حماس والجهاد تشاركان في اجتماع القيادة الطارئ في رام الله.. ومسيرات رافضة لـ«صفقة القرن» في غزة.. ودعوات لإعلان موت «أوسلو» إلى الأبد عباس: لم يبقَ من العمر قدر ما مضى ولا أريد أن أكون خائناً
أكدت مصادر مطلعة أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، دعا قادة من حماس في الضفة الغربية الى المشاركة في الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية في رام الله.
وكانت مصادر قيادية قد نقلت عن عباس ترحيبه بالفصائل التي تريد الانضمام إليه في مواجهة هذه الصفقة ونقلت عنه قوله: «لم يبقَ من العمر قدر ما مضى ولا أريد أن أكون خائناً».
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنها لن تمنع الفلسطينيين من التعبير عن رفضهم لـ «صفقة القرن»، وأعلنت حركة «فتح» استعدادها لمقاومة الإجراءات الأميركيّة بكافّة الطرق المشروعة.
القيادي في حركة فتح عزام الأحمد قال لوكالة «فرانس برس» إن قياديين في حماس سيحضرون اجتماع القيادة الفلسطينية.
وأكد مسؤولون فلسطينيون للوكالة أن ممثلين عن حركة حماس سيشاركون في اجتماع القيادة الفلسطينية الذي دعا إليه عباس لبحث آليات الرد على خطة السلام التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بدوره، حثّ الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة السفراء الذين وجّهت إليهم دعوات لحضور إعلان ما سُمّي «صفقة القرن» على عدم المشاركة في المراسم.
ودعاهم إلى مقاطعة ما وصفه «بالمؤامرة الرامية إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني وإفشال قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية».
في غضون ذلك، تتوالى الدعوات الفلسطينية إلى الاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات وبكلّ الأشكال في مواجهة «صفقة القرن».
فقد دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة إلى اعتبار يومي الثلاثاء والأربعاء يومي غضب وقالت إن الشعب سيواجه من خلال فعل ميداني واسع واشتباك مفتوح مع الاحتلال «صفقة القرن» التي ستسقط على صخرة المقاومة.
المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم قال إن «صفقة القرن» هي عدوان إسرائيلي أميركي مزدوج على الشعب الفلسطيني، داعياً السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ عدد من القرارات المهمة من بينها إعلان الإنهاء الفوري للتنسيق الأمني مع الاحتلال وإطلاق العنان لقوى الشباب والمقاومة لحماية البلاد والدفاع عن الأرض ومقدساتها.
عضو القيادة المركزية للجان المقاومة «محمد أبو نصيرة» «أبو رضوان» قال إنه: «لا يمكن محاربة الصفقة والتصدّي لها وإفشالها إلا بالوحدة والمقاومة والتخلّي عن مسارات أوسلو المذلة».
بدوره، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إلى تظاهرات حاشدة تحاصر السفارات الأميركية لسحب الاعتراف بـ»إسرائيل».
وأعلن البطش في حديثه للميادين أنّ خطوة الفلسطينيين الأولى ستكون الخروج بمئات الآلاف إلى الشوارع رفضاً لـ «صفقة القرن»، مشيراً إلى أنّ كل من يقبل هذه الصفقة هو «عدوٌّ للقضية الفلسطينية».
كما أكّد أن حركة الجهاد ستشارك في اجتماعات رام الله لبحث مواجهة صفقة القرن.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البيت الأبيض سينشر «خطة السلام في الشرق الأوسط» مساء الثلاثاء، في حين اعتبر رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، أن «صفقة القرن» بالنسبة لـ «إسرائيل» هي «فرصة القرن».
إلى ذلك، رحّبت حركة حماس بدعوة عباس الفصائل لاجتماع وطني في الضفة الغربية المحتلة لبحث مواجهة «صفقة القرن» الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدةً وحدة شعبنا كافة في وجه الصفقة المشؤومة.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية في كلمة خلال تظاهرة للقوى والفصائل في غزة: «نثمن دعوة أبو مازن لكل الفصائل والفعاليات للقاء وطني في الضفة. نحن وكل الفصائل مشاركون فيه». وأضاف «هذا اجتماع مهم، لكنه غير كافٍ، ويجب أن تعقبه اجتماعات للاتفاق على استراتيجيات واضحة لنقول للعالم – رغم الخلافات التي يصعب حسمها في بعض القضايا – لكننا موحّدون أمام المخاطر والصعاب».
