صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
تحالف انتخابي جديد بين «العمل» و«الحركة»
أعلن حزبا «العمل» و«الحركة» الصهيونيين خوضهما الانتخابات المقبلة في قائمة مشتركة أطلق عليها اسم «المعسكر الصهيوني». وينصّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه منذ أيام قليلة بين الحزبين، على أن يتولى رئيس حزب «العمل» يستحاق هيرتسوغ رئاسة القائمة المشتركة، فيما تحتل المكان الثاني فيها رئيسة حزب «الحركة» تسيبي ليفني، إضافة إلى تكريس مقعدين في القائمة الجديدة للنائبين عمير بيريتس وعمرام متسناع من حزب «الحركة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك عُقد في «تل أبيب»، قال هيرتسوغ إنه تم الاتفاق على أن يتناوب هو وليفني تولي منصب رئيس الوزراء لمدة سنتين لكل منهما في حال فوز القائمة المشتركة في الانتخابات.
وتابع هرتسوغ: «هذا نموذج مختلف للقيادة، نموذج عمل مشترك العمل سوياً في سبيل نجاح الدولة وإزدهار مواطنيها عليك وضع الغرور جانباً. حان الوقت لرصّ الصفوف من أجل استبدال حكومة نتنياهو الحالية ومنح الشعب الامل في مستقبل أفضل».
وقالت ليفني إن هرتسوغ يستحق تولي منصب رئيس الوزراء، إذ حان الوقت لاستبدال حكم اليمين المتطرّف الذي استولى على مقاليد الحكم، وأن هناك فرصة تاريخية لإعادة «إسرائيل» إلى المسار الصحيح.
حزب «الليكود» عقّب على هذا التحالف قائلاً: «من الواضح أن الانتخابات هذه المرة، بين معسكر اليسار برئاسة هرتسوغ وليفني، وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب الليكود برئاسة المعسكر الوطني».
ورحبت رئيسة حزب ميريتس اليساري زهافا غالؤون بالتحالف الجديد قائلة إن حزبها مستعد للانضمام إلى كتلة اليسار الوسط الجديدة لتشكل بديلاً عن كتلة اليمين المتطرف التي يقودها بنيامين نتنياهو.
… وحزب جديد
أعلن وزير السياحة «الإسرائيلي» السابق موشيه كحلون، تأسيس حزب جديد لخوض انتخابات «الكنيست» الجديدة تحت اسم «كلنا». وذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية أن كحلون ينوي الاتفاق مع حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغادور ليبرمان لخوض الانتخابات المقبلة، إذ إنه بنى شعبيته بعد مطالبته بتخفيض أسعار هواتف المحمول.
وتوقعت الصحيفة أن يحصل حزب «كلّنا» على 10 مقاعد في «الكنيست» خلال الانتخابات التي ستُجرى في 17 آذار المقبل.
وقال كحلون، إن حزب «الليكود» انخفضت شعبيته كونه لا يسعى إلى السلام، وأوضح، أنه سيسعى إلى استئناف مفاوضات السلام والمسيرة السياسة مع الفلسطينيين، مؤكداً أن الحصار السياسي غير مفيد بالنسبة إلى «إسرائيل».
ما الذي يمنع قيام انتفاضة ثالثة في القدس
كتبت صحيفة «هاآرتس» العبرية: إن تأثيرات الحادثة التي سقط فيها الوزير الفلسطيني زياد أبو عين بعد احتكاك مع جنود الجيش «الإسرائيلي» وحرس الحدود، ستتضح في الايام المقبلة. سيُدفن أبو عين خلال جنازة كبيرة في رام الله، ثمّ ستأتي صلوات يوم الجمعة ويتوقّع أن تحدث موجة من تظاهرات الاحتجاج، بمبادرة من «فتح» والسلطة الفلسطينية. قوة الصدام في نهاية الاسبوع وعدد المصابين نتيجة لذلك ستطلعنا إذا ما كان هناك أزمة يمكن احتواؤها من خلال جهود مشتركة للطرفين، أو نقطة تحول ستؤدي إلى تصعيد الوضع في المناطق.
