جريصاتي مطلقاً حملة توعية حول الفرز: نحتاج إلى ثورة
أطلق وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال فادي جريصاتي حملة توعية على «فرز النفايات من المصدر»، بالتوازي مع حملة تنفيذية على الأرض بإدارة شركتي «رامكو» و«سيتي بلو» الموزّعتين بين كسروان والمتن ونصف بيروت وعاليه والشوف وبعبدا والضاحية الجنوبية، حيث وزعت الحاويات على الطرقات بالألوان التي أطلقتها وزارة البيئة وهي الأحمر والأخضر والرمادي. في حين أن فريق العمل في الوزارة على مدى أشهر الموضوع وهو حالياً في اطار خلية مع وزارة الداخلية ومجلس الإنماء والإعمار لأن هذا المشروع ليس مجرد قرار بل حملة ستستغرق وقتاً طويلاً.
وأكد جريصاتي في مؤتمر صحافي في مكتبه، بحضور ممثلين عن شركتي «رامكو» و«سيتي بلو» وفريق عمل وزارة البيئة أن «الفرز من المصدر صدر في المرسوم 5605 والعقود الموقعة مع شركتي «رامكو» و«سيتي بلو» المسؤولتين عن جمع النفايات في بيروت وجبل لبنان تمّت مع مجلس الانماء والاعمار وليس مع وزارة البيئة، وكلما أردنا التواصل مع الشركات نتواصل عبر مجلس الإنماء والإعمار، وهذا يؤخرنا في بعض المرات رغم التعاون الذي لاحظناه لدى الشركات».
واذ اشار الى ان الوزارة بدأت العمل على الفرز من المصدر منذ 10 تشرين الأول 2019 لفت الى ان الانتفاضة الشعبية والثورة التي حصلت أثرت على التنفيذ وألحقت أضراراً كبيرة بالحاويات التي وزعت في الفترة الاولى. واضطرت الشركات الى اعادة تركيب حاويات جديدة»؛ معتبراً «أننا في زمن الثورة ونحن بحاجة إلى ثورة على أنفسنا لتغيير عاداتنا في التعامل مع موضوع النفايات».
وتابع: «السؤال المطروح هل إذا فرزنا النفايات في البيوت ستعود لتخلط بعدها ويضيع الجهد بلا أي نتيجة؟ لا على العكس. وكل مواطن لديه مشكلة، بإمكانه التواصل مع وزارة البيئة أو مع الشركات أو مع بلديته، والبعض يقول ليس لدينا حاويات، وهذا صحيح فهي وزعت ثم أحرقت لسوء الحظ خلال الأحداث الأخيرة لكنها قيد الاستبدال، وآمل أن نكون اجتزنا هذه المرحلة وتكون المرة الأخيرة التي توضع فيها الحاويات. وهناك قرى لم يتمّ بعد الوصول إليها وسيبدأ التنفيذ رغم كل الظروف الصعبة. ربما أن هناك من يعتبر أن هذا الموضوع ليس أولوية الآن، أنا أتفهمهم ولا تعليق لديّ، إنما هذه واجباتنا وعلينا القيام بها».
ولفت الى أن «خلط النفايات ممنوع، وبقدر ما نخفف من الخلط كلما حسنا نوعية الكومبوست ليستفيد منه المزارعون. وكل ما نفرزه من بلاستيك وورق ولا يذهب الى الطمر هو ربح للبيئة ولجيوبنا لأنه بقدر ما نفرز، بقدر ما نشجع الناس على الاستثمار في معامل التدوير الموجودة على الاراضي اللبنانية. وهذا يخلق فرص عمل لشبابنا نحن بأمس الحاجة اليها، فصناعة النفايات والاستثمار فيها تفيد ليس فقط تجارياً بل تخدم بيئتنا».
وعن تأمين الحاويات، قال «الشركات مسؤولة عن تأمين هذه الحاويات في البلديات المنضمة الى مشروع «رامكو» و«سيتي بلو»، اما البلديات التي لم تنضم بحسب القانون الذي يجيز لها عدم الانضمام ستكون هي المسؤولة عن تأمينها، وقد تحملت وزارة الداخلية مسؤولياتها وصدر تعميم في 25 أيلول الماضي بناء على قرار مجلس الوزراء من الوزيرة ريا الحسن ثم صدر كتاب تذكيري من قبلنا في 8 /1/ 2020 لكل البلديات. أما تلك التي هي خارج جبل لبنان فهناك العديد منها بدأ الفرز وأعطي مثالاً عن صيدا وطرابلس وعشرات القرى التي بدأت بمبادرات فردية أو بمساعدة من منظمات دولية. أما وزارة البيئة فليس لديها في موازنتها أي دولار لتوزيع حاويات للبلديات، ولكن آمل في الحكومة الجديدة أن يتمّ دعم البلديات إما عبر وزارة الداخلية وإما عبر مجلس الإنماء والإعمار أو وزارة البيئة في حال رغبت في تقوية قدرات وزارة البيئة بموازنة تفوق 6 ملايين دولار الحالية لمساعدة البلديات الصغيرة، علماً أنني أعتقد أن كل البلديات قادرة».
وتطرق وزير البيئة الى حملة أكياس النايلون التي بدأت في 15 تشرين الأول 2019، فرأى أن «التنفيذ بات متفاوتاً بين السوبرماركات نظراً للأزمة التي نمر بها. وما نقوم به جيد لبلدنا وكل من يتعاون نشكره من كل قلبنا، إنما الأمر لم يتوقف هنا لأن قرار وزارة البيئة لا يكفي، بل أضفناه الى موازنة 2020 وإذا صدرت الموازنة في أقرب وقت سيصبح رسم الـ 100 ليرة على الأكياس موجوداً في القانون وإلزامياً على الناس».
واضاف نحن قدمنا خطة خمسية الى مجلس الوزراء حول التوعية، ولمن تكلم عن موضوع المليون دولار بقي منها في الموازنة للإعلانات 500 مليون ليرة و250 مليوناً للتدريب، فيما التدريب حتى اليوم مجاني وكذلك الإعلانات كلها، وفي حال الصرف من الـ500 مليون ليرة، سيتم ذلك حسب الأصول بموجب استدراج عروض. وأنا على ثقة أن أي وزير بيئة سيعطي أهمية كبيرة لهذا الموضوع».