الحسنية: سيظلّ القوميون الاجتماعيون في طليعة المدافعين عن وحدة الأمة وحضارتها ومستقبلها
أحيت منفذية «اللاذقية» ومنفذية الطلبة الجامعيين ـ اللاذقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي العيد الـ82 لتأسيس الحزب، وذلك باحتفال أقامته في المركز الثقافي في جبلة، حضره عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان، وكيل عميد التنمية الإدارية أياد عويكة، منفذ عام اللاذقية فريد مرعي، منفذ عام الطلبة ديب بو صنايع وأعضاء هيئتي المنفذيتين، مسؤولو الوحدات الحزبية وحشد من القوميين والمواطنين.
كما حضر وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي ضمّ أمين الشعبة الأولى وأمين الشعبة الثانية في جبلة، وفد من حزب الطليعة ضمّ ممثل أمينه العام وأمين فرع اللاذقية، وجمع من الفاعليات الحزبية والأهلية والاجتماعية.
افتتح الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي ونشيد الجمهورية، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء. وألقت فاطمة عثمان كلمة التعريف والتقديم فرحبت بالحاضرين متحدثة عن معاني التأسيس وأهميته في حياة الأمة.
كلمة مديرية جبلة
وألقى مدير مديرية جبلة علي خضرة كلمة المديرية استهلها قائلاً: نبتدئ عاماً جديداً من أعوام جهادنا القومي، عام نستقبله بجوارحنا وجراحنا، ولا يخامر عقولنا ونفوسنا أيّ تردّد، لأننا مصمّمون وعازمون وثابتون على دروب النهضة وعيوننا شاخصة إلى الهدف، رؤوسنا مرفوعة، صدورنا عامرة، فخورون بجراحنا، لأنها جراح أعزاء لا أذلاء، وواثقون بأننا ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ.
وأضاف: النفسية السورية هي التي تُميِّز أبناء هذه الأرض عبر التاريخ عن كل المجتمعات، فهم أول من بنى حضارة، وابتدع أول اختراع، وخط أول حروف الأبجدية، وهم أول من قدّر قيمة الوقت فصنعوا العجلة لاختصار المسافات. أدرك الزعيم قيمة هذه الحقيقة فأتى بالإجابة الشافية عن الأسئلة التي أرّقته طويلاً، أتى بالحزب السوري القومي الاجتماعي ومبادئه وعقيدته المحييَة للأمة والكفيلة بتحقيق نهضتها ووحدتها وعزتها.
كلمة منفذية الطلبة
وألقى منفذ عام الطلبة ديب بو صنايع كلمة قال فيها: في عيد التأسيس يتداعى القوميون في الوطن وعبر الحدود في مشهد رائع، كالجندي الشجاع الذي يلبّي نداء الواجب من دون أيّ تأخير أو تلكّؤ، لإحياء هذه المناسبة المهمة جداً في تاريخ الأمة، فترى في بيروت احتفالاً توأمه في دمشق وآخر في غزة يتردّد صداه في الأردن، وفي كلّ عاصمة ومدينة ومقاطعة يتواجد فيها قوميون اجتماعيون في بلاد الاغتراب.
وأضاف: تأسّس الحزب ليكون خلاصاً لهذه الأمة ودواء شافياً لأوجاعها، ففي الأمة صراع واقتتال فيما حزبنا حزب محبة قومية، في الأمة طائفية ومذهبية وكيانية وعائلية، والحزب وحدة حياة واشتراك فيها، في الأمة فردية ونزعة شخصانية، والحزب عقل مركب منظم جمعيّ، في الأمة حزن وأسى، والحزب فرح وحق وخير وجمال، في الأمة تخاذل ومهادنة، والحزب بطولة حقة وآلاف الشهداء ووقفات العز التي لا تنتهي.
كلمة منفذية اللاذقية
وألقى منفذ عام اللاذقية فريد مرعي كلمة قال فيها: لم يكن تأسيس الحزب عملاً عادياً، ولم يؤسّس سعاده حزباً سياسياً بالمعنى الاعتيادي، ولا تجمّعاً سياسياً انتخابياً أو مصلحياً… بل هو أسّس فعلاً نهضوياً ينطلق من مبادئ أساسية وإصلاحية، يهدف من خلالها إلى تحقيق غاية سامية ونبيلة، ألا وهي نهضة المجتمع السوري ورقيّه ومدنيّته وتقدّمه.
وأضاف: إنّ المعوقات والأمراض التي سعى باعث النهضة إلى معالجتها هي ذاتها التي تبرز اليوم، كعوامل مساعدة في الحرب التي تتعرّض لها سورية… لذلك فإنّ التأسيس فعل نهضة مستمرّ لا يتعلق بظرف مرحلي عابر.
يقول سعاده: «إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا، فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة أو الموت وأيّ نتيجة نصل إليها نكون نحن المسؤولين عن تبعاتها.
ورأى أنّ معادلة الحياة أو الموت التي وعاها سعاده مبكراً والناتجة من طبيعة الخطر المحدق بنا في الداخل والخارج، تؤكد حتمية الصراع في معترك الحياة، باعتماد القوة كقول فصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره، دفاعاً عن وحدة المجتمع، وحفاظاً على سلامة بنيته، لذلك لم ينكفئ حزبنا يوماً عن ساحات الصراع في كلّ الأزمنة وعلى كامل مساحة الأمة، التي شهدت بطولات أعضائه الذين سطروا ملاحم العز والعنفوان، وها هم يلبّون النداء من فلسطين ومجموعات الفداء القومي في غزة، إلى العراق ولبنان والشام بقوات نسور الزوبعة، فأينما حلّ الخطر وهدّد الأمة ومجتمعها، كان القوميون الاجتماعيون في صدارة المدافعين عنها بكلّ ما أتيح لهم من إمكانات كبيرة كانت أم صغيرة، إلى جانب الجيش السوري البطل الذي يخوض معركة الأمة ضدّ أعدائها من يهود داخليين وخارجيين، وها هم اليوم جنباً إلى جنب يقاتلون بسلاح العقيدة، عقيدة الحياة التي انتصرت على الموت لأنها اتخذت منه طريقاً للحياة.
كلمة مركز الحزب
وألقى عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية كلمة مركز الحزب واستهلها بالحديث عن معاني التأسيس وأهميته في حياة الأمة وتثبيت هويتها وبعث حقيقتها ونهضتها.
وأشار إلى أنّ العمل العظيم الذي أنجزه الزعيم المؤسّس بإطلاقه الفكر القومي الاجتماعي ووضعه المبادئ والعقيدة المحيية، وتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، إنما كان من أجل نهضة الأمة وإنقاذها من كلّ موروثات الأزمنة الصعبة التي مرّت عليها في مراحل التخلّف والانحطاط والاستعمار والانتداب، والتي كادت أن تجعلها أمة منقرضة كما ظنها أعداؤها.
لكن سعاده نقّب ودرس وبحث وأتى بالحقائق لا بالخوارق، فأضاء على تاريخ أمتنا المجيد من حيث كونها أمة هادية ومعلّمة للأمم، ولها من التراث الحضاري ما يمكّنها من استعادة شخصيتها والانتقال مجدّداً إلى سكة التطوّر والتقدّم والرقيّ.
وأشار الحسنية إلى أنّ التحديات والمؤامرات التي لا تزال فصولها تتوالى ضدّ أمتنا، ووصلت اليوم إلى حدّ استهداف ليس فقط أرضنا وشعبنا بل تسعى إلى المسّ بوحدة النسيج الاجتماعي في الأمة وكياناتها، من خلال ما يُصدّر إلينا من أفكار ظلامية متطرفة لا تمتّ بأي صلة إلى حضارتنا وطبيعة بلادنا وإنساننا.
وأكد الحسنية أن القوميين الاجتماعيين سيظلون في طليعة الصفوف، وجنباً إلى جنب مع الجيش السوري واللبناني وكلّ قوى المقاومة على امتداد ساحات الصراع في الأمة، في مواجهة مجموعات الإرهاب والتطرف، دفاعاً عن وحدة بلادنا وتاريخها وحضارتها ومستقبلها، وهذا ما يتحقق بترسيخ وحدة المجتمع الكفيلة بصدّ كلّ محاولات الفتنة والتفتيت والشرذمة.
ودان الحسنية سياسة بعض الدول العربية والأجنبية التي تدّعي محاربة الإرهاب فيما كلّ الحقائق والوقائع تؤكد أنها هي أصله وفصله ومنشأه، وهي التي تدرّب عناصره وتدعم مجموعاته بالمال والسلاح وبالتغطية الإعلامية المزوّرة والمضلّلة.
وشدّد الحسنية على رفض أيّ تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية، وأكد أنّ السوريين لا يرضون لهم مرجعية إلا دولتهم التي أثبتت قدرة فائقة على الصمود والمواجهة وحماية السيادة الوطنية والتمسّك بالثوابت والقومية.
وختم الحسنية كلمته محيياً الجيش السوري الذي يخوض معركة مصيرية ضد الارهاب والتطرف، وحيا أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي وكلّ القوى التي تؤازر الجيش دفاعاً عن مصيرنا ووجودنا.