وتابع «من المهم والواجب الاجتماع مع قادة الفصائل للاتفاق على استراتيجية عنوانها موحّدون ضد صفقة القرن».
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تسلل» من بين الصراعات، والخلافات، وحالات تطبيع بعض أنظمة المنطقة مع الاحتلال، والخوف من الولايات المتحدة، «ليقدّم هدية للمحتلين المجرمين القتلة الذين لا يريدون لشعبنا أي وجود».
وكانت الجماهير الفلسطينية شاركت في غزة بالمسيرات الرافضة لـ «صفقة القرن».
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن «المقاومة الشاملة والموحّدة هي القادرة على إفشال كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن».
وأضاف قاسم أن الاحتلال لن يحصل على الأمن من خلال «صفقة القرن» ولا غيرها من الوعود طالما يحتل أرضنا ومقدساتنا، مشدداً على أن «مقاومة شعبنا ستطرد الاحتلال من كل الأرض الفلسطينية، وستتبخّر أوهام صفقة القرن أمام استمرار الفعل المقاوم وتمسك شعبنا بكامل حقوقه».
أما هيئة علماء فلسطين فعلقّت قائلةً إن «صفقة القرن» تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية»، مشيرةً إلى أن «واجب العلماء والدعاة التحرك لفضح إجرام الاحتلال وتحريك الأمة الإسلامية».
بدوره، قال مسؤول الجبهة الشعبية في قطاع غزة جميل مزهر «سنشارك في اجتماع منظمة التحرير لبحث سبل إسقاط صفقة العار الأميركية».
أما القيادي في فتح أبو جود النحال فقال «بوحدتنا الفلسطينية يمكننا إسقاط «صفقة القرن» التي تهدف إلى تصفية قضيتنا»، كما أكّد النحال أن «أوراق القوة التي يملكها الفلسطينيون ستُسقط كل المؤامرات على قضيتنا».
كما قال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد إنّ القوى الفلسطينية تتحلّى بـ»حسّ المسؤولية ضدّ الالتفاف على القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «المقاومة مطالبة اليوم بتفعيل أدواتها كافة للردّ على الصفقة المشؤومة». وأضاف أن «سلاح المقاومة خط أحمر وهو عزتنا وسيسقط صفقة القرن».
كذلك شدد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف على أنّ الشعب الفلسطيني «يرفض صفقة القرن»، لافتاً إلى أنّها «لن تمر».
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت أن الخطوة الأكثر أولوية وإلحاحاً من أجل التصدّي لما يُسمّى «صفقة القرن» هي إعلان السلطة الفلسطينية بشكلٍ جديٍ ونهائيٍ موت مرحلة «أوسلو» إلى الأبد، ووقف التعامل بجميع الاتفاقيات والالتزامات الأمنية والاقتصادية.
وقالت الجبهة في تصريح صحافي أمس، إن في مقدمة هذه الاتفاقيات وقف التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال الاعتقالات السياسية والملاحقات والاستدعاءات الأمنية، وذلك كبادرة هامة تؤكد فعلًا أن هناك جدّية من السلطة لمواجهة الصفقة.
وشدّدت على أن جهود استعادة الوحدة الوطنية وفقًا لقرارات الإجماع الوطني، تتطلب الدعوة لعقد اجتماع وطني عاجل للاتفاق على البرنامج والرؤية الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدّمتها «صفقة القرن».
ودعت «الشعبية» جماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات إلى التعبئة والحشد الجماهيري الشامل للتصدي للصفقة على طريق إفشالها وإسقاطها.
كما دعت أنصارها ورفاقها وكافة منظماتها وفروعها في الوطن والشتات لأن يكونوا رأس حربة في مقدّمة الالتحام مع الجماهير ضد الصفقة ومشاريع التصفية والتطبيع الجارية جنبًا إلى جنب مع كافة طلائع الشعب الفلسطيني في القوى الوطنية والإسلامية المشاركة في جميع الفعاليات الوطنية رفضًا للصفقة، بما فيها الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس.
دعوة الجامعة العربية للانعقاد
إلى ذلك، طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، عقد اجتماع طارئ، لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة صفقة القرن الأميركية المزعومة.
وقال أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، إن الوزارة، بتوجيهات من عباس، طلبت عقد اجتماع طارئ للمجلس، السبت المقبل. وأشار إلى أن عباس، سوف يحضر الاجتماع.
وقال الديك «فلسطين تريد من الدول العربية، موقفاً واضحاً تجاه خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب».