من أجله قبل 50 عامًا، وهذا ما نريد المساهمة فيه خلال الخمسين عامًا المقبلة».
وبينما جرت العادة، أن يناقش الحضور المسائل الاقتصادية الشائكة خلال جلسات المنتدى من المرجح أن تركز فعالياته على كيفية الاستجابة لقضية التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي، والتخلص من الديون طويلة الأجل وتجنّب حرب التكنولوجيا.
إلى جانب الساسة وخبراء الاقتصاد ورواد الأعمال، يشارك في دافوس 2020 الذي ينطلق ممثلو نحو ألف من أكبر الشركات في العالم، ومن المقرر أن يكون هناك 600 متحدث على الأقل، خلال فعالياته، بحسب وكالة «يورونيوز».
ويمكن أن يُستخدم المنتدى كمنصة من قبل قادة العالم للإدلاء ببيانات حول المبادرات المخططة في بلدانهم، ومن المقرّر هذا العام حضور الناشطة البيئية الشابة، جريتا ثونبرج، والتي ستدعو إلى وقف فوري للاستثمارات في الوقود الأحفوري، بحسب «يورو نيوز».
ووفقًا للموقع الرسمي للمنتدى، فهناك سبعة محاور رئيسية للنقاش هذا العام، من بينها كيفية إنقاذ الكوكب، المجتمع ومستقبل العمل، توظيف التكنولوجيا في خدمة الناس، جعل الأنشطة التجارية أفضل، ضمان مستقبل صحي أحسن، إلى جانب القضايا الجيوسياسية.
المنتدى الذي يستضيف هذه المرة نحو 119 مليارديرًا من أنحاء العالم، بثروة إجمالية تبلغ نحو نصف تريليون دولار، لم يغفل جدوله الحديث عن كيفية جعل الاقتصادات أكثر عدلًا والتطرّق للمشكلة الأكثر جدلًا بين الاقتصاديين وهي «عدم المساواة في الثروة»، حسبما أفادت وكالة «بلومبيرج».
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، أشارت شبكة «سي إن بي سي» إلى أن الإجراءات والتدابير الأمنية المطبقة خلال انعقاد المؤتمر، تقدر تكلفتها بنحو 9 ملايين فرنك سويسري (9.30 مليون دولار)، وهذا إذا كان مستوى التأمين طبيعيًا، لكنها تزداد بشكل كبير إذا ارتفع مستوى التهديد إلى 2 (مرتفع) أو 3 (استثنائي).