إكسير الموت
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية في مقال نشرته أمس إلى مسألة القساوة التي يتميز بها مسلّحو تنظيم «داعش» والمصدر الذي يستمدون منه مثل هذه القساوة.
وقالت الصحيفة: لقد فاقت قساوة مسلّحي تنظيم «داعش» فعلاً قساوة أنصار منظّمة «القاعدة» التي انفصل هؤلاء المسلحون عنها. ولكن لماذا هذه القساوة؟
يجيب على هذا السؤال المراسل الحربي الإيطالي جانو ميكاليسين، الذي كشف قبل أيام هذا السر. ويقول المراسل، إنّ مسلّحي «داعش» يتعاطون أقراص «كبتاغون»، وهو منشّط قويّ يمنح متناوله النشوة والشجاعة والقسوة، وفي الوقت نفسه، يكبح شعور الخوف والتعب.
أُنتج هذا المستحضر عام 1961 في ألمانيا، ولم يذكر أحد عن استخدامه في مجال معين، ولكن فجأة ظهر على السطح في بداية العقد الأول من القرن الحالي في أوروبا الشرقية إقليم كوسوفو ، ثمّ مع بداية «الربيع العربي» عندما أطاحت الجموع الهائجة بأنظمة الحكم القائمة التي لم يكن أحد يشك بقوّتها.
ويقول المراسل: لقد انتشر هذا المستحضر مع «الربيع العربي» كإكسير الثورة في تونس ومصر وليبيا وسورية. ويشير المراسل الايطالي إلى أنه في أول إيفاد له إلى أوكرانيا، لاحظ استخدام هذا المستحضر من قبل المعتصمين في ساحة الاستقلال «ميدان»، ويقول: حذّرني بعض الزملاء من تناول الشاي والمشروبات الأخرى التي توزّع على المعتصمين. لقد لاحظت خلال جولتي بين كافة الموجودين في الساحة والذين يقدمون إليها أنهم في حالة نشوة وهيجان في الوقت نفسه. وكانت قنوات التلفزة المحلية تنقل على الهواء مباشرة انضمام الطلاب والشباب إلى المعتصمين، لإقناع الشعب الأوكراني، بأن الثورة يصنعها الرومانسيون لا المسلحين المدفوعين من قبل جهات معينة، وتحت تأثير المخدرات والمنشطات.
ويبدو أن هذه الأقراص، أصبحت في الشرق الأوسط مثل الكابوس، فالأكراد يعلنون عن عثورهم على أقراص هذا المستحضر في جيوب المئات من مسلّحي «داعش» الذين قتلوا في مدينة عين العرب السورية.
ويقول الخبراء بعد مشاهدتهم فيديو ذبح المواطن الأميركي إنّ الجلاد كان يتحدّث وهو تحت تأثير المستحضر المنشط. ويختم المراسل الايطالي مقاله بالقول: لقد أصبح هذا المستحضر مادة تمنح المسلحين القسوة والوحشية والراديكالية. وتصنع هذه الأقراص في قطر ودبي وفي الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، وأصبحت بمثابة الوقود للحرب والارهاب. ويضيف: لقد ذكرت الامارات العربية وقطر، لأنهما أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.