رئيس شعبة العمليات.. وكيل فعميد الدفاع.. عضو المكتب السياسي.. والمميّز بعطاءاته ومواقفه وتفانيه الامين فارس رشيد ذبيان
إعداد: لبيب ناصيف
في اوائل السبعينات تعرّفت الى الرفيق فارس ذبيان طالباً ثانوياً، فمقاتلاً في منظمة نسور الزوبعة، حتى اذا اندلعت الحرب الاهلية، عرفته مجلّياً في ساحات القتال والمواقع العسكرية، وصولاً الى توليه مسؤوليات قيادية في عمدة الدفاع تتوّجت بمسؤولية عميد لسنوات طوال اثبت فيها حضوراً مميّزاً جعله يحتل لدى رفقائه، وفي الحزب مكانة متقدمة بدت واضحة عند رحيله، عبر المئات من الكلمات والبرقيات والتعليقات التي احتلّت مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة.
في كلمتنا هذه لا نختصر التاريخ النضالي المميّز للامين فارس ذبيان، انما نقدم اضاءة تعريفية، فيطلع الجيل الجديد من الرفقاء الطلبة وغيرهم على واحد من قياديي الحزب الذي كان لهم حضورهم اللافت في تاريخ النضال القومي الاجتماعي.
* * *
لفّ الحزن فروع الحزب على مساحة الوطن وعبر الحدود فور الاعلان ان الامين الجزيل الاحترام فارس ذبيان كان على متن الطائرة المنكوبة، وهو المعروف بنضاله الحزبي منذ انتمائه الى الحزب، وخوضه المعارك الشرسة في الكثير من المواقع، ودائماً كان مجّلياً في ايمانه والتزامه واندفاعه في سبيل القضية التي احتلّت كل كيانه.
وفيما راحت فروع الحزب عبر الحدود تتوجه بالبرقيات والرسائل الى قيادة الحزب، فضلاً عن الاتصالات العديدة التي انهالت منذ وصول الخبر اليها، شهد منزل الامين فارس ذبيان في كل من بيروت وبلدة «مزرعة الشوف»، تدفق الرفقاء والاصدقاء المفجوعين. والى جانب عائلة الامين فارس، وقف حضرة رئيس الحزب في حينه الامين اسعد حردان، حضرة رئيس المجلس الاعلى الامين محمود عبد الخالق، حضرة نائب رئيس الحزب الامين توفيق مهنا، عمد وأعضاء مجلس اعلى وهيئة منح رتبة الامانة، ومنفذون عامون، كذلك بادر قوميون اجتماعيون كثر الى تأسيس موقع على «الفايس بوك» بعنوان: سوف تبقى في قلوبنا يا حضرة العميد فارس ذبيان.
* * *
بدورها غطت الصحف المحلية خبر سقوط الطائرة وتحدثت عن الامين فارس ذبيان عميداً وعضواً في المكتب السياسي ومناضلاً فذاً.
قالت جريدة «السفير»
« وقع الخبر صعباً على مسامع أبناء مزرعة الشوف. «ابو هيثم» كان على متن الطائرة الاثيوبية: قتل؟ لا ايجابات، لا ايجابيات، لا مكان سوى للحزن، وللأمل الضئيل بإمكانية نجاة فارس ذبيان.
منذ ساعات الصباح وعائلات المزرعة ظلت بانتظار أي جديد. المطلوب: «معرفة مصير الفارس»، وإن مالت الترجيحات أكثر صوب السوداوية مع تقدم ساعات النهار، وباتت البلدة الشوفية تتحول أكثر صوب التشاؤم، وبقي أبناؤها على استنفارهم طول الساعات الاخيرة، تماما كالاستنفار المماثل الذي شهده المنزل الثاني لذبيان في بيروت. أبناء البلدة وعائلة ابي هيثم، قصدوا المطار وتنقلوا من مكان لآخر لمعرفة «الجديد مهما كان…
… فارس (مواليد 28 ايلول 1955) كان متوجها لاثيوبيا، ليؤسس مع ابنه الوحيد هيثم (25 عاما) شركة جديدة، ومنها كان سيتوجه الى جيبوتي. لكن الابن بقي في اديس ابابا بانتظار وصول والد خطفه القدر في الطريق. رجل الاعمال الشوفي له، الى هيثم، بنات ثلاث: فرح، زينة وربى، ومتأهل من ماغي ابو خير (ضهور الشوير). الاب كان فرحا بمنزل جديد بناه حديثا في مزرعة الشوف، وحبه لعائلته لا يوازيه سوى حبه لبلدته «مزرعة الشوف»، التي بادلته بدورها المحبة، فهي تصفه بصاحب اليد الخيرة، وله مساهمات إنسانية تربوية واجتماعية كثيرة كما انه ترشح سابقا للانتخابات النيابية عن الحزب السوري القومي الاجتماعي في الشوف. الفواجع ليست بغريبة عن عائلة فارس ذبيان، فهو اخ لشهيدين هما: ياسر ومنير ذبيان، واخته ارملة الشهيد سجيع ذبيان. واليوم تضاف الى الفواجع… فاجعة جديدة.
* * *
وكتبت جريدة «النهار»:
« لحظات صعبة عاشها قضاء الشوف منذ وقوع المأساة، وقد فقد أعلى القضاء احد فاعلياته فارس رشيد ذبيان (من مواليد 28-9-195 ( من مزرعة الشوف، علما ان (ذبيان) يتنقل باستمرار بين لبنان واثيوبيا وجيبوتي لمتابعة اعماله وهو يملك شركة مقاولات فضلا عن سلسلة اعمال يتابعها مع نجله هيثم في جيبوتي.
ومع اعلان خبر الكارثة، بدت الصدمة كبيرة على الاهل والاقارب نظراً الى مكانة ذبيان وما يلقاه من احترام وتقدير كبيرين لأعماله الخيرية ومساهماته الانسانية في بلدته وهو كان مرشحا للانتخابات النيابية عام 2000 عن احد المقعدين الدرزيين باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي اليه.
وتحت عنوان « فارس ذبيان غادر مزرعة الشوف…» كتب نسيب زين الدين في جريدة «اللواء»:
« فُجعت بلدة مزرعة الشوف بإعتبار احد ابنائها فارس رشيد ذبيان (مواليد 28-9-1955) من ضمن ركاب الطائرة الاثيوبية، ومع اعلان خبر حصول الكارثة توجهت الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي على الفور عائلة ذبيان الموجودة في بيروت واقاربه من البلدة بحثاً عن معلومات او اخبار تتعلق بالمفقود اذا كان من بين الضحايا او ما زال على قيد الحياة.
وذبيان هو من اعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي وتولى فيه عدة مسؤوليات، واحد مرشحيه للانتخابات النيابية في الشوف وله اربعة اولاد، فرح، هيثم، زينة، وربى «.
واوردت جريدة «المستقبل» … الآتي:
« عاشت منطقة الشوف لحظات وقوع الكارثة اللبنانية الانسانية مع مرور طائرة الخطوط الجوية الاثيوبية في اجوائها وتحديداً قبالة بلدة السعديات، فإندلاع الحريق فيها وسقوطها على بعد ثمانية كيلومترات تقريباً من الشاطئ في البحر. ولم تسلم منطقة الشوف ايضاً من الخسائر من الضحايا التي خلّفتها الكارثة فأُصيبت كما الكثير من المناطق بفقدان احد ابنائها فارس رشيد ذبيان من بلدة مزرعة الشوف (المولود 28/09/1956) من ضمن ركاب طائرة الخطوط الجوية الاثيوبية وكان قاصداً مركز عمله في اثيوبيا حيث يملك فيها شركة مقاولات بناء الى جانب اعمال له في جيبوتي يتابعها مع ولده هيثم. ومع اعلان خبر حصول الكارثة كانت الصدمة كبيرة على الاهل والاقارب نظراً لمكانة ذبيان ومساهماته الانسانية في بلدته ووسط مجتمعه وترشحه في دورة العام 2000 الانتخابية النيابية عن احد المقعدين الدرزيين بإسم الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي إليه، وتولى فيه مسؤوليات قيادية عديدة منها مسؤولية عميد الدفاع، وقد إهتم مؤخراً بأعماله الخاصة، وهو متزوج من ماغي أبو خير (ضهور الشوير) وله اربعة اولاد، فرح، هيثم، زينة، وربى. وهو شقيق شهيدين (ياسر ومنير… )
ومع اعلان الحداد وانتشار الخبر اقفلت البلدة بمحالها ومتاجرها وتوجه عدد كبير من الاهالي الى منزل عائلته قرب اوتيل البريستول في بيروت فيما البعض الآخر توجه الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي بحثاً عن معلومات او أخبار تتعلق بالمفقود اذا كان بين الضحايا أو ما زال على قيد الحياة، واستمر ذلك حتى فترة المساء، كما توجهت كريمته ربى الى مستشفى الحريري وقدّمت فحص الـd.n.a. .
وتحت عنوان: «فاجعة الشوف» كتبت جريدة «الأنوار»:
« فُجعت منطقة الشوف بالكارثة الانسانية التي حلّت بلبنان حيث كان احد ابنائها فارس رشيد ذبيان (مواليد 28/09/1956 ) من ضمن ركاب طائرة الخطوط الجوية الاثيوبية التي سقطت في عرض البحر، ومع اعلان خبر حصول الكارثة توجهت الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي على الفور عائلة ذبيان الموجودة في بيروت واقاربه من البلدة بحثاً عن معلومات او اخبار تتعلق بالمفقود، واذا كان من بين الضحايا او ما زال على قيد الحياة، واستمر ذلك حتى فترة المساء. في وقت كانت بلدته (مزرعة الشوف) بإنتظار اي جديد في لحظات صعبة كان يترقب خلالها الاهالي النقل المباشر للفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى لمتابعة الموضوع.
وذبيان كان احد عمداء الحزب السوري القومي الاجتماعي وتولى مسؤوليات حزبية عديدة، وكان احد مرشحي الحزب لدورات انتخابية على احد المقعدين الدرزيين في قضاء الشوف، وله اربعة اولاد، فرح، هيثم، زينة، وربى.
أما جريدة «الحياة» اللندنية فأشارت إلى أن بين ركاب الطائرة المنكوبة «القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس رشيد ذبيان (مواليد 1955) الذي كان متوجهاً الى غينيا بيساو لمتابعة أعماله»
كما تناقلت العديد من القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية نبأ وجود الأمين فارس ذبيان على متن الطائرة المنكوبة، ووصفته بالمقاوم والقيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
فارس ذبيان «وائل»: مقاوم آخر يغادرنا ـ
بقلم عامر ملاعب
« لم يكن كل من عرفه أو سمع عنه يتوقع له هذا القدر الأليم، سقوطاً في مياه البحر، وتحديداً قبالة شاطئ ساحل الشوف، وهو من خبر وجاور المخاطر فترة طويلة على اليابسة، في الجبال والأودية والقرى والمدن. اليوم انتقل فارس ذبيان، وقد عرف باسمه الحركي «وائل»، من الظل الذي يلف رجالات المقاومة عادةً، إلى العلن المؤلم ونعرفهم حين ترفع صورهم على لوائح الشرف. هو من عمل جاهداً طوال سنوات في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقاً من بلدته الجبلية مزرعة الشوف إلى كل الوطن، هو من تعمد بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية، ولاقى «الإسرائيلي» في العام 1982 بما يليق بالمحتل، ولم يزل.
عرفه أهله واصدقاؤه صامتاً لا يتحدث عن نشاطه وعمله، وخبره رفقاؤه جريئاً مقداماً لا يهاب حوافي الخطر، ولا يخفي هؤلاء في هذه اللحظات الحديث عن عشرات العمليات الجريئة التي خطط لها ونفذها «الأمين» ذبيان، وهو من ابرز قادة المقاومة الميدانية في تلك المرحلة الصعبة، سهل وخطط ونفذ بسرية تامة جعلته محط أنظارهم ومثالهم.
* * *
عن الموقع الرسمي 11/02/2010
نبذة عن عضو المكتب السياسي الأمين المناضل فارس ذبيان ومأتم شعبي وحزبي له في مزرعة الشوف
« بعد أن نعى رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الامين أسعد حردان الأمين المناضل فارس ذبيان (وائل)، الذي قضى في تحطم الطائرة الأثيوبية المنكوبة، وزعت عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب النبذة التالية:
الأمين فارس ذبيان، مناضل حفل تاريخه الحزبي بالتضحيات الجسام، ما مكنّه من ارتقاء سلّم المسؤوليات القيادية في الحزب، ويعتبر من القياديين البارزين فيه.
من مواليد مزرعة الشوف 1955، إنتمى إلى الحزب في العام (1975).
تحمل مسؤوليات محلية في منفذية الشوف آخرها مسؤولية منفذ عام.
تحمل مسؤوليات مركزية في الحزب، فعين وكيلاً لعميد الدفاع (1992)، ثــــم عميداً للدفاع (1998)، ثم عميداً من دون مصلحة 2004، وعضواً في المكتب السياسي المركزي حتى تاريخ وفاته.
مُنح رتبة الأمانة عام 2005، ليصبح بالتالي عضواً في المجلس القومي.
رشحه الحزب لخوض الإنتخابات النيابية عن دائرة الشوف عام 2000.
* * *
النعي الحزبي،
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان
وآل ذبيان وأبو خير وعموم أهالي مزرعة الشوف
ينعون الى الأمة ببالغ الحزن والأسف
الأميـــن المناضــل
فارس رشيد ذبيان
عضو المكتب السياسي
الذي قضى في حادثة سقوط الطائرة الأثيوبية فجر يوم الاثنين الواقع فيه 25/01/2010.
زوجته: ماغي أبو خير.
ابنه: هيثم.
بناته: الرفيقة ربى، فرح وزينة.
شقيقاه: الرفيق الشهيد المرحوم منير وعائلته.
الرفيق الشهيد المرحوم ياسر وعائلته.
شقيقتاه: المرحومة سميرة زوجة المرحوم عزت أبو علي وعائلتها.
يسرى زوجة الشهيد سجيع ذبيان وعائلتها.
تقام الصلاة لراحة نفسه في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم السبت الواقع فيه 13 شباط 2010 في مسقط رأسه مزرعة الشوف.
تقبل التعازي بعد الصلاة ويوم الأحد الواقع فيه 14 شباط 2010 في دارة الفقيد في مزرعة الشوف، ويوم الاثنين 15 شباط في دار الطائفة الدرزية في بيروت من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى الساعة السابعة مساءً.
* * *
فروع حزبية عديدة، ورفقاء من مناطق عبر الحدود وجهوا رسائل تضامن ومواساة الى رئاسة الحزب الموقرة والى عائلة الأمين فارس ذبيان، يعربون فيها عن حزنهم العميق وعن تقديرهم للتاريخ النضالي للأمين فارس.
من تلك الرسائل العديدة، رسالة من الأمين نزار سلوم في مونريـال، جاء فيها:
« يخيّل إليّ انّ الطريقة التي غاب عبرها الأمين فارس ذبيان، ليست سوى استعادة رائعة لمسار طائر الفينيق. مسار محكومة نهايته بفصل القيامة والانبعاث. آلمني غياب فارس وأتعب خيالي إذ أتصور مساره التراجيدي، وأشعر بقشعريرة باردة وانخطاف وعي للحظات إذ أستعيد طيفه معكم في أصعب اللحظات منذ أكثر من أربعين عاماً. أحسب لوهلة أنّ غياب فارس هو جرح فُتح في خاصرتنا جميعاً، وأنّ ملح البحر ينغل فيه عذاباً أسطورياً.
أضع حداً لهذا الخيال وألجأ إلى إحدى عاداتنا المقدسة التي تجعل من تراكم الاضحيات خميرة دهرية كي ينضج تماماً عجين الأمة وخبزها الأزلي/ مقاومتها.
آمل أن تتكيف عائلة الأمين فارس مع واقع مساره الجديد معانقاً صهوة العاصفة وراكباً ظهر الموج في مسار أبدي خالد. ربما عندما يتطلعون من الشوف صوب البحر عند الغروب يرون ابتسامته تغطس يومياً مع قرص الشمس في بحر سورية. ولتحيى سورية «.
* * *
ذكرى أربعين الأمين فارس ذبيان في الولايات المتحدة
اوردت نشرة عمدة شؤون عبر الحدود بتاريخ 15/03/2010 الخبر التالي:
« اقام القوميون الاجتماعيون في مدينة كليفلند في ولاية أوهايو الاميركية يوم الاحد 14/03/2010 ، ذكرى الاربعين لفقدان الامين فارس ذبيان. توافد القوميون واصدقاؤهم ورجال دين من ممثلي الطوائف الاغترابية، ومواطنون من الجالية اللبنانية المقيمة في مدينة كليفلند والمدن المجاورة، الى منزل سعيد وفيروز أبو المنى(1) لتقديم التعازي والاسف على خسارة الحزب والوطن للأمين فارس ذبيان ناشدين الصبر والقوة لعائلة الأمين فارس وحزبه. كما تداعى في الذكرى الاربعين لفيف من رفقاء الامين فارس الذين رافقوه وواكبوا سنوات نشأته وأيام نضاله وصراعه في الحزب القومي مستذكرين بطولاته المتفانية من غير كلل بطلّته الدائمة المفعمة بالشجاعة والثقة وبسمة محياه المعهودة.
* * *
قالوا فيه
من إعداد الرفيقة زهرة حمود
اورد الموقع الرسمي للحزب كلمات عديدة قيلت في عميد الدفاع، عضو المكتب السياسي الامين فارس ذبيان، ابرزها من كل من رئيس الحزب في حينه الامين اسعد حردان، رئيس المجلس الاعلى الامين محمود عبد الخالق، رئيس المكتب السياسي الامين على قانصو، الى كلمات من كل من الامين ربيع الدبس، عميد الاذاعة الامين جمال فاخوري، مدير الدائرة الاعلامية (العميد لاحقاً) الامين معن حمية، الرفيقة زهرة حمود، الرفيقة ميسلون فرحات، والرفيقة رويدة نحله.
رئيس الحزب في حينه الامين اسعد حردان
التغيير والصراع ومقاومة الاحتلال والاستشهاد، عناوين كانت بمجملها في صميم احلام فارس ذبيان وطموحاته
حين نسأل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين اسعد حردان، ندرك ان لدى الرئيس الكثير الكثير عن الامين فارس ذبيان، وهو من خبر الامين فارس عن قرب، ولأنه يعرف جيداً، يقول: « فارس بح على مدى ثلاثة عقود ونيف في بحر النضال وسبر اغواره وركب امواجه، وكان يحمل دمه الوديعة على كفه، غير عابئ بكل الاخطار، فهو كان يتوقع الشهادة في ساحات النضال، ولم يخطر لنا ان حادث طائرة سيودي به في بحر، لم يتح له فرصة النجاة «
يضيف رئيس الحزب: « التقيته في الحزب شاباً واعداً، وهو في التاسعة عشرة من عمره، عملنا معاً في أكثر من مجال ونشاط حزبي، فكان فارساً في كل المجالات واستمر رفيقاً نابضاً بالحركة والحيوية، وحريصاً على مناقبية قومية اجتماعية تولدت من ايمانه العميق بمبادئ الحزب وعقيدته، وكان برغم طبيعة مهامه النضالية، مشدوداً الى النشاط الاذاعي والثقافي والفكري، وهذا ما مكنّه من امتلاك صفة القدوة في الحزب « .
يتابع رئيس الحزب: « فارس ذبيان الرفيق والامين، كان صادقاً في التزامه وترجم هذا الالتزام بالعمل الدؤوب. وكان انتماؤه الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب النهضة والحركة والتغيير والصراع ومقاومة الاحتلال والاستشهاد، لان هذه العناوين بمجملها كانت في صميم احلامه وطموحاته، لقد كان حراً في طبيعته وفي سلوكه وفي نظاميته وفي وجدانه القومي، وقد كان همّه كيف يكون المثل والمثال في تطبي مبادئ أقسم على الالتزام بها «
ويقول الرئيس: « كان مقدراً لفارس ان يكون شهيداً في كل اللحظات والمحطات، لكثرة ما خاض من معارك الدفاع عن الحزب والامة، ففي المواجهات الصعبة كان في مقدمة الصفوف، وخبر قيمة الشهادة ومعناها في بيته وفي حزبه الذي قدم تضحيات جساما، في سبيل رفعة المجتمع، وعزة البلاد، ولحفظ كرامة الشعب، وصون مكانة الامة «.
يتابع رئيس الحزب: « عرفته في المواقع الحزبية وعرفه القوميون الاجتماعيون، الآمر العسكري (وائل)، آمراً لا يعرف الراحة، يتابع عمله بمنهجية ودقة عز نظيرهما. وعرفته مقاوماً، في المواجهة المباشرة مع العدو «الاسرائيلي»، وفي الدفاع عن وحدة لبنان في مواجهة مشاريع تقسيمه وتفتيته، كان أحد المناضلين المتقدمين في مختلف المواقع، حتى آخر لحظة من حياته، لذلك ففارس ذبيان هو الفارس، الذي تعجز الكلمات والتعابير عن وصفه والاحاطة بمسيرته النضالية التي هي جزء لا يتجزأ من مسيرة الحزب وجهاده «.
