دعوة لاجتماع أمميّ لـ«نبذ صفقة القرن».. وتواصل الغضب الشعبيّ في غزة والضفة.. وإصابة عشرات الفلسطينيّين برصاص الاحتلال.. وتظاهرات حاشدة في الأردن عباس وأبو الغيط يبحثان موقفًا عربيّاً تجاه «خطة ترامب»
بحث رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في القاهرة الجمعة موقفًا عربيًا موحدًا تجاه «صفقة القرن» وضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية دون تغيير.
كما بحث الطرفان مواجهة «الصفقة» على المستوى العربي والإقليمي والـدولي، فيما طالب عباس العالم العربي بالوقوف إلى جانب الموقف الفلسطيني المُشدّد على أنه لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض دون القدس.
ووصل عباس إلى القاهرة صباح أمس، للمشاركة في أعمال الاجتماع غير العادي «الطارئ» لوزراء الخارجية العرب الذي سيُعقد في مقر الجامعة العربية اليوم السبت، لبحث «صفقة القرن» وسبل مواجهة كافة المخطّطات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
إلى ذلك، دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الجمعيّة العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة لتأكيد إرادة المجتمع الدولي القوية في نبذ محاولات الالتفاف على قراراتها من خلال إجراءات باطلة، ومواجهة الانفراد السياسيّ الأميركيّ.
كما طالبت المنظمة في بيانٍ لها أمس، الحكومات العربية للعمل العاجل مع الدول الإسلامية ومجموعة الـ77 للضغط لعزل «إسرائيل» سياسيًا بالتوازي مع ما تعيشه من خناق شعبي عالمي وتزايد المواقف البرلمانية العالمية الداعمة للحقوق الفلسطينية وتكثيف الضغط الذي تواصله مؤسسات المجتمع المدني عالميًا.
وفي تقدير المنظمة، «فإن المواقف العربية جاءت دون المستوى، وتمنح الطرفين الأميركي والصهيوني الفرصة الكاملة للمضي قدماً في تنفيذ مخططاتهما على الأرض».
وعلى صعيد الحراك الشعبي الفلسطيني، تواصلت الفعاليات الشعبية الغاضبة، أمس، رفضاً لصفقة ترامب – نتنياهو، التي تهدف إلى سلب الحقوق الفلسطينية كاملة، والاعتراف بالأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال بجرائمه وعدوانه.
غزة
ففي غزة، خرجت مسيرة حاشدة، من المسجد العمريّ وسط المدينة، دعت لها لجنة المتابعة للقوى الوطنيّة والإسلاميّة، وذلك عقب صلاة الجمعة.
وانطلق المصلّون بعد أداء صلاة الجمعة صوب ميدان فلسطين، وتجمهروا هناك، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات المندّدة بصفقة ترامب.
وبالتزامن، انطلقت مسيرة حاشدة في شمال قطاع غزة، ردّد خلالها المشاركون هتافات غاضبة ورافضة للصفقة المشؤومة.
وألقى القيادي في حماس النائب مشير المصري كلمة أكد فيها أن جيل التحرير قادر على إسقاط صفقة ترامب المشؤومة.
وقال المصري إن: فلسطين إرث ديني وتاريخي لا تلغيها أو تبدلها القرارات والصفقات، مشدداً على أنه لن تمر الصفقة طالما هناك إرادة شعب ومقاومة صلبة. واضاف «نعلن رفضنا القاطع لصفقة القرن ونؤكد على ضرورة التحرك الوطني المشترك لمواجهتها».
كما أعرب عن أسفه لمشاركة بعض سفراء الدول العربية في «مسرحية ترامب ونتنياهو».
في الوقت ذاته، خرجت مسيرات حاشدة في الخليل وطولكرم والأغوار وقلقيلية ورام الله بعد صلاة الجمعة مباشرة، وذلك تأكيداً على أحقيّة الفلسطينيين بأرضهم من النهر إلى البحر.
رام الله
كما اندلعت بعد صلاة الجمعة مواجهات مع الاحتلال في قرية بدرس غرب رام الله عقب مسيرة رافضة لصفقة القرن.
وانطلقت مسيرة باتجاه الجدار الفاصل المقام على أراضي القرية في الجهة الغربية، واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان أطلق خلالها الجنود الرصاص الحيّ والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدّى لإصابة خمسة شبان بالمطاط واحدة منها في الرأس.
وفي قرية بلعين غرباً، انطلقت مسيرة شارك فيها عشرات النشطاء رفضاً لصفقة القرن وتوجّهت نحو الجدار الفاصل.
وكانت شرطة الاحتلال «الإسرائيلي»، قرّرت تعزيز قواتها في مدينة القدس المحتلة، وبشكل خاصّ داخل البلدة القديمة، تحسبًا لاندلاع مواجهات غاضبة.
كما أصيب الشاب محمد بلال التميمي بالرصاص الحي في الكتف نُقل على إثرها للمستشفى.
ودفعت قوات الاحتلال بعشرات الجنود والدوريات العسكرية إلى المدخل الشرقي في محيط النقطة العسكرية، كما عزّزت من تمركزها في منطقة «العيون» جنوبًا.
الخليل
كما أصيب مواطن بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت في الخليل وطولكرم وقلقيلية.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة «عصيدة» المحاذية لمستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل، وشرعت بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة الناشط الإعلامي محمد عوض برصاصة مطاطيّة في قدمه، والعشرات بالاختناق.
كما شهد محيط باب الزاوية وسط الخليل مواجهات مع الاحتلال، الذي أطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المواطنين، ما أدّى إلى إصابات عدد منهم بالاختناق.
طولكرم
كما اندلعت عصر الجمعة مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال في طولكرم تخللتها إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وقالت مصادر محلية إن مسيرة احتجاجية على صفقة القرن تحوّلت إلى مواجهات بعد ذلك لدى اقترابها من الحاجز الغربي لطولكرم عند مدخل تجمّع جاشوري الاستيطاني.
وأضافت أن جنود الاحتلال أطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المواطنين وانتشروا بشكل واسع.
وكذلك اندلعت مواجهات عقب قمع قوات الاحتلال لمسيرة في بلدة قفين شمال طولكرم لدى اقترابها من بوابة جدار الفصل العنصري وأطلقوا المسيل للدموع بكثافة.
قلقيلية
كما اندلعت عصر الجمعة مواجهات في أكثر من محور في قلقيلية أوقعت إصابات بالاختناق واعتداءات على المواطنين.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت على المعبر الشمالي للمدينة وأخرى على الحاجز الجنوبيّ تخللتها إصابات بالاختناق.
كما اندلعت مواجهات في بلدة جيوس شرقي المدينة رشق خلالها الشبان الجنود بالحجارة، فيما أغلق الجنود طريق عزون جيوس واعتدوا على المواطنين.
اقتلاع أشجار بنابلس
وفي السياق، اقتلع مستوطنون، اليوم أشتالاً زرعها مواطنون في أراضيهم التي حرموا من دخولها لنحو 20 سنة، في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس.
وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم أنه بعد أقل من 24 ساعة على زراعة الأشتال وتسييج الأرض القريبة من مستوطنة «شافي شمرون»، أقدم المستوطنون على اقتلاع الأشتال وتخريب السياج، قبل أن يهربوا إلى داخل المستوطنة.
وأكد عازم: سنستمر ولن نتراجع مهما كلفنا الثمن، و»صفقة القرن» لن تمرّ. وتمكّن عدد من مزراعي بلدة سبسطية يوم أمس من زراعة وتسييج أراضيهم في المنطقة القريبة من المستوطنة، بعد أن حرمتهم سلطات الاحتلال من دخولها.
من جهة أخرى، أصيب عشرات الفلسطينيين برصاص وغاز جيش الاحتلال، في مواجهات اندلعت في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
وصرّح الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب: «أصيب 48 مواطناً فلسطينياً بجروح مختلفة برصاص وغاز قوات الاحتلال، التي قمعت التظاهرات السلميّة في مدن وقرى الضفة الغربية».
تظاهرات أردنيّة
وفي السياق، خرجت تظاهرات في العاصمة الأردنيّة عمان، تنديداً ورفضاً لخطة الرئيس الأميركيّ، والتي باتت تُعرف بـ»صفقة القرن».
وانطلقت بعد صلاة الجمعة، مسيرة حاشدة من أمام المسجد الحسيني الكبير في «وسط البلد» في عمان، حيث ردّد المتظاهرون هتافات «تؤكد على وحدة الأردن وفلسطين وشعبيهما»، وأن «الأردن وفلسطين شعب واحد مش شعبين».
وأكد المحتجون «على ثبات الموقف الأردني الرافض للصفقة»، قائلين إن «الأردن أرض الرباط ما بيقبل الانحطاط»، و»أردن أردن أرض الحشد.. أقصى أقصى أرض المجد» و»جدودي قالوا بالأمثال وطنك بده رجال والرجال بتهدّ جبال».
وأحرق مشاركون في المسيرة العلم الصهيوني «تنديداً بسياسات واعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، والأراضي الفلسطينية المحتلة».