تهدئة النفوس ترتبط إلى حدّ كبير باستمرار التنسيق الامني بين الطرفين. قال جبريل الرجوب، أحد البارزين في «فتح» أمس، إن السلطة ستوقف التنسيق مع «إسرائيل». واجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله من أجل نقاش مسألة التنسيق الامني.
من المتوقع أن يبادر الفلسطينيون بخطوة احتجاجية شديدة، على الاقل في المجال الكلامي، من أجل الاجابة على توقعات الجمهور في الضفة. ولكن بعد ذلك ستستمر الاتصالات غير الرسمية بين الطرفين لضمان عدم فقدان السيطرة على الوضع بالكامل.
التنسيق الامني أمر ضروري لمنع التدهور، وعملياً، إن التواصل اليومي بين الجيش «الإسرائيلي» و«الشاباك» وأجهزة الامن الفلسطينية، أحد الحواجز المركزية أمام الانتفاضة الثالثة في الضفة.
«إسرائيل» والسلطة الفلسطينية تتبادلان المعلومات حول أعمال الخلايا الارهابية لحماس ومنظمات اخرى، وتتقاسمان الأدوار في معالجة الاحداث الجنائية وتنسقان العمل عند التظاهرات والمواجهات، من أجل الاستمرار في السيطرة على الوضع. وفي كل أسبوع، تنقذ أجهزة السلطة بسلام مواطنين «إسرائيليين» دخلوا خطأ إلى المناطق التي هي تحت سيطرة الفلسطينيين. كل هذا قد يتعرّض للخطر إذا قرّرت السلطة تغيير سياسة التنسيق.
اقترحت «إسرائيل» إجراء تحقيق مشترك في الحادث، ويشمل تشريح الجثة بمشاركة مُشرّح «إسرائيلي» من أجل المساعدة في تهدئة النفوس. ونتائج التشريح ستُعلن قريباً. وقد عزّز الجيش «الإسرائيلي» من تواجده في الضفة بلواءين، وهم يعتقدون في «إسرائيل» أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يفضل الامتناع عن المواجهة العنيفة.
في بداية أيام «أوسلو»، وعندما كان غادي آيزنكوت الذي عُيّن أمس رئيساً للاركان من قبل لجنة تيركل، كان قائد كتيبة في الضفة، وقد أكثروا في حينه من الحديث في الجيش عن الضابط الاستراتيجي. السيناريو الذي تحقق أكثر من مرة شمل حادثة موضعية لقوة عسكرية تؤدي إلى تأثيرات استراتيجية ـ مثل موجة كبيرة من العنف الشعبي الفلسطيني تشوّش على استمرار عملية السلام.
في كانون الاول 2014 لا عملية سلام يمكن الحديث عنها، ولكن السيناريو بقي موجوداً. وأيضاً يمكن أن تكون نتائج الحادثة ضارّة وواسعة. ينبع الخطر من هوية الضحية، ومن حقيقة أن هذه الحادثة وُثّقت. أبو عين شخصية ذات مكانة: وزير وناشط قديم في «فتح» وسجين سابق عضو في خلية قتلت شباناً في تفجير دراجة هوائية مفخخة في طبرية في السبعينات، وأطلق سراحه في صفقة جبريل ، صديقه المقرّب مروان البرغوثي، اعتقل معه من قبل الجيش عام 2002.
على رغم ادّعاءات رجال السلطة، التصوير لا يوثق القتل. كان أبو عين كبير السن، يُدخن ولديه مشاكل صحية، ووجد نفسه في عملية مواجهة ومزاحمة مع القوات «الإسرائيلية»، ويمكن أنه استنشق الغاز المسيّل للدموع. لا يظهر في الصور جنديّ يطلق النار عليه، أو شرطي يضربه بالعصا. لكن مشهد جندي حرس الحدود وهو يُمسك برقبته ويدفعه إلى الخلف يكفي بحدّ ذاته.