الأديبة كلاديس مطر… على الرواية أن تؤرّخ لمرحلة وإلا فقدت معناها
محمد خالد الخضر
الأديبة كلاديس مطر تكتب الرواية والقصة بأسس وبنى حقيقية تقدّم عبرهما عملاً أدبياً متكاملا معتمدة على إحساسها في التقاط الواقع، فتختار دائماً مكاناً وزماناً محدّدين فضلاً عن تأثرها بتداعيات الحياة في وطنها وخارجه.
وتقول مطر: بأسباب طغيان الرواية على باقي الأجناس الأدبية في زمننا بقدرتها على إيصال أي فكرة تريد ومرونتها على استيعاب كل الأجناس الأخرى، فضلاً عن تنوّعها وتداخلها، مؤكدة أن احتلال الرواية هذا الحيّز الكبير في الحياة الثقافية يرجع إلى مقدار البراعة التي يمكن أن ينافس بها الكاتب نفسه وبقية الإرث الروائيّ.
ولكن مطر ترى أن كتابة الرواية ليست عملاً سهلاً وتشكّل تحدياً كبيراً للكاتب لأنها تحمل رسالة يجب أن تصل من دون أن تقتل شعرية اللغة، مشيرة إلى تفاصيل أخرى تدخل في تشكيل العمل الروائي من أهمها الحرية الفكرية وكسر القوالب والإيديولوجيات الفكرية النمطية والتجريب.
وحول كتابة الرواية عندها بيّنت أنها كانت تأريخاً لمرحلة معيّنة أو تأثراً بوقائع حياتها الخاصة. وتعتبر مطر بأن على الرواية أن تؤرخ لمرحلة ما وإلا فقدت شيئاً كثيراً من قيمتها، مبينة أنها تهتم جداً بإحداثيات الرواية المكانية والزمانية وتعمل على كل تفاصيلها خلال الكتابة.
ولا تنفي مطر تأثرها الشخصي بما يدور حولها كامرأة وكفرد يعيش في هذا العالم، موضحة أنها موجودة ضمن كل رواياتها لدرجة أحياناً يمكن للقارئ أن يسمع صوتها بوضوح بين أصوات الشخصيات.
ولفتت مطر إلى أن المنافس الوحيد لكل الأجناس الأدبية حالياً هو نشرات الأخبار والتقارير الصحافية من ساحات المعارك التي يستمع الجميع إليها، وتقرأ على مستوى شعبي كبير حتى أن البعض يتحدّث عن نشرات الأخبار باعتبارها قمة في البراعة في التأثير وإيصال الفكرة.
وتعتمد الرواية برأي مطر على الفكرة واللغة أو الأسلوب الجذاب الجميل والسهل الممتنع وفهم الكاتب وخياله ورؤيته وإحساسه بالناس وكل ما يجري حوله فضلا على المعلومة التي يجب أن تقدم للقارئ شعريا وبمنتهى الهدوء.
وحول علاقتها كأديبة بالنقد والنقاد تبين مطر أن النقد الأدبي المحترف ساعدها في التركيز على نقاط محددة في عملها الروائي لافتة إلى أنها استفادت كثيرا من النقد الذي يأتي عادة على لسان الناس الذين قرؤوا رواياتها.
وتتوجّه مطر في ختام حديثها للكتّاب الشباب بالدعوة لهم أن يقرؤوا بشغف دون كلل أو ملل وأن ينتبهوا إلى الحياة حولهم بكل تفاصيلها ويبتعدوا عن المشاعر السلبية كالغيرة والحقد، لأن الموهبة هي الفيصل.
والأديبة كلاديس مطر من مواليد اللاذقية حاصلة على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة تشرين، وهي عضو في اتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب لوس أنجلس في أميركا.. فازت بجوائز محلية وعربية لديها إصدارات عديدة منها في القصة مجموعة «حتى يزهر الصوان» وفي الرواية «حب على قياس العالم» وفي البحوث والدراسات «خلف حجاب الأنوثة» وفي المسرح «المسمار الأخير» فضلاً عن أكثر من عشرين كتاباً مترجماً.