استمرار المواقف الرافضة لصفقة العار: الوحدة الفلسطينية هي الركيزة الأهمّ لإفشالها
ناقشت لجنة الشؤون الخارجية في اجتماعها أمس برئاسة النائب ياسين جابر وحضور النواب: فريد البستاني، إبراهيم عازار، جميل السيّد، إبراهيم الموسوي، أنيس نصّار، بيار بو عاصي، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي، ميشال موسى، هنري شديد وحسن عز الدين، موضوع صفقة القرن وانعكاساتها على لبنان والقضية الفلسطينية.
وأكدت اللجنة أنّ “الفريق الأول والأساسي المعني برفض هذه القضية ومقاومتها هو الشعب الفلسطيني، لأن الإعلان عنها هو في الواقع إلغاء لحق اللاجئين بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه حسب قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن”.
وأكدت أنّ لبنان “يدعم الشعب الفلسطيني في دفاعه عن حقوقه ويشدّد على ضرورة تعزيز وحدة الموقف العربي والإسلامي في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، وذلك من خلال تعزيز الجهد العربي المشترك في إطار الجامعة العربية».
وبما يخصّ لبنان، أكدت اللجنة بالإجماع، “رفض التوطين في لبنان للاجئين الفلسطينيين بما نص عليه الدستور اللبناني بهذا الشأن، والإصرار على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وفقاً للقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.
وقرّرت اللجنة أن تعقد خلال الفترة المقبلة، اجتماعات خاصة للبحث في هذه القضية مع وزير الخارجية وممثل الأمين العام للامم المتحدة وسفراء الدول الكبرى والإتحاد الأوروبي.
من جهتها أعلنت كتلة “المستقبل” النيابية، أنها ناقشت في اجتماعها الدوري أمس “تداعيات الإعلان الأميركي الإسرائيلي المشترك عن صفقة القرن، وردود الفعل الفلسطينية التي أجمعت على رفض الصفقة، ووجدت فيها حلقة من حلقات تصفية القضية الفلسطينية واستكمال مخطط تهويد القدس».
وأكدت الكتلة “تضامنها الكامل مع القيادة الفلسطينية في هذا الشأن، والتزامها الموقف اللبناني والعربي الذي عبّر عنه البيان الصادر عن اجتماع الجامعة العربية في القاهرة”، معتبرةً أن”الموقف من التوطين أمر محسوم وغير قابل للمساومة وهو جزء لا يتجزأ من الوفاق الوطني اللبناني ونص الدستور، كما أن حق العودة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينفصل عن أية تسوية تنشد تحقيق سلام دائم وحقيقي”.
بدوره توجّه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى الأسرة الدولية قائلاً “إننا نرفض أي نوع من السياسة الدولية التي تحاول تحميل لبنان اثمان كل ما يجري في المنطقة، فلبنان لم يُقفل أبوابه في وجه أحد، فاستقبل اللاجئين الفلسطينيين سنة 1948 وحمل معهم قضيتهم. ثم استقبل أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري. لا تستطيع الأسرة الدولية السير بإغراءات مالية بنيّة توطين الفلسطينيين او السوريين على الأرض اللبنانية”.
وأكد أنه “لم يعد باستطاعة لبنان أن يدفع أثماناً أكثر مما دفع، ولا يمكنه تحمّل وزر السياسة الجديدة المتمثلة “بصفقة القرن” مع نتائجها الوخيمة والسلبية».
وأكدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في صيدا، في اجتماعها الدوري، في مقر حركة “حماس”، في مخيم عين الحلوة، “موقف القيادة الفلسطينية المركزية الوطنية والإسلامية الرافض جملة وتفصيلاّ كل مسوّغات ومخرجات صفقة القرن والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها”، وشددت على “أن هذه الصفقة لن تغيّر من الواقع شيئا ولن تنال من عزيمة وتضحيات شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج».
ودانت الهيئة، في بيان، “كل من شارك أو وافق أو أيد من الدول العربية صفقة القرن”، معتبرةً أن “أي خطوة تطبيعية أو موافقة ضمنية على صفقة القرن طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني، والوحدة الوطنية والإسلامية الفلسطينية هي الركيزة الأهم لإفشالها».
من ناحيتها، اعتبرت الهيئة الإستشارية للجنة الدولية لحقوق الإنسان – المكتب التنفيذي في الشرق الأوسط، في بيان بعد اجتماعها أمس، أن كلام الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس “برفض صفقة القرن جملةً وتفصيلاً، هو الموقف الرسمي الذي تعمل عليه وتؤيده حرصاً على احترام المواثيق الدولية».
وأكد السفير هيثم أبو سعيد خلال الإجتماع، أنّ هذا “المشروع لا يُمكن أن يُبصر النور لعدم استناده إلى معطيات قانونية وعملية”، لافتاً إلى أنه “يخرق جهاراً ويضرب بعرض الحائط كل المقررات الأممية، ولا سيما القرار 242 وحق العودة وتقرير المصير».
واعتبر أنّ الإصرار عليه “سيضع كلّ المجتمع الإقليمي في صراع متعدد الأوجه، وسيأخذ منطقة الشرق الأوسط إلى حروب قاسية بين فريقين سياسيين ومشروعين».
ورأى رئيس “اللقاء الإسلامي الوحدوي” عمر غندور في بيان “أنّ صفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت كالقضاء والقدر، لأنّ الرأي العام والشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها ليس في وعيه”، معتبراً “أن هذه الصفقة غير قابلة للحياة، وهي محاولة جديدة ونسخة منقّحة لمفاوضات فاشلة منذ 27 عاماً تاريخ انعقاد مفاوضات أوسلو عام 1993».
ولفت إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، معتبراً أنّ “العرب أعجز عن القيام بأيّ شيء، لا بل أكثرهم موافق على نجاح الصفقة ولا يجرؤ على معارضتها خصوصاً البلاد العربية التي ليست على تماس مع فلسطين».