– تحمل القوات اللبنانية ميراثا يمتد ثقافيا لما قبل الحرب ، هو الميراث الكتائبي الذي برر دخول الحرب بما وصفه “الخطر الفلسطيني” ، الذي كان العقيدة التي تأسست عليها القوات اللبنانية ونهض من خلالها مشروعها وتبررت بها خطاياها خصوصا مد اليد للعدو تحت شعار وحدة الهدف وهي التخلص من “الخطر الفلسطيني” المشترك .
– كل البناء الثقافي الذي ينطلق منه خطاب القوات كان يعتمد على إثارة غرائز وجودية عند المسيحيين اللبنانيين وإشعارهم بخطر الذوبان في أغلبية إسلامية سيزيدها توطين الفلسطينيين غلبة عددية يعجل بإنهاء “الخصوصية المسيحية “.
– في إتفاق الطائف جرى تقديم الإجماع اللبناني على رفض التوطين بصفته إنجازا حققته القوات ومعها الكتائب ووراءهما بكركي من خلال الإنخراط في التسوية التي ولدت من الطائف ، وإعتبار ذلك الإنجاز الحماية الأهم للخصوصية اللبنانية وتوزاناتها العددية ، ومنها جاءت نهائية الكيان التي وردت في نصوص الطائف كتكريس لهذا الإنجاز كما قالوا في تسويقهم للطائف يومها
– اليوم يعرف قادة القوات أن مخطط التوطين هو النتيجة الحتمية والمجسدة بمشاريع تمت دراستها وجهز تمويلها في طيات مشروع صفقة القرن ، ويعرفون ايضا ان الوظيفة الأهم للضغط المالي على لبنان وربطها بوجود المقاومة ليس مبنيا على حسابات واقعية لتأثير ذلك على المقاومة وقوتها وسلاحها وأمنها ، بل لحسابات واقعية لإمكانية تاثير هذه الضغوط على مناعة اللبنانيين في مقاومة عروض مقايضة قبول التوطين بالحصول على التمويل ، و رغم كل هذا الوضوح يتلعثم خطاب القوات ، الذي يفترض أن يكون الأعلى نبرة في رفض صفقة القرن من منطلق عقيدة القوات المفترضة
– لا يغير من ذلك الحديث عن أن أحدا لا يزايد على القوات في رفض التوطين ، لأن لرفض التوطين اليوم معيار هو رفض صريح وقوي ومستدام بخطة عمل عنوانه ، كيف نسقط صفقة القرن ومندرجاتها على لبنان ؟