تفشي «كورونا» بين أشخاص لم يزوروا الصين قطّ!
حذّر خبراء من وجود مخاوف متعلقة باحتمال زيادة الإصابات بفيروس «كورونا» الفتاك لدى المرضى، الذين لم يزوروا الصين.
وانتقلت العدوى القاتلة حول العالم إلى أفراد خارج الصين، التي ضربتها أزمة الوباء الخبيث أولاً، حيث أكّدت منظمة الصحة العالمية، في مطلع الأسبوع، أن فيتنام كانت أول دولة أبلغت عن إصابة مواطن بفيروس كورونا، ولم يذهب إلى الصين.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت تقارير عن حالات أخرى لانتقال العدوى من إنسان إلى إنسان، لدى مرضى في ألمانيا وتايوان واليابان.
وفي اليابان، خضع سائق سيارة أجرة، قاد مجموعات سياحية تضمّ أشخاصاً قادمين من مدينة ووهان الصينية، منشأ الفيروس، لاختبار كشف إصابته بالفيروس القاتل، ثم نُقل المريض (في الستينيّات من عمره)، إلى المستشفى مصاباً بالتهاب رئوي.
وفي هذه الأثناء، في «القضية الأكثر إثارة» من نوعها، يُعتقد أن رجلا عمره 33 عاماً في ألمانيا، أصيب بعدوى من زميل صيني زار مكان عمله، جنوب ميونيخ.
وقالت السلطات الصحية الألمانية إن المريض عُزل في أحد المستشفيات، مع تأكيد أن حالته جيدة.
وأبلغت تايوان أيضاً عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا، بعد أن تسبّبت امرأة عادت من العمل في الصين، بإصابة زوجها الخمسيني.
وقال مركز القيادة المركزية للأوبئة في تايوان، إنه جرى تشخيصها في وقت لاحق بالفيروس القاتل. كما أكدت فيتنام إصابة رجل بفيروس كورونا، كان على اتصال مع والده المريض، الذي عاد من ووهان مؤخراً.
وفي الأيام الأخيرة، أكدت السلطات في فرنسا وقوع 3 حالات إصابة بين 3 مواطنين صينيين، ويقول الخبراء إنه من غير المفاجئ انتشار الفيروس بين أفراد خارج الصين.
وأوضح الدكتور مايكل هيد، وهو باحث في جامعة «ساوثامبتون»، قائلاً: «إن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان في ألمانيا واليابان، ليس مفاجئاً. بل سنرى المزيد من الحالات المماثلة خارج الصين، ولكن المؤشرات تشير في المرحلة هذه، إلى أن انتقال العدوى سيكون محدوداً».
ووصف البروفيسور، بول هانتر، من كلية Norwich الطبية في جامعة «إيست أنجليا»، الحالة الراهنة في ألمانيا بأنها «مثيرة للقلق»، خاصة مع انتشار المرض قبل ظهور الأعراض، ما يجعل استراتيجيات التحكم القياسية أقلّ فعالية.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إنه من بين 37 حالة إصابة حُدّدت خارج الصين، اكتُشفت 3 حالات دون ظهور الأعراض، ما يدلّ على أن الناس قد ينشرون الفيروس دون إدراك إصابتهم به.
وفي ظل الأحداث الراهنة، يخطط عدد متزايد من الدول لإجلاء مواطنيها من ووهان، وهي مدينة مركزية يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة وتعدّ مركز تفشي المرض.
وستعمل الصين على تعزيز التعاون الدولي وترحب بمشاركة منظمة الصحة العالمية في إجراءات الوقاية من الفيروسات.
وفي الوقت نفسه، يتوقع الباحثون أن يستمر تفشي المرض لأشهر عدة على الأقل، مع التنبؤ بموت الفيروس تدريجياً خلال فصلي الربيع والصيف. (ذي صن)