ويقول الرئيس: «فارس ذبيان كان مشروع شهيد في كل الاوقات، لكنه في الوقت عينه كان من ابناء الحياة، وكانت الحياة لائقة له، وهو جدير بها، فهو مثلما سجل نجاحات باهرة في النضال الحزبي، نجح ايضاً على المستوى الحياتي، وبعصامية الانسان المعطاء أسس عمله الخاص، ونجح فيه، ووفر فرص عمل لمن حوله من رفقاء واقارب، وأنشأ عائلة قومية اجتماعية، مع زوجته التي أحب الرفيقة ماغي، ومنح عائلته كل الرعاية الابوية المتميزة، كما احتضن ورعى عائلات اشقائه الشهيدين ياسر ومنير، واستطاع ان يحقق مكانة اجتماعية واقتصادية، الى جانب التزامه بمواقف الحزب، ونضاله في صفوفه».
ويستعيد رئيس الحزب بالذاكرة شموخ الامين فارس فيقول: « في كل الظروف والمواقع والمواقف، لم تكن الابتسامة تفارق محياه، كان دائم التفاؤل بالحياة، والمتفائلون بالحياة، تعبر قناعاتهم عنهم، فهم متصالحون مع انفسهم، وفارس كان متصالحاً مع ذاته الى ابعد الحدود، واثقاً من قدراته، والثقة بالذات وبالحزب وبالنهضة هي التي معيار القيم وحياة العز «.
ويصف الرئيس حادث الطائرة الذي قضى فيه الامين فارس، وبالفاجعة ويقول: « انها فاجعة فوق طاقة الاحتمال، او التصديق، ولكنها مشيئة القدر». ويضيف: «ان يترجل فارس ذبيان عن صهوة النضال فهذا كان مقدراً له ولكل مناضل ومقاوم قومي انتمى الى قضية تساوي وجوده، ولكن ان يترجل بحادث طائرة وهو يسعى وراء متطلبات الحياة، فهذه فاجعة كبيرة، خصوصاً وان سياق حياته ومسيرته والتزامه كلها كانت تتجه الى مكان آخر، فقدر المناضلين يتوقعه الناس في ساحات المواجهة، اما حصوله في غير ساح الجهاد يشكل فاجعة لا يمكن تصديقها ببساطة «.
واذا كان حديث رئيس الحزب عن الامين فارس يطول ويوغل في ذكريات النضال والتضحيات التي هي موضوع فخر واعتزاز، لكن سرعان ما تسأله عن خاتمة لكلامه فيقول: « صحيح ان حزبنا غني بالرجال والقادة، لكنه بخسارة الامين فارس ذبيان يفتقد رجلاً وقائداً مقداماً، اكتسب بنضاله صفة القائد القدوة وهو سيظل حاضراً في مسيرتنا، وفي وجدان جميع المؤمنين بهذه النهضة العظيمة التي تسير نحو العز والانتصار.
* * *
عنه يقول رئيس المجلس الاعلى الامين محمود عبد الخالق:
« فارس من الشخصيات القيادية المحبوبة، خاصة وانه ممن يمنلكون قدرة فائقة على تجاوز الجزئيات في علاقاتهم، من أجل إعلاء شأن الامة، وهذه الصفات لا تليق الا بقائد من أمثال فارس، الرجل المسؤول والطامح والمتطلع الى غد أفضل «.
« نجح فارس فس عمله الحزبي، في كل المجالات، وحين تحمل مسؤولية كعميد للدفاع، كان جديراً بتحمل هذه المسؤولية، فكان محل تقدير القيادة الحزبية وثقتها، كما ثقة القوميين العاملين في المجال الاداري والنضالي الذين أحبوه ,احبهم فكان يلاحق اصغر الامور التي تهم هذا الرفيق او ذاك، وهذا ما جعله يسكن وجدان كل من عمل معه «.
وقال رئيس المكتب السياسي الامين علي قانصو:
« فارس ذبيان قامة شاهقة من قامات الحزب السوري القومي الاجتماعي، خبرته عميداً للدفاع، عندما كنت رئيساً للحزب بين العامين 1996 و 2000، وكان مثلاً في تأدية المسؤولية التي تحملها، كما كان رائداً في عمله المقاوم، واذكر تلك العملية التي قام بها الحزب في وجه الاحتلال «الاسرائيلي» عام 1997، واستشهد خلالها رفيق من بلدة تفاحتا، هذه العملية، اشرف على الاعداد لها العميد فارس ذبيان «.
