«القومي» عقد اجتماعاً لهيئات المنفذيات في لبنان لإطْلاعها على ظروف وحيثيات القرار بعدم المشاركة في الحكومة وشرح الموقف للقوميين والرأي العام سعد: نحن مقاومة ونعمل لتحصين الوحدة المجتمعية وتحقيق مطالب الشعب ونرفض أيّ افتئات على الحزب والقوميين حردان: رفضنا حصّة في الحكومة لأننا ضدّ المحاصصة والاستئثار اللذين اعتُمدا من قبل واضعي الفيتو على النقيبة أمل حداد
حردان: الحزب القومي هو من يرسم الدور الذي يضطلع به انطلاقاً من قناعاته وخياراته وهو ثابت على تحالفاته المعمّدة بالدم والشهداء في مسيرة مقاومة الاحتلال والإرهاب ومشاريع التقسيم والتفتيت
عقد الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعاً لهيئات المنفذيات في لبنان، في فندق «رامادا بلازا» ـ بيروت لإطْلاعها على الظروف والحيثيات التي أملت على قيادة الحزب اتخاذ القرار بعدم المشاركة في الحكومة اللبنانية، وشرح الموقف للقوميين والرأي العام.
سعد
افتتح رئيس الحزب فارس سعد الاجتماع، وتوجّه الى المسؤولين مؤكداً أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يضطلع بدور أساسي لتحصين المجتمع بالوحدة وعناصر القوة، ونحن لسنا بمتنازلين عن هذا الدور، لأنه في جوهر فكرنا وعقيدتنا.
أضاف: المطلوب من هيئات المنفذيات أن تعكس مواقف الحزب على مستوى الوحدات والمتحدات، لأننا نخوض على امتداد بلادنا معاركَ مصيرية ضدّ الاحتلال والإرهاب، بالتوازي مع معركتنا المفتوحة ضدّ الطائفية والمذهبية والفساد، وأيضاً ضدّ كلّ استئثار طائفي أو جهوي.
وتابع: تنتظرنا مهامّ كثيرة في مسار التحضير للموتمر القومي الاجتماعي العام الذي سيُعقد هذه السنة، وهناك ورش عمل عديدة ستُعقد لهذا الغرض، والمطلوب مشاركة فاعلة من القوميين جميعاً، مع التشديد على أنّ هذا الجهد المطلوب، لا يلغي أولوية الجهد الأساس في معركتنا المصيرية والإصلاحية.
وأكد الرئيس فارس سعد أننا أصحاب خيار واضح، فنحن مقاومة ونعمل لتحصين الوحدة المجتمعية والوقوف الى جانب مطالب الشعب، لكننا في المقابل نرفض أيّ افتئات على الحزب والقوميين.
حردان
أمّا رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، فقال: الخطر على بلادنا وشعبنا يتصاعد باستمرار، وارتدادات هذا الخطر تُحدِث تصدّعات في المجتمع، ومنها الانقسامات العمودية في بعض دولنا، لا سيما لبنان. لذلك، كنا وسنبقى في موقع المواجهة، ملتزمين خيار مقاومة الاحتلال والعدوان والإرهاب وخيار التصدي لكلّ الأخطار والتحديات.
أضاف: لا مشكلة لدينا على الإطلاق مع أيّ قوة سياسية في لبنان تلتزم الخيارات والثوابت الوطنية التي نؤمن بها، لا بل نحن نحرص على التفاف الجميع حول الخيارات الوطنية للإنتصار على العدو الصهيوني، وللوصول إلى دولة لا طائفية، دولة قوية قادرة وعادلة، تكون على قدر تطلعات اللبنانيين في تحقيق الإصلاح والمساواة والعدالة الاجتماعية.
وقال حردان: في الأيام القليلة الماضية التي سبقتْ تشكيل الحكومة في لبنان، حدثَ لغطٌ كبير وجزء من هذا اللغط، اتهامات سيقت وزعمت أنّ الحزب القومي يعرقل أو يؤخر تشكيل الحكومة، لأنه يتمسك بحقيبة وزارية. هذه اتهامات باطلة وسخيفة، ونحن عاتبون جداً على من سوّق أو تبنّى هذه الاتهامات.
وتابع: نحن قوة سياسية كبيرة في البلد عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، ولدينا كتلة نيابية سمّت رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، وقد أبدينا كلّ اهتمام في تحمّل أعباء المرحلة، وفي وضْع كلّ جهد ممكن في العمل من أجل إنقاذ البلد من أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد عبّرنا عن هذا الاتجاه في العديد من المواقف.
ولفت حردان إلى أنّ هناك أمراً يجب أن يعرفه الجميع، وهو أننا قدّمنا كل التسهيل الممكن للإسراع في تشكيل الحكومة، فلم نلجأ إلى منطق المحاصصة باسم نرشحه للحكومة، بل زكّينا تسمية الرئيس دياب للنقيبة أمل حداد، وهي صديقة للحزب نكنّ لها كلّ الاحترام، لكونها لعبت دوراً رائداً من خلال مسؤولياتها السابقة في نقابة المحامين ولأنها تشكل إضافة نوعية للحكومة.
وقال حردان: في ظلّ الأوضاع التي يشهدها لبنان، نتيجة تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وفي ظلّ حكومة سابقة تخلت عن مسؤولياتها في تصريف الأعمال، كنا من أشدّ المطالبين بالإسراع في تشكيل الحكومة، حكومة قادرة على تحمّل المسؤوليات على الصعد كافة، غير أنّ أولوية المحاصصة من قبل البعض، طغت على أولوية المشهد الإنقاذي، وحتى الآن لم نتلقّ تبريراً مقنعاً حول سبب الفيتو الذي وُضع على الاسم الذي زكّيناه. علما أنّ التبرير في مواقيته، لكن ما نؤكد عليه بأننا لم نكن من المعطلين، ولم يكن هدفنا حصة وزارية، بل تحصين الحكومة بما أمكن من التضامن والجهود الإيجابية.
أضاف: نحن رفضنا حصّة في الحكومة، لأننا ضدّ المحاصصة، وفي هذا الرفض اعتراض صريح على منطق المحاصصة وأسلوب الاستئثار اللذين اعتُمدا من قبل واضعي الفيتو على اسم النقيبة أمل حداد، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.
وختم حردان: الحزب القومي هو من يرسم الدور الذي يضطلع به انطلاقاً من قناعاته وخياراته، وهو ثابت على تحالفاته المعمّدة بالدم والشهداء في مسيرة مقاومة الاحتلال والإرهاب ومشاريع التقسيم والتفتيت. وهذا أمر لا نقاش فيه. كما أنه حريص على الإطار السياسي العام الحامل للخيارات السياسية الواحدة، مع تأكيده رفض ذهنية الاستئثار والفيتوات، لأنّ طبيعة هذا السلوك تؤدّي الى مزيد من التفكّك وتعطل مسيرة النهوض ومعالجة الأزمات في البلد، لا بل تعزز المنطق الطائفي والتحاصُص المذهبي.
بعد ذلك، كانت مداخلات وأسئلة لعدد من المنفذين العامين وأعضاء هيئات المنفذيات، أكدتْ في مجملها على رفض منطق الاستئثار، وشدّدت على أهمية موقف الحزب في هذا الخصوص.