شاكراً الإمارات والبحرين وعُمان.. ترامب يعلن «صفقة القرن» بـ 80 صفحة.. ويقول للفلسطينيين: هذه فرصتُكم الأخيرة!؟ عباس: القدس ليستْ للبيع والمؤامرة لن تمرّ.. وهنيّة يرى هدفها تصفية القضيّة الفلسطينيّة
رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، “صفقة القرن” لتسوية الصراع في الشرق الأوسط والتي تقدّم بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واصفاً هذه الخطة بأنها “مؤامرة لن تمرّ”.
وقال عباس، في كلمة ألقاها أمس، خلال اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في رام الله، رداً على إعلان ترامب بنود “صفقة القرن”: “القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة. وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة”.
وأضاف أن مخططات تصفية القضية الفلسطينية محكوم عليها بالفشل والزوال، ولن تسقط حقاً ولن تنشئ التزاماً، وقال: “سنُعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل”.
وأوضح: “لا جديد يُضاف في ما سمعناه عما سمعناه قبل سنتين ولا حاجة إلى أن ننتظر… لم يتغيّر موقفنا وبعد الكلام الهراء الذي سمعناه هذا نقول ألف مرة لا لصفعة العصر”.
واعتبر أن “صفقة القرن” تستند إلى “وعد بلفور”، الذي صاغته بريطانيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الخطة نهاية لوعد بلفور، وأردف: “لن نقبل بدولة فلسطينية دون القدس وهناك متعاطفون مع قضيتنا في الولايات المتحدة”.
وأكد أن الاستراتيجية الفلسطينية ترتكز على استمرار الكفاح “لإنهاء الاحتلال الصهيوني وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأردف: “سمعنا ردود فعل مبشرة ضد خطة ترامب وسنبني عليها. مستعدّون للتفاوض على أساس الشرعية الدولية، وهي مرجعيتنا”.
وشدّد على التمسك بالثوابت الوطنية التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وتابع: “لن نتنازل عن واحد منها”.
وأردف عباس: “نقول للعالم إننا لسنا شعباً إرهابياً، ولم نكن يوماً كذلك”، مؤكداً “التزام دولة فلسطين بمحاربة الإرهاب، لكن على العالم أن يفهم أن شعبنا يستحق الحياة”.
من جهته، أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، عن رفض الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ”صفقة القرن”، مؤكداً أنها تهدف إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف هنية خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أمس، أن حماس تقف “خلف مواقف الرئيس الثابتة” وتتمسك بالثوابت الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
ودعا هنية الفلسطينيين إلى وضع جميع الخلافات جانباً والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها “صفقة القرن”.
إلى ذلك، اندلعت تظاهرات مساء أمس في قطاع غزة ومناطق بالضفة رداً على “خطة السلام” التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاصيلها.
كما انطلقت في مدينتي نابلس ورام الله مسيرة غاضبة رفضًا لإعلان “صفقة القرن”.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إن طواقمها تعاملت مع إصابات عدة خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في محاور عدة في مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وأوضحت الجمعية أنها تعاملت مع إصابة بالرصاص المطاطي بالوجه في مدخل البيرة الشمالي.
كما تعاملت مع 12 إصابة بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات في بلدة العيزرية وتمّ نقل إصابتين للمستشفى.
كما أفيد باندلاع مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال في منطقة عصيدة في بلدة بيت أمر شمال الخليل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مساء أمس، إن القدس ستبقى عاصمة لـ”إسرائيل” غير المقسّمة، وأن القدس الشرقية ستكون عاصمة الفلسطينيين.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحافي، للإعلان عن “صفقة القرن، بحضور رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، والسفير البحريني عبدالله بن راشد آل خليفة والإماراتي يوسف العتيبة والعُمانية حنينة بنت المغيري، أن هذه ستكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين لأنه لن يكون هناك فريق كفريقنا يحبّ “إسرائيل” ويحبّنا وهم يعرفون من أين تؤكل الكتف.
وقال إنّه يمكن للفلسطينيين خلال 4 سنوات التفاوض مع الإسرائيليين ليصلوا إلى الدولة المستقلة، قائلاً للرئيس محمود عباس: “إذا كنت تريد السلام فسنكون معك لنساندك”.
وأشار إلى أن الخطة تتضمّن “وقف الأنشطة الخبيثة لحماس والجهاد الإسلامي ووقف إثارة الكراهية ضد “إسرائيل”.
وذكر أن “رؤيتنا سوف تُنهي دوامة اعتماد الفلسطينيين على المساعدات الأجنبية وسنساعدهم على التمكين لكي يزدهروا بأنفسهم وسيتمتّعوا بالكرامة”، بحسب تعبيره.
وأضاف: “صممت على أن أتبع مسارًا بناء لحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وبناء السلام بينهم، وقد يكون التحدّي الأصعب والإدارات السابقة حاولت وفشلت فشلاً ذريعاً، لكنني لم أُنتخب للقيام بأمور صغيرة أو الابتعاد عن القضايا الشائكة الكبرى”.
وقال الرئيس الأميركي إن “صفقتنا تمتدّ على 80 صفحة وهي مفصلة أكثر من أي صفقة أخرى، وكما رأيت مشاكل شتى تحتاج إلى حلول تكتيكية لنجعل الفلسطينيين والإسرائيليين ينعمون في منطقة أكثر أمنًا وازدهارًا وهي تُرضي كافة الأطراف وتحل مشكلة الدولة الفلسطينية وتنعم “إسرائيل” بالأمن، ونتنياهو أبلغني أنه راغب في التصديق على هذه الصفقة”.
وقال: “قمت بالكثير من أجل “إسرائيل”؛ أهمها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني السيئ واعترفت بالقدس عاصمة لها وبأن الجولان أرض إسرائيلية”.
وذكر أنه حيّد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، “فهو كان يعلن بشكل واضح أنه يريد تحرير القدس”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لسفراء الإمارات والبحرين وعمان: “من السرور أن أراكم هنا اليوم وحضوركم يحمل إشارة ليس للمستقبل إنما مهمّة للحاضر”.
وخاطب نتنياهو ترامب بالقول: “بفضل خطتك سنفتح باب المفاوضات مع الفلسطينيين وتُطالب بنزع سلاح حماس ومن قطاع غزة وتدعو لإبقاء القدس عاصمة موحدة لنا وحل قضية اللاجئين خارج حدودنا، وأن الفلسطينيين سيعترفون بـ “إسرائيل” كدولة يهودية”، بحسب قوله.