« كان فارس ذبيان يمثل نبضاً حياً عنوانه الدائم القلق على الحزب وان يظل هذا الحزب في فعاليته وفي دوره وفي حضوره على مستوى طموح كل القوميين الاجتماعيين « .
« لم يتلكأ فارس يوماً عن واجب، حتى ولو كان القيام به محفوفاً بأكبر المخاطر، كان مثالاً للإقدام، وكان فعلاً، اسماً على مسمى، فالفروسية كانت ميزة أساسية من مزايا فارس ذبيان «.
* * *
كما في الوطن تميّز الامين فارس ذبيان في سنوات اقامته وعمله في القارة الافريقية. بدءاً من منطقة بورت هاركور في نيجيريا، واذكر من الرفقاء الذين كانوا مقيمين فيها. الامين لبيب غانم، الامين فهد الباشا، الرفيق الياس دعبول (من بلدة مزيارة) والرفيق المهندس غسان رزق.
اول من عرفتُ من ابناء «مزرعة الشوف» الشاعر، المنفذ، والمناضل المميز الامين فؤاد ذبيان. وعرفت ايضاً الرفيقين نديم وسمير عبد الساتر في فترة دراستها الجامعية قبل ان ينتقلا الى «جبيل»، وينخرطا في العمل الحزبي، والعام .
ومن مزرعة الشوف عرفت في مرحلة دراستهما الجامعية المواطنة الصديقة رينيه اسكندر، حتى اذا اقترنت من الرفيق الدكتور طلال نادر، احتلا لدي حضوراً حلواً، ما زال مستمراً.
وعرفت الرفيق المناضل سلامة ذبيان(2) والرفيق نظام ابو كروم(3) وقد كان نشط جيداً وتولى مسؤوليات حزبية محلية، وعرفت من الرفقاء، عماد فؤاد ذبيان، عزام وسعيد ذبيان.
* * *
عن سبب سقوط الطائرة، ذكر التقرير الصادر : «ان الطيار لدى تلقيه تعليمات برج المراقبة بعد الاقلاع بالالتفاف نحو اليمين والى خط 270 أجاب ايجاباً، لكنه سار في اتجاه خاطئ مما دفع المراقب الجوي في برج المراقبة الى اعادة الطلب منه تصويب مسار الطائرة فأجاب»نعم» لكنه استمر في الاتجاه الخاطئ. ويضيف التقرير أنه «بفعل تراكم الاخطاء في فترة قصيرة فقد الطيار السيطرة على الطائرة مع فقدانه أي نقطة ارتكاز بسبب الظلام فسقطت بسرعة فائقة لتصطدم بسطح البحر وتستقر على عمق 50 مترا».» يمكن يجادة في الرابط التالي:
http://arabic.people.com.cn/31662/7708486.html
الا ان موقع ويكيليكس ذكر أن الموساد أسقط الطائرة الأتيوبية في لبنان، أعتقادا أن هاشم صفي الدين كان على متنها. للاطلاع على الرابط التالي:
https://arabic.rt.com/news/595789–
هل هذا كل شيء ؟ لا. فالامين فارس ذبيان، يستحق ان يُكتب عنه الكثير. انها، فقط، اضاءة تعريفية، بانتظار ان يكتب من رافقه في مواقع النضال ضد العدو الصهيوني، اولاً ثم ضد صهاينة الداخل، الكثير عن مسيرته المتميّزة، فننشر ذلك تباعاً، داعين رفقاء الامين فارس الى ان يتركوا لتاريخنا تلك الباقة الجميلة من مآثر احد المميزين في النضال القومي الاجتماعي.
هوامش:
1 – سعيد ابو المنى: من الرفقاء الذين عرفتهم مواقع الحزب العسكرية، اشتهر ببسالته وبمواقفه الجريئة. رافق الامين فارس في العديد من المواقع العسكرية. غادر الى كليفلند محققاً اعمالاً ناجحة.
2 – سلامة ذبيان: شارك في الثورة الانقلابية واُسر ، الى ان خرج مع العفو . ما زال ينبض بحياة الحزب .
3 –نظام ابو كروم: تولى مسؤوليات محلية عديدة، ناظراً للاذاعة وللتدريب، الى مسؤوليات اخرى.