مارديني: إعادة الإعمار القضية الأساس في سورية العباس: الورشة مهمة للجامعة والمؤسّسات والوزارات الكردي: الأزمة ستنتهي قريباً ولا بدّ من العمل بجدّية لحلّ المشاكل

لورا محمود

لأنّ البحث العلمي من أهم أركان تطوّر المجتمعات وتقدّمها. ولأن الاستثمار في مجال البحث العلمي واحد من أكبر الاستثمارات وأكثرها ريعية. وانطلاقاً من أهمية ربط خطّة البحث العلمي بحاجات المجتمع. نظّمت جامعة دمشق ورشة العمل الثانية بعنوان «ربط الأنشطة البحثية في جامعة دمشق بحاجات المجتمع وتطلّعاته»، وذلك لعرض مجموعة من الأهداف ضمن الخطة الاستراتيجية للبحث العلمي، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر مارديني، الذي تحدث لـ«البناء» عن أهمية البحث العلمي وورشات العمل.

يقول مارديني: «تأتي ورشة العمل الثانية في جامعة دمشق، بعد أن استقطبت ورشة السنة الماضية فعاليات مهمة على مستوى القطر، بالاشتراك مع القطاعين العام والخاص، والقطاع المشترك. والفكرة الأساس جاءت من المؤسّسات العلمية في سورية، المعنية بشكل مباشر بقضايا البحث العلمي. فالبحث العلمي في سورية كما هو معروف في كل الدول النامية، يجب أن يتوجّه إلى قضايا التنمية، فعندما يكون البحث العلمي بحثاً ترفياً، يصبح من دون قيمة، وعبارة عن صرف مبالغ طائلة لا غير».

وأضاف مارديني: «إن القضية الأساس في سورية، هي قضية إعادة الإعمار التي تعنى بها كلّ القطاعات والمؤسّسات في القطر. ويجب توجيه المراكز البحثية كلّها للتعامل مع البحث العلمي في قضايا إعادة الإعمار. فمثلاً، لدى جامعة دمشق خمسة آلاف رسالة ماجستير ودكتوراه، فعندما تكون فعلاً موجّهة لربطها بحاجات المجتمع، ستكون الفائدة كبيرة جدّاً، حتّى لو كانت على مستوى 15 في المئة أو 10 في المئة من مجموع هذه الرسائل. لذلك تتابع جامعة دمشق عملها في هذا المجال بكل مصداقية. وستتبع هذه الورشة ورشات أخرى، وسننقل هذه الفكرة أيضاً إلى مجلس التعليم العالي. كلّ جامعات القطر يجب أن تتبع المنهجية نفسها».

وأكد مارديني أهمية ورشات كهذه بالنسبة إلى الطالب والطاقم التدريسي، «فعندما نصادف مشكلة بحثية لها علاقة بقضايا التنمية، تدخل ثقافة جديدة، هي ثقافة سوق العمل. وعندما يكون البحث بحثاً نظرياً مقولباً بقوالب جامدة، تلغى أهمية البحث العلمي، لذا نحاول جاهدين أن تكون هذه الورشات في خدمة الباحثين وفي خدمة الدولة بكلّ قطاعاتها».

إعمار الحجر والبشر

وعن المرحلة المقبلة وإعادة الإعمار، تحدث رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي، فقال: «تهدف الورشة إلى الاطّلاع على المشاكل العلمية الموجودة، وإيجاد الحلول لها، بالتعاون مع الخبرات العلمية على مستوى القطر. ومن عنوان هذه الورشة، يمكننا أن نتحدّث عن الآمال المعقودة على الأساتذة في الجامعات لإيجاد الحلول لمشاكل كثيرة. فهذه الأزمة ستنتهي قريباً، واليوم نحن نعمل على إعادة الإعمار، لذلك لا بدّ من البدء بشكل جدّي لإيجاد حلول لمشاكل السكن والمشاكل النفسية أيضاً. الجامعة جاهزة لاستقطاب كل الخبرات ودمجها، وبلغ عدد المشاركين في الورشة حوالى أربعمئة مشارك من القطاعين الخاص والعام، والأبحاث كلّها ستصبّ في إطار إيجاد الحلول العلمية للمشاكل الموجودة في مؤسّسات الدولة».

وقال نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور جمال العباس: «الورشة مهمة وضرورية بالنسبة إلى جامعة دمشق والمؤسسات والوزارات المختلفة، لسبب واحد ومهم، يتمثل في أن هذه الوزارات يجب أن تبقى مستمرة في العمل والبحث، وبشكل عام من أجل ربط أبحاث جامعة دمشق بحاجات المجتمع وتطلّعاته. والورشة مهمّة أيضاً بالنسبة إلى الأبحاث التي يمكن أن تستنبط من رسائل الماجستير والدكتوراه، وعندئذٍ نستطيع أن نحقق خطوة جيدة في هذا المجال، ونكون قد أنجزنا عملاً جيداً وذا قيمة فعلية».

واستعرض مدير البحث العلمي في الجامعة الدكتور محمد فتحي غنمة واقع البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة، والتشريعات والقوانين وأخلاقيات البحث العلمي والفريق البحثي والبنى التحتية. ولفت إلى أنّ إطلاق ورشات عمل دورية سنوية تحت شعار ربط الجامعة بالمجتمع، يهدف إلى ردم الهوّة بين فاعليات المجتمع المختلفة والجامعة وتعميق التشارك في ما بينهما، والوقوف على الاحتياجات وتقديم الحلول العلمية والاقتصادية.

وناقشت الورشة على مدار أسبوع ستة محاور حول التغيّرات المناخية والجيولوجية والآثار البيئية واستثمار التقنيات الحديثة في الصناعة المحلية، والتركيز على الطاقات المتجدّدة والبديلة، وتطوير صناعة الغذاء والدواء، وتحسين جودة الرعاية الطبية، إضافة إلى التخطيط الإقليمي والتنمية المستدامة وبناء المجتمع ثقافياً وفكرياً وسياسياً، وتأثير الوسائل الإعلامية عليه، فضلاً عن التطوير التشريعي والإداري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى